شاب ألقته أمه من القطار وهو طفل ونجا من الموت بمعجزة إلهية.. احتضنه أحد الملاجئ حتى بلغ 18 سنة.. قضى ليالى فى الشوارع بعد خروجه من الدار.. ويؤكد: نفسى ألاقى أهلى وأعيش حياة طبيعية زى باقى الناس.. فيدي

وقف أمام موقف ميكروباص بعد بلوغه السن القانونية، وخروج من الملجأ الذى كان يتربى فيه لمدة 16 عاما، وهو طفل صغير ينظر إليه وهو يبكى بحرقة من ألم ظهر على قلبه "من أنا وأين أذهب"، إنه الشاب محمد عبد الله، الذى ألقته أمه من القطار وهو سائر وعثر عليه الأهالى بين الحياة والموت وهو عمره 4 أعوام. ظل الشاب محمد ينتقل من شارع إلى شارع ومن ميدان إلى آخر يقضى فيها لياليه الصعبة، كل ما هو يملكه هو صورة له وهو صغير ومعلومة واحدة هى أنه من محافظة المنيا مركز مغاغة، هذا ما أبلغت به والدته بالتبنى في الملجأ بعد أن أخبرته أنه تم إلقاؤه بواسطة والدته من القطار وهو سائر. يقول محمد عبد الله: "كنت ماشى مش عارف أروح فين، مليش أهل.. مليش أم.. مليش أب، أمى رمتنى من القطر وهو ماشى مش عارف كانت عايزة تتخلص منى ولا عايزة تنقذنى من الموت لما القطر ولع، ببات في الشارع وباكل لما حد يحن عليا بلقمة أكلها، لحد أما جه واحد قالى أنت شكلك ابن ناس قولتله حكايتى إنى خارج من الملجأ ومش لاقى مكان أبات فيه وجابلى الأوضة اللى أنا فيها ديه". وتابع محمد: "بدأت من هنا أشتغل تباع في الميكروباص علشان أصرف على نفسى، وأجيب حق إيجار الأوضة اللى عايش فيها، من ساعة ما خرجت من الملجأ وعمرى ما أكلت طبيخ إلا فى شهر رمضان من الناس اللى بتوزع في الشارع، الناس بتبصلى على إنى لقيط وديه بتجرحنى قوى". واستكمل محمد: "نفسى أشوف أمى وألاقى عيلتى، لأنى ببص على الناس اللى بتكون مع أبوها وأمها بحزن من جوايا، مش عايز أكون زيهم أنا عايز بس أكون معاهم، أنا اللى بروح أسلم على الناس علشان أكسب عيلة ومكنش لوحدى، نفسى أقول ماما لأنها كلمة حلوة أوى اتحرمت منها، ومحدش هيحس بيها إلا اللى داقها".