كان فى قاعة المحكمة 8 سيدات، و4 محامين، بالإضافة إلى هيئتى المحكمة والنيابة، وكانت السيدة «زينب الغزالى» فى القفص ترتدى ملابس بيضاء، وبجوارها «حميدة قطب» شقيقة سيد قطب الصغرى، ترتدى تاييرا أزرق بخطوط بيضاء، وذلك أثناء الجلسة الأولى لمحاكمتهما، يوم 16 مايو، مثل هذا اليوم، 1966 فى قضية «قيادة التنظيم السرى الإرهابى للإخوان»، بقيادة سيد قطب، وفقًا لما جاء فى «الأهرام» و«الأخبار» يوم 17 مايو 1966.
بدأت هذه الجلسة بعد أن قررت الدائرة الأولى لمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى فى جلستها يوم 9 إبريل 1966، محاكمة السيدتين على حدة بعد الانتهاء من محاكمة المتهمين معهما فى نفس القضية، وعلى رأسهم «سيد قطب»، وخرجا يومها من القفص وعادا إلى السجن.
ترافع عن «زينب»، المحامى «حسين أبوزيد» وعن «حميدة» الدكتور «على الرجال»، كما انتدبت المحكمة للدفاع عنهما المحامين، يونس حلو، وحسنين عبدالرحمن، وكشفت «الغزالى» عن دورها فى قيام التنظيم، وكيف لعبت دور الوسيط لجلب الأموال له من الخارج، وقيامها بحلقة الاتصال بينه وبين مرشد الجماعة حسن الهضيبى.
تذكر «الأهرام» أن الجلسة بدأت بأن نادى «الدجوى» على المتهمتين، ثم دعا اللواء «سيد جاد الرب» نائب الأحكام إلى تلاوة التهم الموجهة إليهما، وبعد ذلك توجه الدجوى بسؤال إلى «زينب»: «أنت مذنبة أم غير مذنبة؟.. فأجابت: غير مذنبة.. وتوجه بنفس السؤال إلى حميدة، وأجابت: غير مذنبة، ثم طلب من زينب أن تخرج من القفص لتواجه المحكمة من الصفوف الأولى فى القاعة، وبدأت مناقشتها.
سألها رئيس المحكمة عن سفرها إلى الحج عام 1960، وعن التكليف الذى أعطاه لها عبدالفتاح إسماعيل؟.. أجابت: أنها بالفعل سافرت وعبدالفتاح إسماعيل سلمها رسالة مغلقة لتعطيها إلى عشماوى سليمان.. وقالت إنها لم تعلم بما كان فى الرسالة، وأنها سلمتها بالفعل إلى «عشماوى» وأعطاها الرد فى رسالة مغلقة أيضًا، ولم تعلم ما فيها أيضًا.
سألها رئيس المحكمة: «معلوماتك إيه عن عشماوى سليمان؟»..فأجابت: «أعرفه من سنة 1940»، فرد رئيس المحكمة متسائلا: «هو من الإخوان الهاربين فى السعودية؟.. أجابت: «هو من الإخوان وموجود فى السعودية بيشتغل مدرسا، وصاحب معهد للتدريس»..سألها: «صبرى عرفة، سافر إلى الحجاز؟.. أجابت: أيوة.. وعبدالفتاح إسماعيل جابوه لى وقال لى إنه هيرسله إلى عشماوى ومصطفى العالم برسالة.. وطلب منى أن أديه رسالة أو «أمارة» إلى عشماوى والعالِم ليثقوا فيه، فأنا قلت لصبرى رسالة شفوية يقولها لهما ليوصلوها إلى الملك سعود، وأنا كنت أعرف «العالِم» من سنة 1940، وهو الآن صاحب معهد «الثقافة الإسلامى» فى جدة.
سألها رئيس المحكمة: «هل طلب منك عبدالفتاح إسماعيل حاجة بخصوص حسن الهضيبى «مرشد الجماعة»؟.. أجابت: «هو كلفنى أن أبلغ المرشد أن الإخوان عاوزين يتجمعوا تانى، وفعلا قلت للمرشد، فقال لى: هم أدرى بمصلحتهم.. سألها رئيس المحكمة: هو عبدالفتاح إسماعيل بيتردد عليكى؟.. أجابت: أيوة، أنا عرفته سنة 1959 فى الحجاز، وزارنى فى دار السيدات المسلمات بمكة، ثم زارنى فى القاهرة، وتكلم معايا عن ضرورة تجميع الإخوان تجميع علمى إسلامى، وأنا كنت فى النادى باكتب فى مجلة للسيدات المسلمات بتاعتى وأنا رئيسة تحريرها.
سألها رئيس المحكمة: قلت فى أقوالك: عرفت من عبدالفتاح إنه كان بيحضَر لعمل يقصد به تغيير الوضع فى البلد، وأنه لن يخضع لأى رأى من الإخوان لما يعارضوه.. وأنا اقتنعت بهذا، وقلت إنى مستعدة أموت فى سبيل قيام الدولة الحاكمة بالقرآن؟.. أجابت: لم يحدث هذا، إنما كان هدفى دراسة علمية لمدة 13 سنة، وتمتد إلى 25 سنة لقيام مجتمع إسلامى.
سألها رئيس المحكمة: «صبرى عرفة لما رجع من الحجاز قابلك؟»..أجابت: أيوة.. وعبدالفتاح قال إن عشماوى هيرسل فلوس للإخوان وهم واثقين فى أمانتى فالفلوس هتيجى لى، وفعلا الفلوس وصلت، واللى جابها لى قال لى تعرفى عبدالفتاح إسماعيل من «كفر البطيخ» دمياط، قلت له: أيوة.. فقال الفلوس دى له.. فقلت: من مين؟.. قال لى: من كامل الشريف، والفلوس كانت دفعة ألفين، وبعد منها الألفين التانيين، وبعدين حاولت أعطى الفلوس لعبدالفتاح، لكنه قال خليهم عندك فأنا وديتهم بيت المرشد.
سألها رئيس المحكمة: قلت له «المرشد» الفلوس علشان إيه؟.. أجابت: أنا كنت هقول له.. لكن هو قال للست زوجته، خدى الفلوس دى شيليها أمانة للست زينب.. وبعد كدة عبدالفتاح إسماعيل خد ألف جنيه وبعدين أخد 40 جنيها.. سألها: عبدالفتاح الشريف مجاش عندك؟.. أجابت: جه، وطلب يقابل المرشد فأنا اتصلت به، وردت على ابنته، فقلت لها: فيه ضيف عايز يقابل والدك، فقالت: «أهلا وسهلا».
وواصلت المحكمة جلساتها.