مازالت شجاعة وقوة المرأة المصرية تبهر الجميع ، قصص تتوالى عن سيدات وفتايات اقتحمن عالم الرجال بكل شجاعة و قوة، بحثا عن لقمة العيش بكل شرف واحترام. "لاميس تعمل" كوافيرة " للرجال ، فتاة " بميت راجل " ، و قصة جديدة للمرأة المصرية التى تثبت فى كل يوم أنها جديرة بكل الاحترام .
"انفراد" التقى بأول فتاة تعمل "حلاق للرجال" بالاسكندرية ، حيث تقول "لاميس طياب" الحاصلة على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية ، أعمل فى هذا المجال منذ 16 عاما "كوافير" للسيدات ، بعد أن فقدت الامل فى العمل بشهادة الحدمة الاجتماعية فى ظل ظروف البطالة التى يعانى منها الشباب فى مصر ، و بدأت من القاع ، حتى تمكنت مؤخرا من افتتاح مشروعى الخاص منذ 7 سنوات فقط ، و بدأت اتجه للعمل فى عالم الرجال منذ 3 سنوات ، حيث بدأ الامر فى البداية بالحلاقة لبعض الرجال من المقربين و أقارب" زبائنى" من السيدات ، و بعد الاقبال الشديد بدأت فى تحديد مواعيد مسبقة ، حرصا على راحة السيدات المرتددات على المحل ، إلى أن حددت يوم الاثنين للرجال فقط بداية من شهر أبريل الماضى بعد تزايد طلب الرجال والإقبال الكبير منهم .
و قالت "لاميس": أراعى وقت المحجبات واستقبل الرجال فى نهاية اليوم مع زوجاتهم أو أقاربهم من السيدات المترددات على المحل ، و استطرت " لاميس ": معظم الرجال يكنون لى كل الاحترام ، و لا أشعر بأى مشكلة فى التعامل معهم ، و أن أتعامل مع الشعر و ليس الاشخاص و لا أفرق بين رجل و سيدة ، قائلة :"الكوافير الشاطر هو من يعرف يتعامل مع الشعر القصير و ليس الطويل ، فالشعر القصير يظهر ابداع الكوافير أكثر و يبرز امكانياتة و حرفيته "، و تقول "لاميس": قانا ضد التقسيم فى المجتمع ، خاصة بين الرجل و المرأة و أعمل فى مهنة تتعامل مع الجنسين ، كما أن كلمة باللغة الفرنسية تعنى "حلاق" بالعامية أو" مزين" بالعربية الفصحة .
وتقول "لاميس" أنها رفضت الكثير من المتقديم لها بطلب الزراج بسبب النظرة الدونية لمهنتها قائلة: "كل المهن الحرفية فى مصر تعانى من نظرة دونية ، و أرفض العريس الذى ينتقد طبيعة عملى، و فخورة أنى أعمل بإيدى ، و رفضت عريس مستشار و طبيب بسبب النظرة المهينة لطبيعة عملى ، و أتمنى عريس مثقف واعى ، يبتعد عن النظرة الدونية للمهن الحرفية، خاصة و أنا لا أرى أن الكوافير مهنة مهينة ".
و أضافت: "أنا حاصلة دورات تدريبية فى مجال "الميكأب أرتسيت" و أحب عملى واحترفتة ، و بالرغم من حصولى على لقب " خبيرة تجميل " من رابطة مصصفى الشعر بالإسكندرية ، إلا أنى أفضل لقب "كوافير" وأشعر بالخجل منه .
وحول حلمها فى العمل قالت "لاميس": كنت أحلم بإنشاء "بيوتى سنتر" فى القاهرة ، و مؤخرا أصبح كل حلمى السفر خارج مصر ، بعد أن تعرضت لضائقة مالية ، بسبب التقدير الجزافى للضرائب و التى قدرت بأن المحل يحقق أرباح 2 مليون جنية سنويا ، أى ضرائب 200 آلاف جنيه، بالرغم من سداد الضرائب بشكل منتظم .
وتساءلت كيف لمشروع بحجم رأس مال 35 ألف يحقق تلك الأرباح، وأضافت: " فوجئت بالحجز على قرض السيارة بالبنك ، علما بأن قرض السيارة الوحيدة التى امتلكها بقيمة 80 ألف جنية فقط بمقدم 39 ألف فقط " و طالبت الدولة بتشجيع الشباب على العمل اليدوى لا وضع العراقيل أمامهم و هدم أحلامهم .
و يقول سامى سعيد، أحد المترددين على المحل ، عرفت الموضوع من خلال "الفيس بوك" وذهبت الى هناك يوم الاثنين ، الموضوع كان فى إحراج فى الأول بسبب انها بنت لكن بعد الحلاقه وجدت أن الموضوع عادى جدا وأصبحت أفضلها عن الرجال لأنها ناقشتنى فى شكل "الحلاقة" ووجدت أن وجهه نظرها أفضل وأنها بالفعل خبيرة فى مجالها .
وحول تقبل المجتمع لهذا الأمر قال سامى سعيد: "انقسم أصدقائى ما بين المؤيد والمعرض لكن الموضوع لا يفرق معى، أصبحنا فى القرن الواحد والعشرين لا يوجد فرق بين البنت والرجل من يستطيع ان يعمل فى مجال ويتميز فيه، يتم محاربتها سوء من الرجال او الفتيات ، و انتقد سامى نظرة المجتمع الذكورى التى لا تتغير لطبيعة عمل الفتيات ، و قال أن الإنسان يولد بلا خبرة، ثم يبدأ فى التأثر بمن حوله، فيأخذ عنهم عاداته وتقاليده، و بذلك تنتقل العادات والتقاليد من جيل إلى آخر وتظهر العادات والتقاليد فى الأفعال والأعمال التى يمارسها الأفراد، و من ضمن هذه العادات الحلاقه عند الرجال طول الفترة الماضية سيطرت فى ذهن المجتمع الشرقى الحلاق الرجل وظل ذلك حتى كسرت "لاميس" تلك الصورة النمطية من الاسكندرية لتتحدى تلك العادات البالية .
و قال: "بالنسبة شىء رائع وحتى لو تزوجت سأستمر أنا و زوجتى فى التردد على محل لاميس لأنها تحب عملها وتتقنة بكفاءة ".