"انفراد" داخل مزارع "المانجا" فى جزيرة أرمنت الحيط الأكبر بالأقصر.. الجزيرة تحيطها المياه وبها 400 فدان.. صاحب مزرعة: الطقس أحد عوامل قلة المحصول لهذا العام.. ويؤكد: أشهرها البلدى والزبدية والعويسى..

"السنة دي الشتاء طول شوية وأشجار المانجا المحصول قل فيها كتير عن السنة اللى فاتت، لكن الأسعار مش هتزيد كتير عن اللى فاتت، لأنها فاكهة مش أساسيات البيت زي الخضار المطلوب كل يوم، وعندنا فى جزيرة أرمنت الحيط 650 فدان مزروع منها 400 فدان مانجا من كل الأشكال والأصناف اللى تناسب الزراعة فى الصعيد". بتلك الكلمات تحدث محمود عبد الجواد العلوانى، أحد تجار المانجو فى محافظة الأقصر، من قلب مزارع المانجو الشاسعة فى جزيرة أرمنت الحيط التى تحيطها مياه نهر النيل من كل الجهات، والتى يصل إليها الأهالى عبر "معدية نيلية" مخصصة لأهالى جزيرة أرمنت الحيط تنقلهم بصورة يومية منذ الصباح الباكر وحتى التاسعة مساءاً. "انفراد" زار أكبر مزارع للمانجو فى جزيرة أرمنت الحيط، والتى تزرع داخلها أكثر من 400 فدان يتم ريها مباشرة من مياه نهر النيل بعكس باقى المزارع التى يتم الري فيها من الترع وغيرها من المياه، فجزيرة أرمنت الحيط تعتبر من أخصب الأراضى فى قلب محافظة الأقصر، وتتمتع بكميات كبيرة من المحصول كل عام، ولكن العام الجاري ولعوامل الطقس المختلفة عن كل عام، أدي لقلة المحصول على الأشجار بصورة كبيرة، وقد يصل المحصول لأقل من الثلث عن الأعوام الماضية. ويقول محمود عبد الجواد العلوانى، أحد أكبر تجار المانجو بالأقصر، أنه لا يشترط قلة المحصول بزيادة أسعار المانجا هذا العام، حيث أنه ليست أهم من البطاطس والطماطم أو أهم من الخضار، حيث أن سوق المانجا عبارة عن بورصة وهي فاكهة متوقعاً ألا تزيد الأسعار عن 12 جنيه، فتوجد منها أنواع أشجارها أفضل هذا العام، وعلى رأسها "الجلك" وبعدها أنواع "الصديقة والفونس والبلدي والزبدية"، وتوجد أنواع جديدة وهى "كيت وكنت وياسمينا وهايدي" فهى أشجار أجنبية يتم زراعة أعواد بسيطة منها فى بعض المزارع من أجل الإستهلاك الشخصي لصاحب المزرعة. وأضاف محمود عبد الجواد لـ"انفراد"، أن إنتاجية الفدان الواحد فى الطقس الطبيعي تكون من طن لـ20 طن للفدان الواحد، وهذا العام ونظراً للطقس فأكبر فدان مثمر قد يخرج 2 طن أو أكثر قليلاً لظروف المناخ المتقلب، حيث أنه يتم توريد كميات المانجا من مزارع جزيرة أرمنت الحيط تباع فى سوق العبور وهى التى تتحمل السفر، ولكن أنواع آخري تطيب مبكراً يتم بيعها فى الشوادر بالأقصر ومنها شادر الحبيل. وعن الحصاد المبكر للمانجو يقول محمود عبد الجواد، إنها تزرع فى الأقصر وأسوان وسوهاج وأسيوط وباقى المحافظات حتى الإسماعيلية، وأولى المحافظات فى البشائر والقطع للمحصول هى محافظة أسوان وبعدها محافظة الأقصر، فارتفاع الحرارة مناسب للحصاد مبكراً عن باقى المحافظات، ويأتى بعدها سوهاج وقنا والفيوم بأسابيع قليلة، موضحاً أنه بالنسبة للمحصول فسيكون على مستوى الجمهورية بأكملها قليل هذا العام نظراً لظروف الطقس المتقلب فى فصل الشتاء والفترة التى بعده حتى دخول الصيف. فيما قال على النوبي، صاحب مزرعة مانجو بجزيرة أرمنت الحيط، إن الجزيرة تضم أكثر من 650 فدان مزروعة بمختلف المحاصيل، منها 400 فدان مانجا و250 فدان الآخري مزروعة بعدد من المحاصيل الزراعية الآخري، وموسم المانجا هذا العام أقل بكثير وتنقص الأشجار كميات كبيرة من المانجا، وذلك نظراً لظروف الطقس وفصل الشتاء. وأضاف النوبي لـ"انفراد"، أن أصناف المانجا الموجودة فى مزارع جزيرة أرمنت الحيط هي:- (التيمور والزبدية والعويسي والهندي والجلك والصديقة والعرابي) وأصناف آخري بأسماء جديدة فى الأسواق، حيث أن زراعة المانجا تتم عبر الطعم ويتم إحضارها من مشاتل القاهرة ويتم شتلها فى شهر 3 وفى شهر 6، حيث أن الفدان يحصل على 100 شجرة مانجا، وينتج فى السنة الرابعة للزراعة والفعلي بعد سن 10 سنوات من زراعة الشتلات، موضحاً أن الفدان قد ينتج 10 طن فى الظروف العادية وهذا العام قد ينتج من طن لـ3 طن فقط. وأوضح صاحب مزرعة بجزيرة أرمنت الحيط، أنه هذا العام توجد أشجار عليها ثمار مانجا وآخري لا يتواجد عليها كميات من المانجا، حيث يتم بدء الخدمة من شهر يناير فى المزارع وهي عبارة عن التسميد والرش حوالى 4 رشات، الأولى تكون كبريت ميكروبى والثانية مبيد فطرى والثالثة كالسيوم وبوتاسيوم وبعدها الأسمدة الأرضية من نترات ونترات النشادر والبوتاسيوم، وبعد ذلك يتم بدء الحصاد فى شهر مايو ويونيه، ولكن هذا العام متأخر شهر عن الطبيعي، حيث كان يبدأ كل عام فى 10 يونيه ولكن هذا العام فى 10 يوليو، وأول الأنواع التى تخرج الجلك وبعدها الصديقة، وآخر الأنواع فى الحصاد المبروكة والفونس والعويسي. وكان قد قال المهندس أبو الحجاج التهامى مدير مزرعة، لـ"انفراد"، إن زراعة المانجو فى مصر ترتكز فى المناطق حول نهر النيل لاحتياج المانجو لتربة خصبة وهى الأقرب لنهر النيل، حيث أنه يوجد فى مزارع الأقصر حوالى من 6 لـ 9 أنواع مانجو، ولكن أفضلهم هى "الزبدة أو الزبدية" فهى تصدر لدول الخليج وبعدها فى الترتيب "الجلك – الصديقة – العويسى". وأكمل أبو الحجاج، "المانجو منها أنواع كثيرة فتوجد الزبدة والصديقة والجلك والعويس، وأنواع أخرى تصدر منها التومى والكى والصديقة أيضاً تصدر، وأجملهم طعما هى العويسى والهندى، كما توجد مانجو بلدى هى التى تباع بكثافة فى الأسواق"، وبالنسبة لزراعة الفدان الواحد من محصول المانجو فيتراوح ما بين 70 شتلة لـ100 شتلة مانجو، وتلك الشتلات تزرع على فترات ومساحات بين بعضها لكى تنبت بصورة قوية. أما من جانب الإنتاجية قال الحجاج، يقدم الفدان الواحد من 300 لـ400 قفص زنة الواحد 20 كيلو، وبذلك أقل فدان ينتج من 7 إلى 10 أطنان، وبالحسابات المادية لفدان المانجو الزبدية التى تصدر للخارج فيتراوح ما بين 40 لـ50 ألف جنيه، وباقى الأنواع فتقل فى السعر، والأشجار تزيد إنتاجيتها فى كل عام عن سابقه لكونها تكبر مع مرور الزمن عليها ويصبح إنتاجها أكثر، فالشجرة المطعمة بكل جدية واهتمام قد تصل إنتاجيتها إلى 40 قفص مانجو. وعن سعر الكيلو الواحد فيباع فى المزرعة برقم وخارجها برقم آخر، فالنوع "الزبدية" الأهم لدى الجميع يباع من المزرعة من 10 لـ11 جنيها للكيلو الواحد، أما فى الشادر فتباع من 12 لـ13 جنيها، والنوع "الجلك" فيتراوح بالمزرعة بين 8 و10 جنيهات، والنوع "الصديقة" من 10 لـ11 جنيها أيضا، أما النوع "البلدى" فهى من 6 لـ8 جنيهات للكيلو الواحد وهو النوع الذى تقبل عليه المصانع لكى يباع كعصائر. ومن الشروط أيضا المياه التى تحتاجها المانجو لكى تزيد من فرصة قوة ثمارها وتوافر المياه داخلها بقوة، وكذلك المناخ المناسب حيث تحتاج المانجو لطقس رطب وجاف كالمناطق الإستوائية وصعيد مصر التى تعد البيئة الأفضل لهذا المحصول، والتربة الغنية بالأغذية بجانب قدرتها على التصريف حيث تحتاج لتربة مميزة تشبه التى حول نهر النيل شرقاً وغرباً. وخلال الموسم تحتاج أشجار المانجو لرعاية كبيرة من مالكها بتوفير عمالة على فترات لتنظيف محيط الأشجار بجانب رى الجذور العميقة من الشجر لتنتج أفضل ثمار، كما يجب ترك السطح العلوى للتربة حتى يجف قبل إعادة رى النبتة بالماء، وضرورة تقليم أشجار المانجو على فترات متباعدة للأشجار التى تصل لعمر 4 سنوات للتخلص من كافة السيقان الضعيفة والمريضة وخلافه، وضرورة إستخدام مبيدات وسموم لمكافحة الحشرات والآفات التى تظهر حول الأشجار خلال فترة الرعاية