قال محمد عبد العزيز، معاون الوزير فى شئون الآثار الإسلامية والقبطية، إن مشروع تطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به، يحظى باهتمام شديد من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وهناك لجنة مشكلة تضم وزير الاستثمار والتخطيط والإسكان ومحافظ القاهرة، لمتابعة المشروع.
أوضح محمد عبد العزيز، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، كما يعد لسكان المنطقة فى الوقت الحالى مدينة الروبيكى بالقرب من مدينة بدر، حيث يتم إنشاء عمارات سكنية، ومدابغ حتى تكون بالقرب من سكنهم، كما يتم إنشاء مستشفى ومدرسة، وسيتم تطوير السور على عدة مراحل أولها إخلاء المدابغ ونقلها إلى مدينة بدر، ثم إزالة جميع العشوائيات الموجود داخل منطقة الحرم الأثرى، وتعويض السكان وتوفير وحدات سكنية لهم، مضيفا أن هناك بعض الأشخاص تم تعويضهم بالفعل من جانب الوزارة والمحافظة.
وتابع "عبد العزيز" أنه بعد الانتهاء من المراحل السابقة سيتم ترميم وصيانة السور والمنطقة الأثرية، وسوف تشهد المنطقة مرحلة كبيرة من التطوير والصيانة، ويتم استغلال المنطقة المحيطة وهى الأماكن التى سيتم إخلاؤها فى استثمار العديد من المشاريع لتصيح منطقة جذب سياحى، وذلك بالتعاون مع العديد من الوزارات والمحافظة.
وكان "انفراد" قد نشر الهيكل النهائى لـ"مشروع متحف منظومة المنشآت المائية الإسلامية فى مصر" بمنطقة سور مجرى العيون حيث يعتبر مجرى العيون (أو سقاية فم الخليج) جزءًا أساسياً فى منظومة المنشآت المائية الإسلامية فى مصر والتى تعكس عبقرية المعمار وصانع القرار فى التعامل مع نهر النيل، وذلك قبل بناء السد العالى وتغير أحوال النهر العظيم ما بين الفيضان والتحاريق "انحسار مياه النهر".
وقال محمد عبد العزيز، معاون وزير الآثار لشئون الآثار الإسلامية والقبطية، أن هذه المنظومة شملت أنواعاً عديدة من المنشآت والتى اندثر أغلبها مثل خليج القاهرة والجسور الخشبية والحجرية التى كانت عليه، والقناطر، والصهاريج، والسدود، والسواقى، والخزانات، والمصانع، ومقاسم المياه، والمجارى المائية، فكانت هذه المنظومة بمثابة شريان الحياة لمصر بشكل عام ومدينة القاهرة بشكل خاص، وذلك لبعد المدينة عن نهر النيل، فكان توصيل الماء للمدينة أحد أخطر التحديات التى واجهت المعمار، وكان حفظ الماء لفترات طويلة تحدياً آخر، خاصة مدة التحاريق، فتكاملت منظومة المنشآت المائية مع مهنة السقايين، ومبانى الأسبلة، والصهاريج التى وجدت فى العديد من المنشآت العامة والمنازل لحفظ المياه لفترات طويلة، ومازال العديد من المنشآت المائية قائماً حتى الآن مما يكسبها أهمية كبيرة بسبب ندرتها، وبسبب الدور الخطير الذى لعبته فى بقاء ونمو العمران فى مصر، مثال مقياس النيل، وبقايا سقاية ابن طولون، وقنطرة الظاهر بيبرس بالقليوبية، وصهاريج الإسكندرية.
وأشار معاون الوزير، أنه يجب أن يتم تكامل الحفاظ المعمارى لمجرى العيون مع الحفاظ على المنشآت المائية الباقية بمصر، وتوفير مسار السياحة الثقافية التى تربط بين هذه المنشآت مع شرح للمنشآت المندثرة والدور الخطير الذى لعبه نهر النيل فى صنع الحضارة والعمران فى مصر والقاهرة، ويعتبر مشروع الحفاظ والترميم المعمارى لسور مجرى العيون فرصة رائعة لإقامة " متحف منظومة المنشآت المائية الإسلامية فى مصر"، كخطوة أولى فى تكامل شرح وتقديم الدور الثقافى الخطير لنهر النيل.