أعلنت شركات الحديد والصلب عن رفع أسعار الحديد للمرة الثالثة فى أقل من شهر بما يعادل 400 جنيهًا للطن، ليصل حجم الارتفاع إلى نحو 1000 جنيه للطن، مدفوعًا بارتفاع أسعار خام الحديد عالميًا، وهى الزيادات المتتالية للخام، وتنامى الطلب عالميًا على المعادن والحديد في الصين، والنمو الاقتصادى لاقتصاديات كبرى في العالم.
ويعد ارتفاع الطلب على خام الحديد فى الصين، أحد العوامل الهامة في زيادة أسعار خام الحديد عالميًا، نظرًا لأن معدلات تشغيل المصانع الصينية والقائمة على تكنولوجيا الأفران العالية ارتفعت إلى 85% خلال الأسابيع الماضية.
وتعتمد المصانع المحلية في مصر على تلبية نحو 10% فقط من احتياجاتها من الخردة المحلية، نظرًا لعدم توافر خام الحديد فى مصر، وبالتالي يتم استيراد من 90% من الاحتياجات من الخردة من دول العالم المختلفة، مما دفع منتجى الحديد إلى رفع أسعار المنتجات النهائية 3 مرات خلال الفترة الماضية، وبإجمالى 750 جنيهًا.
وارتفعت تكلفة خام الحديد عالميًا بنحو 1900 جنيه والخردة سجلت صعودًا بمقدار 1320 جنيهًا لطن الحديد خلال 15 يومًا.
وأعلنت مصانع الحديد عن رفع أسعار طن الحديد من المصنع بمتوسط 400 جنيه للطن، حيث تعد تلك المرة الـ3 خلال أقل من شهر يتم رفع أسعار الحديد حيث ارتفعت بما يقارب 1000 جنيه في الطن عن الأسعار قبل شهر رمضان، ليرتاوح سعر طن الحديد تسليم مصنع بين 14300 – 14600 جنيه للطن.
ومع تسارع معدلات الطلب في الاقتصاديات الكبرى حول العالم، من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، بما يدفع معدل الطلب على منتجات الحديد ويؤثر في ارتفاع الأسعار عالميًا.
وأحد العوامل الهامة الأخرى، التي دفعت إلى الزيادات الأخيرة في سعر حديد التسليح، مع زيادة الطلب وانخفاض المخزون والرغبة فى تعويض النقص من الخام.
وتشير التقارير الدولية إلى توقعات بمزيد من الارتفاع فى أسعار الصلب خلال العام الحالي 2021 حيث زادت أسعار الخام والخردة الى ضعف ما كانت عليه فى 2020، ومع سعى المصانع الأمريكية إلى التغلب على نقص المعروض من الصلب مع ارتفاع أسعاره.
وأبرز العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الحديد يرجع إلى الصعود القوى لاستهلاك الصلب فى العالم بعد فترة من الركود أحدثها وباء كورونا خلال عام 2020، جعل موردى خام الحديد يصارعون من أجل مواكبة الطلب المحموم، وهو ما دفع الأسعار الى الزيادات المتتالية لتصل مؤخرا إلى 261 دولار سيف للطن بعد أن كانت 181 دولار بنهاية العام الماضى.
وتعتمد صناعة الحديد تعتمد على الاستيراد بصورة كبيرة ومع الزيادة فى تكلفة الإنتاج نظرًا لارتفاع أسعار الخام والخردة عالميًا تصبح المصانع المحلية في حاجة إلى زيادة الأسعار لمواكبة الزيادات فى التكلفة والاستمرار فى الإنتاج لتلبية احتياجات العملاء.
ووصلت أسعار الخام إلى مستويات لم تشهدها من قبل نظرًا لظروف عالمية تدفع بالطلب إلى أعلى مع قلة المعروض من مصادر التوريد الرئيسية فى أستراليا والبرازيل فمنذ بداية العامحيث أن أسعار الصلب فى الولايات المتحدة الأمريكة زادت 3 أضعاف مقارنة بأقل مستوى لها العام الماضى لتصل إلى أعلى رقم سجلته على الاطلاق ويعادل تقريبا 3 أضعاف متوسط السعر خلال الـ 20 عاما الماضية.