احتشد أكثر من 220 صحفيا وإعلاميا يمثلون صحفا ووكالات أنباء عالمية فى مؤتمر صحفى للرئيس السادات، يوم 30 مايو، مثل هذا اليوم، 1978، وذلك بعد تسعة أيام من الاستفتاء على «مبادئ حماية الجبهة الداخلية» وكان يوم 21 مايو 1978.
دعا «السادات» لهذا الاستفتاء، وشمل سبعة بنود، كانت أخطرها أول ثلاثة منها، وكانت حرمان فئات من العمل السياسى نهائيا هى كل من تسبب فى إفساد الحياة السياسية قبل ثورة 23 يوليو 1952، سواء كان ذلك بالاشتراك فى تقلد المناصب الوزارية منتميا إلى الأحزاب السياسية، التى تولت الحكم حتى 23 يوليو 1952، أو بالاشتراك فى قيادة الأحزاب وإدارتها، فيما عدا «الحزب الوطنى» وحزب «مصر الفتاة»، وكذلك كل من أحيل إلى محكمة الثورة وأدين فى قضية 15 مايو 1971، وكل من يثبت ضده أنه أتى أفعالا من شأنها إفساد الحياة السياسية فى البلاد، أوتعريض الوحدة الوطنية أوالسلام الاجتماعى للخطر.
كانت هذه البنود، التى جرى الاستفتاء بشأنها تعنى محاصرة الجهود التى بدأها «فؤاد سراج الدين»، وبعض الوفديين القدامى فى محاولة منهم لإعادة الحزب إلى الحياة السياسية، كما قصدت محاصرة كل معارضى السادات من المسؤولين وقت حكم الرئيس عبدالناصر، الذين تمت محاكمتهم فى قضية «15 مايو 1971»، وحصلوا على أحكام بالسجن، واستثنى «الحزب الوطنى القديم» و«مصر الفتاة» لأنه كان بصدد تأسيس «الحزب الوطنى» برئاسته، وحزب «العمل» برئاسة إبراهيم شكرى كمعارضة، وكانت بعض قياداته ممن ينتمون إلى«مصر الفتاة» قبل ثورة 23 يوليو.
فى يوم 23 مايو 1978، ووفقا لجريدة الأهرام، تم الإعلان عن نتيجة الاستفتاء، وكانت أكثر من 98 % قالوا نعم ممن أدلوا بأصواتهم، وعددهم 9 ملايين و202 ألف و553 ناخبا، من أصل 10 ملايين و983 ألفا يحق لهم التصويت، وقوبل الاستفتاء بانتقادات واسعة فى وسائل الإعلام العالمية، فتم إعداد المؤتمر الصحفى للرئيس للرد عليها، ووفقا لأهرام 31 مايو 1978، استمر المؤتمر ساعتين، ألقى فيها «السادات» كلمة، ثم رد على أسئلة الصحفيين، وهاجم «اليسار» وجريدة «الأهالى» و«الاتحاد السوفيتى» و«القذافى» وراديو لندن «إذاعة ال بى بى سى».
قال فى كلمته:«إن مصر تعرضت بعد الاستفتاء لحملة واسعة تشبه الحملة التى تعرضت لها قبل حرب أكتوبر 1973، وكان مصدرها بعض المصريين الذين يظهرون على السطح كالفقاقيع دون أن يمثلون أى أهمية»، وقال:«أريد يسارا مصريا لا يسارا ماركسيا تربى فى أحضان الاتحاد السوفيتى، وهذا واحد من الأسئلة التى طلبت من شعبى أن يقول كلمته فيها، والمسألة الثانية هم أعضاء الأحزاب السياسية القديمة، التى كانت تمثل النظام الذى قضت عليه ثورة 23 يوليو 1952، وإذا قال أحدهم: إن الثورة الفرنسية يمكن تجاهلها فى تاريخ العالم كله، فسوف يمكن تجاهل ثورة 23 يوليو أيضا، وهذا هو الموضوع الثانى الذى أردت لشعبى أن يقول كلمته فيه».
هاجم جريدة الأهالى «لسان حال حزب التجمع اليسارى»، التى تمت مصادرة آخر أعدادها.. قال للصحفيين:«اقرأوا أعدادها الستة عشر التى صدرت قبل أن تقدم إلى القضاء، قبل أى شىء يجب علىّ أن أقول لكم إنها لم تصادر، ولم يتخذ ضدها أى إجراء، القاضى هو الذى صادرها، هذه الصحيفة كانت سلسلة من القذارة والأكاذيب، والقاضى هو الذى وافق على أن يتم مصادرتها، وحتى هذه اللحظة لم نغلقها، ولدينا الحق فى إغلاقها، خاصة بعد الاستفتاء، لكن لن أقوم بإغلاقها، سوف أضعها أمام القاضى فقط، لأنى وعدت بالديمقراطية، لكن هؤلاء يستغلون الديمقراطية ويقولون إن 18 و19 يناير انتفاضة شعبية بدلا من أن يقولوا «انتفاضة الحرامية».
هاجم المعسكر العربى الرافض لمبادرته للسلام وسفره إلى إسرائيل يوم 19 نوفمبر 1977، الذى كون «جبهة الصمود والتصدىى»، ودوله «ليبيا والعراق والجزائر وسوريا واليمن الجنوبى»، اتهم الرئيس الليبى معمر القذافى بأنه لم يلتزم بشىء، سواء قبل حرب أكتوبر 1973 أوخلالها أوبعدها، قال:«هو لم يشارك فى التزام تجاه دول المواجهة العربية، وعندما عرض العرب حظر البترول، أرسل بتروله عبر إيطاليا إلى كل مكان»..وأضاف:«العراق نفس الشىء، أعلن أنه لن ينضم إلى الحظر، أما سوريا فبعد يومين من حرب أكتوبر طلبوا من الاتحاد السوفيتى العمل على وقف إطلاق النار دون علمى، أما الجزائر، فهى الوحيد الذى أعتز بموقف عميق لموقف رئيسه «بومدين»، ذلك أنه قام بلفتة عظيمة خلال حرب أكتوبر، لقد سافر سرا إلى الاتحاد السوفيتى، واشترى لنا أسلحة دون أن يخبرنى بذلك، ولكنه أخيرا ذهب إلى طرابلس، وجعل القذافى يوقع على كل ما يريد».