تعرض التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية فى الآونة الأخيرة لضربات موجعة تمثلت فى تجفيف أهم مصادر تمويله، سواء بوقف بعض الدول والجهات تمويلاتها للتنظيم عقب ما تعرضت له الجماعة الإرهابية من رفض شعبى وعدم القدرة على تنفيذ ما اتفق عليه من مخططات رامية للدفع بمصر إلى الهاوية، أو الأزمة الاقتصادية التى ألمت بعدد من الدول.
بجانب يأس تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من قدرة الجماعة على جمع شتاتها والعودة للمشهد فى مصر، بعد غضب الغالبية الكاسحة من الشعب المصرى وسخطه من الجماعة، والتفافه حول قيادته، وقواته المسلحة، ما كان له أثر سيئ على تماسك الجماعة، وانفراط عقد التنظيم الدولى.
وما حدث فى تونس من مراجعات فكرية محورية لحركة النهضة التونسية، وإدراكها بأنها ستخسر الشارع التونسى لو استمرت فى نهجها بإقحام الدين فى السياسة، ورأت فيما فعلته جماعة الإخوان فى مصر كان بمثابة انتحار دعوى وسياسى، وغلبت فيه مصلحة الجماعة الضيقة فوق المصالح الوطنية العليا، وهو ما دفعها إلى إصدار بيان تصحيحى، عبارة عن رسالة للشعب التونسى.
رسالة حركة النهضة كانت مهمة للغاية، وكشفت عن نقاط جوهرية، وأعلنت فيها وبشكل واضح ودون مواربة أنها حركة وطنية تٌعلى من شأن الوطن وتضعه فى مرتبة أعلى من مصالحها الشخصية، ولا تقحم الدين فى السياسة لذلك قررت تأسيس حزب مدنى، وأعلنت إدانتها لكل ما ارتكبته جماعة الإخوان فى مصر.
ووسط هذه الضربات الموجعة للتنظيم الدولى، وفى ظل مطالب مالية ضخمة ينفقها فى تنفيذ مخططات الشر فى مصر وليبيا وسوريا، من تفجير وقتل وحرق ودعم الحركات المسلحة والإنفاق على شراء مساحات كبيرة من صحف أمريكية وغربية كبرى للإساءة إلى مصر، قررت البحث عن مصادر تمويل من خلال الاستيلاء على ممتلكات الوقف الإسلامى، التى نذرته عددا من الدول العربية والإسلامية، لخدمة الجاليات الإسلامية فى أوروبا وأمريكا، وبيعها والحصول على المقابل.
ومن بين الأوقاف التى استولى عليها التنظيم الدولى (المدرسة العربية الإسلامية الليبية بمدينة ميونيخ)، ولعب كل من إبراهيم الزيات أحد أبرز القيادات الإخوانية المقيمة فى ألمانيا، والمسئول عن التنظيم الدولى حاليا، وأحمد الخليفة عضو المجمع الأوروبى للأئمة والمرشدين، الدور البارز فى عملية الاستيلاء على المدرسة وبيعها لشركة ألمانية مقابل 10 ملايين يورو، بتسهيل وتنسيق كامل مع إخوان ليبيا.
يأتى تعاون إخوان ليبيا مع قيادات التنظيم الدولى الإرهابى، لتوفير الدعم المالى، والإنفاق على تجهيز ما يطلق عليه (جيش فجر ليبيا) لمواجهة الجيش الليبى بزعامة (حفتر) والسيطرة على حقول النفط وإيجاد ممرات آمنة لتهريب البترول لتركيا.
كما باع التنظيم الدولى وبمساعدة إخوان ليبيا عدد 2 وقف فى كل من مدينة بازل السويسرية، والثانى فى مدينة نابولى بإيطاليا، بعدما حصل على أوراق من (جمعية الدعوة الإسلامية الليبية) تفيد الموافقة على بيع هذه الأوقاف، رغم كل القيود القانونية التى تمنع التصرف هى هذه الأوقاف باعتبارها تهم وتفيد عموم المسلمين .
وقيمة هذه الأوقاف يتم تحويلها على بنك تركى اسمه (ترك كاليليم بنك) والكائن فى مدينة أسطنبول.
اللافت أن المدرسة العربية الإسلامية الليبية بمدينة ميونخ، تديرها هيام حلاوة، مصرية الجنسية، وزوجة الإخوانى خالد سلامة.