تلقى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان ضربة جديدة فى الجزائر، باعلان السلطات الجزائرية رسميا إدراج حركتى "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية على قوائم الإرهاب، جاء ذلك عقب اجتماع للمجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، حضره قائد أركان الجيش ورئيسا جهازى الأمن الداخلى والخارجى ووزراء الخارجية والداخلية والعدل.
قرار السلطات الجزائرية جاء بعدما درست "الأفعال العدائية والتحريضية المرتكبة من قبل ما يسمى بحركتى "رشاد" و"الماك"، التى ترمى إلى زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمنها".
وأوضحت أن السلطات الجزائرية الأمنية والقضائية "جهّزت ملفًا ثقيلا عن أعضاء التنظيم الإخوانى تضمن أدلة دامغة عن تورط أعضائها فى دعم وتمويل أعمال إرهابية بالجزائر ودول أخرى وتشكيل مجموعة إرهابية فى الخارج".
ومن بين الأدلة، حسب المصادر التى فضلت عدم كشف هويتها، "تسجيلات صوتية مع إرهابيين خطرين فى الجزائر وكذا اعترافاتهم" حيث يتعلق الأمر بالإرهابيين "أبو الدحداح" والمدعو "أحمد منصوري"، حيث قدما معلومات وأدلة عن صلاتهما بحركة "رشاد"، وكذا النشاطات الإجرامية التى تورطت بها فى الجزائر، وفقا لما جاء فى صحيفة العين الإماراتية.
وأشارت إلى أن السلطات الجزائرية سلمت ملفًا كاملًا عن تورط قيادات الحركة الإخوانية فى أعمال إجرامية وإرهابية إلى سويسرا وفرنسا، مؤكدة أن نشاط أعضائها "بات مصدر خطر حتى على دول أوروبية".
كما لم تستبعد أن تلحق دول أوروبية بالجزائر فى تصنيف الحركة الإخوانية "تنظيمًا إرهابيًا" بناء على الملف الثقيل خصوصًا مع الدول الأوروبية التى تربطها اتفاقيات أمنية وقضائية فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
والشهر الماضى قام 4 محامين جزائريين بخطوة وُصفت بـ"الجريئة" عندما راسلوا وزير العدل بلقاسم زغماتى، طالبوه بتنصيف حركة رشاد الإخوانية "تنظيمًا إرهابيًا والتعامل معها على هذا الأساس"، مؤكدين أن خطوتهم تأتى "إيمانا منهم بأن الوطن تبنيه الأيادى النظيفة والقوية لا المرتجفة والخائفة".
حاصر للإرهاب الإخوان
قال منير أديب، الباحث فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى، إن وضع حركة "رشاد" الإخوانية على قوائم الإرهاب فى الجزائر هو جزء من توجه عربى لمواجهة جماعات الإسلام السياسى وتنظيمات العنف والتطرف، مضيفًا، أن مصر تقود المنطقة العربية لمواجهة كل التنظيمات المتطرفة ذات الامتدادات الدولية والضالعة فى استخدام العنف أو التحريض عليه.
ولفت أديب، إلى أن الجزائر عانت من الإرهاب أكثر من 10 سنوات فيما عرف بالعشرية السوداء منذ العام 1992 وما بعد، نظرًا لتمدد التنظيمات المتطرفة والتى كان فى مقدمتها جبهة الإنقاذ وحركة الإخوان، ونجحت الدولة بعد هذه الفترة فى بسط سيطرتها وسلطتها وتفكيك هذه التنظيمات على مستوى بنية التنظيم وعلى مستوى الأفكار.
وحول دلالة هذه الخطوة رغم وجود هذه الحركة منذ 14 عامًا، قال أديب، إن الجزائر من أهم الدول التى تحمل رؤية استراتيجية فى مواجهة التنظيمات المتطرفة، ولذلك اختارت الوقت المناسب لوضعها على قوائم الإرهاب، ولكن هذه الخطوة سبقها تفكيك الحركة فى الداخل الجزائرى، خاصة وأنها نشأت خارج الجزائر، وتفكيك أفكارها أيضًا، وهنا أصبح وضع الحركة على قوائم الإرهاب أمرًا مفيدًا فى القضاء عليها تمامًا.
وأكد الباحث فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى، أن هذه الحركة تُعد الوريث الشرعى لجبهة الإنقاذ وكانت تلقى دعمًا وتأييدًا لحركة الإخوان داخل وخارج الجزائر، وبالتالى مواجهتها احتاج مواجهة كل الحواضن التى كانت تدعمها فى البدء وقطع خطوط الإمداد عنها، خاصة وأن أجهزة الاستخبارات الجزائرية نجحت فى التقاط اجتماعات تمت بالخارج مع أجهزة استخبارات دول أجنبية كانت تدعم توجه مسلح للحركة فى الداخل.
وأوضح أديب، أن وضع حركة "رشاد" على قوائم الإرهاب سوف يُحاصر جماعات الإسلام السياسى فى المنطقة العربية ويزيد الخناق على جماعة الإخوان المسلمين التى تسلح أعضاءها فى الخارج وتدفعهم لتنفيذ أعمال مسلحة فى عواصمهم، والهدف هو إتاحة مساحة للمشاركة بالحكم فى أى عاصمة ولو كان ذلك بالعنف، ومن هنا واجهت الجزائر حركة "رشاد" ووضعتها على قوائم الإرهاب.
وأنهى الباحث فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى حديثه قائلًا إن وضع "رشاد" على قوائم الإرهاب سوف يقوض فرص توغل جماعات العنف والتطرف فى منطقة المغرب العربى، وسوف يقضى أيضًا على حلم الإخوان المسلمين فى الوصول للسلطة فى الدول التى يتواجدون فيها بكثافة، مرجحًا، تأثير هذه الخطوة على وجود التنظيم فى بقية الدول المجاورة معززًا فرص مواجهة الإرهاب داخل الجزائر وخارجها.