"أبلغ من العمر 70 عاما قضيتها فى خدمة وطنى ولم أتخاذل لحظة فى تقديم روحى وأرواح أبنائى الثلاثة فداء لبلدى".. بهذه الكلمات بدأ صدقى أبو العلا أحد سكان قرية الميات مركز دشنا بمحافظة قنا لقاءه لـ"انفراد" الأب المكلوم صاحب الـ70 عاما يروى قصة حياته التى أفناها فداء للوطن فخورا بكونه أحد أبناء الوطن الذى فور سماعه بخبر العدوان الثلاثى على مصر يترك قريته بصحبة أبناء عمومته ليسافر فى رحلة شقاء طويله للجبهة ليكون له دورا فى خدمة وطنه.
قصص كثيرة رواها عم "صدقى" عن الحرب يحفظها عن ظهر قلب التواريخ والمواعيد بالساعة والدقيقة للغارات الإسرائيلة ليقول وسط حالة غريبة من الحزن والفخر، إنه شارك والعشرات من أبناء قريته فى العمل مع كتيبة من مهندسى الجيش المصرى فى بناء المطارات العسكرية التى ضربتها غارات العدو الإسرائيلى فى العدوان الثلاثى على مصر.
ويضيف عم صدقى أنه شهد مقتل 16 من أبناء قريته الذى ضربتهم غارات العدو فى الثانية عشرة والربع ظهرا عام 1968 بمنطقة القناة "تمكنا حينها من العثور على 5 جثث فقط منهم وفقدنا 11 لم نعثر لهم على أثر".
ويستطرد قائلا: "تعبنا وشربنا المرار لسنوات نعمل بأجر رمزى من أجل تراب هذا الوطن، كنا نعمل فى بناء حوائط صد خلف الفريق عبد المنعم رياض حينما سمعنا الغارات والمواجهات المسلحة فى 9 مارس 1969 ليستشهد الفريق على بعد مسافة قريبه منا".
ويؤكد عم "صدقى": فخور بوطنى وكنت على استعداد لدفع روحى فداء لترابه وقد دفع نجلى الكبير رمضان روحه لهذا الوطن واستشهد فى أحداث ثورة يناير وخلال نفس العام فقدت أبنائى الاثنين أبو العلا الذى مات كمدا وحزنا على شقيقه ومحمد الذى لقى حتفه فى حادث طريق ليتركوا لى وأنا فى الـ70 من عمرى 4 أطفال لرعايتهم.
صدقى أبو العلا محمد يبلغ من العمر 70 عامًا، مقيم بنجع الميات التابع لمركز دشنا أكد أنه أرسل العديد من الاستغاثات لرئاسة الوزراء يؤكد فيها، أنه من قبيلة فقيرة والد لثلاثة أولاد استشهد أحدهم ويدعى رمضان صدقى أبو العلا محمد يوم 9 فبراير 2011 بالقاهرة تسلمت جثمان ابنى بعدها بثلاثة أيام، ولأول مرة فى تاريخ العائلة يقتل أحد أبنائها.
ويضيف عم صدقى: "بعد استشهاد ابنى استلمت شيك بـ5 آلاف جنيه من الشؤون الاجتماعية، ووجهت لنا الدعوة من اللواء محافظ قنا بتكريم أسر شهداء 25 يناير وحصلنا على 5 آلاف جنيه لكل أسرة شهيد، كما وجهت لنا الدعوة من اللواء قائد المنطقة الجنوبية العسكرية بحضور شخصيات من أبناء محافظة قنا، وقاموا بتكريم كل أسرة شهيد بـ5 آلاف جنيه، كما قمت بتسليم ملف ابنى للهيئة القومية للتأمينات بشارع الألفى بالعتبة بالقاهرة، منذ 43 شهرًا، ولم يصرف لنا أى شيء، حيث إننى أعيش فى حزن شديد، وفى حالة سيئة، وحالتى الصحية متدهورة، خاصة بعد وفاة ابنى الثانى أبوالعلا، الذى مات حزنًا على أخيه بعد وفاته بأربعة أشهر.
ويتابع: بعد وفاة ابنى الثانى، فقدت ابنى الثالث فى حادث أيضًا، أصبحت فى هذه الدنيا وحيدًا بلا أبناء وبلا مأوى، ولقد ترك ابنى الثالث ثلاث أولاد وزوجة وترك لى ابنى الشهيد طفلته.
ويضيف عم صدقى: لقد فقدت أولادى الثلاث الذين كنت أعتمد على الله وعليهم، وأريد إنقاذ أسرة ابنى الشهيد من الضياع والانهيار، وناشد عم صدقى الرئيس السيسى ورئاسة الوزراء بالنظر لحالته وحالة أحفاده بعين الرحمة لإنقاذهم من الضياع والانهيار، متسائلا: كيف له أن يرعى 4 أطفال فى هذا العمر ولا يستطيع أن يعمل مطالبا بتوفير معاش شهرى لهم لإنقاذهم من الذل والضياع.