تحدى البرلمان الألمانى العلاقات بين إسطنبول و أنقرة، وتبنى مجلس النواب، قرارا رمزيا يعتبر مذبحة الأرمن التي ارتكبتها القوات العثمانية عام 1915 "إبادة جماعية"، فى خطوة أثارت غضب الحكومة التركية وترحيب أرمينيا.
وأقر عدد متزايد من البرلمانات، لا سيما فى أوروبا، كما فعّل برلمان ألمانيا أمس الخميس، قوانين وقرارات تعترف تحديدًا بالإبادة الجماعية للأرمن، خلافًا لدول أخرى تمتنع عن لفظ تلك الكلمة التى تثير غضب تركيا الشديد.
أما عن المنظمات الدولية التي تعترف رسميًا بالإبادة الأرمنية فتشمل: "الأمم المتحدة، البرلمان الأوروبي، مجلس أوروبا، مجلس الكنائس العالمي، منظمة حقوق الإنسان، جمعية حقوق الإنسان التركية، ميركوسور، جمعية الشبان المسيحيين، واتحاد اليهود الاصلاحيين، مجلس الجمعية البرلمانية الأوروبية".
ويتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون، غير أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300,000 آلاف أرمنى فقط، بينما تشير مصادر أرمنية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين والسريان والكلدان واليونان البنطيين.
ووفقا للمعهد الوطنى الأرمنى، فقد اعترف 26 برلمانا آخر بالإبادة الجماعية مثل الأرجنتين، النمسا، بلجيكا، بوليفيا، البرازيل، بلغاريا، كندا، تشيلي، قبرص، فرنسا، اليونان، إيطاليا، لبنان، ليتوانيا، لوكسمبورغ، هولندا، باراغواي، بولندا، روسيا، سلوفاكيا، السويد، سويسرا، الولايات المتحدة، أوروغواي، الفاتيكان، وفنزويلا. لكن عمليات التصويت هذه تتخذ اشكالا عدة وأبعادًا قانونية متنوعة.
الاعتراف بـ "إبادة الأرمن"
وكانت فرنسا فى يناير عام 2001، أول دولة كبرى تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، لكن إنكار الإبادة غير خاضع للعقاب، فقد ألغى المجلس الدستورى فى فبراير 2012 قانونًا بهذا المعنى، معتبرًا إياه متعارضًا مع حرية التعبير.
وخلافا لفرنسا، فان بعض الدول تجرم إنكار الإبادة الجماعية للأرمن مثل سويسرا حيث دانت المحكمة الاتحادية عام 2007 أحد ناكرى الإبادة، وقبرص بموجب قانون تم إقراره فى أبريل 2015. وفى سلوفاكيا، يعاقب إنكار الإبادة بالسجن.
ويحدد القانون القبرصى 24 أبريل، موعد المجازر الأولى للعام 1915، يوما للذكرى فى هذا البلد، حيث ينحدر معظم أفراد الأقلية الأرمنية من الناجين من "الإبادة الجماعية".
بين البرلمانات التى اعتمدت مؤخرا قرارات تعترف بالإبادة برلمان لوكسمبورغ فى مايو 2015، وبلجيكا فى يوليو العام ذاته. لكن القرار الذى أصدره البرلمان البلجيكى لا يعترف بشكل واضح بطابع الإبادة للمذابح التى تعرض لها الأرمن وترحيلهم. من جهته، اعترف البرلمان الأوروبى بالإبادة عام 1987.
وتم الاعتراف بطابع الإبادة الجماعية للمجازر وعمليات الترحيل بين عامى 1915 و1917 من قبل برلمانات عدة دول مثل روسيا (1994) اليونان (1996) إيطاليا (2000) وهولندا (2004) والسويد (2010).
وفى 24 أبريل 2015، فى الذكرى المئوية التى احيتها أرمينيا لتكريم ضحايا الإبادة، أشار البابا فرنسيس إلى "أول إبادة جماعية فى القرن العشرين"، متحدثا عن مذبحة الأرمن فى كنيسة القديس بطرس للمرة الأولى فى حاضرة الفاتيكان.
وفى خطوة رمزية، وقف نواب البرلمان النمساوى فى أبريل عام 2015، دقيقة صمت فى ذكرى إبادة الأرمن، وكانت الأولى من نوعها فى هذا البلد الذى كان متحالفا مع السلطنة العثمانية، لكن لم يتم تبنى هذا المصطلح رسميا.
تردد أمريكي
فى العشرين من أبريل 1965، كانت الأوروجواى أول دولة تعترف بإبادة الأرمن. وتلتها دول آخرى فى أمريكا الجنوبية مثل فنزويلا والأرجنتين وتشيلى وبوليفيا وباراغواى والبرازيل. وقد اعترف مجلس العموم الكندى بإبادة الأرمن عام 2004.
فى الولايات المتحدة، أقر الكونجرس الإبادة الجماعية مع اعتماد قرارات من قبل مجلس النواب عامى 1975 و1984.
وعندما كان يخوض حملته للوصول الى البيت الأبيض العام 2008، تعهد باراك أوباما الاعتراف بالإبادة الجماعية، لكنه لم يستخدم مطلقا هذا المصطلح منذ أن أصبح رئيسا.