قالت الدكتور فاتن كمال، وكيل متحف شرم الشيخ، إن المتحف يشهد إقبالًا من جانب السائحين أثناء زيارتهم المدينة، للتعرف على الحضارة المصرية، منذ أن تم افتتاحه في أكتوبر من العام الماضي، حيث تحقق هدف مزج السياحة الترفيهية والثقافية.
وأضافت، خلال لقائها مع "انفراد" من داخل متحف شرم الشيخ، إن فكرة إنشاء المتحف جاءت لتشجيع السائح على معرفة الحضارة المصرية القديمة، وتثقيفه بها وحثه على زيارة الأماكن الأثرية الأخرى بجانب استمتاعه بالشواطئ والألعاب الترفيهية والشمس الساطعة وغيرها.
وأوضحت أن متحف شرم الشيخ يركز على فكرة الحضارة المصرية ومختلف الحضارات التي مرت بها منذ عصر الدولة القديمة والحضارة اليونانية والرومانية وحتى العصر الحديث والمزج بحضارة سيناء والبدو، موضحة أن رسالة المتحف أيضًا هو المزج بين ثقافة سيناء بثقافات العالم والارتقاء ورفع الوعي السياحي والأثري لدى المجتمع السيناوي والبدوي.
وعند دخولك متحف شرم الشيخ تجد تمثالًا للملك رمسيس الثاني في استقبالك، حيث قال الدكتورة فاتن كمال أن التمثال وضع لاستقبال الزائرين لإيصال رسالة أن شرم الشيخ مدينة السلام، ولتعزيز تلك الرسالة بأنها أرض السلام تم وضع تمثال رمسيس الثاني أشهر وأعظم ملوك مصر وأول من وقع معاهدة سلام في تاريخ البشرية.
ويتكون متحف شرم الشيخ من 3 قاعات رئيسية.. ففى البهو أو الممر الملكي تستقبلك أعمدة حتحورية للربة حتحور، كرسالة لربط سيناء والمعبودات الموجودة في قديم الزمن، والربة حتحور كانت معروفة بأنها سيدة الفيروز وربة الأمومة والجمال وهو أيضًا ما يربط المتحف بشرم الشيخ كونها مدينة السلام والجمال، بجانب تماثيل مليكة للملكة حتشبسوت، وتحتمس الأول والثالث، والملك نختنبو آخر ملوك الأسرة الثلاثين.
أما القاعة المركزية فتنقسم لمستويين الأول يضم مجموعة من القطع الأثرية الفريدة والتماثيل والحياة اليومية في الحضارة المصرية القديمة، وتؤكد القاعة على فكرة أن المصري القديم لم يعبد الحيوانات، ولكنه قدس فكرة الحيوان وصفاته، ومن أهم التماثيل تمثال زوجة "نخت مين" وتمثال الزوجين ثاي ونايا.
وقالت الدكتور فاتن كمل إن أهم ما يميز القاعة هو وجود قطع أثرية من حفائر الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار حيث يتم عرض مجموعة من القطع الأثرية المكتشفة حديثًا في سقارة 2019، ما تسمي بخبيئة الطيور والحيوانات المقدسة المحنطة وهي تعرض لأول مرة، وفي المستوى الثاني من القاعة تم عرض مركبتي دهشور الخشبية واللتان تخصان الملك سنوسرت الثالث من الدولة الوسطى.
وفي قاعة "المقبرة" فتم تصميمها لتكون نموذج محاكاة لمقبرة ملكية كاملة، ولتشجيع السائح على زيارة الأقصر وأسوان ليرى المقابر الحقيقية، وتبدأ المقبرة بالباب الوهمي فكان المصري القديم يعتقد أنه في العالم الآخر ستعبر الروح من ذلك الباب لمقابلة الجسد ليحيا من جديد، وداخل المقبرة يوجد توابيت ومومياء لماعت كارع بالإضافة للأثاث الجنائري وتماثيل أوشابتي وغيرها من القطع التي تحتويها المقابر الملكية.
أما قاعة الحضارات فهي تعرض وتحكي الحضارات المختلفة، وبها تماثيل التناجرا والتي تعود للحضارة اليونانية، كما تم إعادة بناء الحمامات ذو أرضيات موزايك من العصر الروماني، وتماثيل لأباطرة من العصر الروماني، كما تجد بالقاعة غرفة لأحد أميرات أسرة محمد علي، والأدوات الشخصية للملك فاروق، وأهم ما يميز القاعة وجود 11 قطعة من قطع الملك توت غنخ آمون "معروضة بشكل مؤقت"، كنوع من أنواع جذب السياح وحثهم على زيارة المتحف المصري.