قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن خطة السنة المالية 2021/2022 تستهدف تحقيق معدل نمو قدره 5.4% نظرًا لتوقع احتواء الجائحة بحلول منتصف عام 2021 نتيجة لاكتشاف اللقاحات وتعميم إتاحتها، وتنفيذ برنامج الإصلاح الهيكلى ومواصلة تبنى الحزم التمويلية والسياسات التحفيزية، وترشيد أوجه الإنفاق العام، وتنفيذ خطة المشروعات القومية، بالإضافة إلى استقرار الأوضاع الاقتصاديّة وتحسن مؤشرات الأداء، وتنامى ثقة الـمُؤسسات الدوليّة فى الاقتصاد المصري.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ المنعقدة اليوم الاحد برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، لنظر التقرير البرلمانى للجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس الشيوخ عن مشروع القانون المقدم من الحكومة باعتماد خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالى 2021/ 2022 العام الرابع من خطة التنمية المستدامة متوسطة الأجل(2018/ 2019- 2021/2022).
وأضافت الوزيرة، أنه رغم انتشار جائحة كورونا فى العالـم، إلا أن انعكاساتها على مصر كانت محدودة، حيث تحقق مُعدّل نمو إيجابى بواقع 3.6% خلال عام 19/2020 مما يُعد إنجازا كبيرًا، مشيرة إلى أن ما يُعَد مطمئنًا للاقتصادات الناشئة والنامية، بالرغم من اشتداد الأزمة، أن توقّعات المؤسسات التمويلية الدولية، مثل صندوق النقد الدولى، جاءت أكثر تفاؤلًا بالنسبة لتلك الدول خلال عام 2021 مقارنة بالاقتصادات الـمُتقدّمة 6% مُقابل 3.9%.
واستعرضت السعيد الإطار التنموى والمستهدفات الرئيسة لخطة 21/2022، والمرتكزات الرئيسة للخطة، والتى يأتى على رأسها الالتزام بتنفيذ التكليفات الرئاسية، بالتوافق مع مُستهدفات "رؤية مصر 2030"، والوفاء بالاستحقاقات الدستورية لمُخصّصات الإنفاق العام على محاور التنمية البشرية، مع مُواصلة جهود احتواء جائحة فيروس كورونا، والتصدّى لتداعيّاتها الاقتصادية والاجتماعية. كل ذلك فى إطار عام من استكمال تطبيق البرنامج الوطنى للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، ومساندة الفئات الاجتماعية مُنخفضة الدخل، وبخاصة تلك الأكثر تضرّرًا من تداعيّات الجائحة.
وأشارت السعيد، إلى أن المحركات الأساسية لخطة 21/2022 تتمثل فى تعبئة كافة الموارد للتصدّى لجائحة كورونا، وتطبيق برنامج الإصلاحات الهيكلية، وتنفيذ الـمُبادرات الرئاسيّة لتحسين صِحّة وجودة حياة المواطن من خلال تنفيذ خطة تنمية الأسرة وتنمية القرى الـمصرية وتوطين الـمشروعات – وهو ما يجب أن يتزامن مع تكثيف استثمارات الـمشروعات القومية فى مجالات البنية التحتية والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى ترشيد الإنفاق الحكومى ورفع كفاءة الاستثمارات العامة، وتعميق الصناعة الوطنية مع إعطاء الأولوية للقطاعات عالية الإنتاجية الـدافعة للنمو، وتبنّى التوجّه التصديرى فى الزراعة والصناعة والسياحة والأنشطة الـمالية والعقارية وترشيد الاستيراد، مع تعزيز مُشاركة القطاع الخاص فى الجهود الإنمائية.
وأضافت السعيد، أن خطة 21/2022 تناولت التوجّهات الحديثة التى أبرزت أهميتها مُستتبعات جائحة فيروس كورونا فى مختلف القطاعات مثل قطاع الصحة، حيث أصبح جليًا ضرورة تطوير ورفع كفاءة الطب الوقائى لأمراض الفيروسات، وتحسين مستويات دخول الأطقم الطبية، بالإضافة إلى تكثيف الاستثمارات لزيادة الطاقة الاستيعابية للـمستشفيات، مع التوعية الجماهيرية بخطورة انتشار الأوبئة، وأهمية اتباع الغذاء الصحى والوقاية من الأمراض.
وتابعت السعيد، أن القسم الثالث من خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالى 2021/ 2022 تستعرض الصورة الكلية للتوازن الاقتصادى على فرضيّة التعافى من جائحة كورونا وتداعيّاتها الاقتصادية بنهاية عام 2021، مشيرة إلى أنه يتوقّع عودة عجلة الإنتاج للدوران بصورة تدريجية، مع عرض تباين معدلات نمو القطاعات بحسب درجة مرونتها واستجابتها لـمبادرات "التحفيز"، بالإضافة إلى استعراض حجم الـموارد الكلية الـمتوقع توفرها واستخداماتها فى عام الخطة، وتقديرات الناتج والإنتاج الـمحلى والنمو الاقتصادى ومُعدّلاته.
واشارت السعيد أن التوزيع القطاعى للإنتاج الـمُقدّر لعام الخطة يوضح أن القطاعات سريعة النمو تضُم الـمطاعم والفنادق والاتصالات، والتشييد والبناء، والبترول، وقناة السويس، والخدمات الصحيّة والتعليمية.
وفيما يتعلق بالـمُساهمات النسبية لكلٍ من القطاع الخاص والقطاع الحكومى، أوضحت السعيد أنه من الـمُتوقّع أن يُساهم القطاع الخاص بنحو 68% من الإنتاج الـمحلى الإجمالى فى عام 2021/2022، مع ارتفاع الـمُساهمة فى الأنشطة الزراعية والسياحية والعقارية والصناعية والتشييد والبناء بنسب مُساهمة تتراوح بين نحو 85% و100%، ويبرُز دور الاستثمارات العامة فى الـمرافق العامة، مع انفراد الحكومة العامة بنشاط قناة السويس.
وبالنسبة بالنسبة لقطاعى التعليم والبحث العلمى وسوق العمل؛ قالت الوزيرة أن التطورات على الساحة الدولية اثبتت ضرورة التوسّع فى نُظُم التعليم والتعلّم عن بُعد وزيادة الـمُكوّن الرقمى فى الـمناهج الدراسيّة، وإنشاء الـمدارس والجامعات التكنولوجية وزيادة مُخصّصات البحث العلمى، وتنمية الـمواهب والابتكارات العلمية، وربط الـمُخرجات والـمُبتكرات البحثية بسوق العمل، وتدارُس الاحتياجات من الوظائف الـمُستحدثة وربطها بالنظام التعليمى والتدريبى (مثل مُطوّرى البرامج، وخبراء التسويق الرقمى، والتجارة الإليكترونية) .
كما أشارت الدكتورة هالة السعيد إلى تطوير قطاع الاتصالات، من خلال تحسين البنية الأساسية الـمعلوماتية وتنفيذ برامج التحوّل الرقمى والشمول الـمالى وتبنّى كافة التطبيقات الـمعنيّة بالذكاء الاصطناعى، مع توفير الأُطُر الـمُؤسّسية والتنظيمية الداعمة للشركات العاملة فى مجال تكنولوجيا الـمعلومات. وكذا قطاع التجارة الدولية، من خلال مُراجعة الاتفاقيّات التجارية الدولية للاستفادة من الفرص الضائعة، والاهتمام بالـمنطقة العربية والإفريقية، وتبنّى استراتيجيّة التوجّه التصديرى ارتكازًا على الـمزايا التنافسية، وتنمية الـمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والـمراكز اللوجستية، مع الاستفادة من أنماط التجارة الإلكترونية الحديثة.
وقالت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، إن المستهدفات فى قطاع الزراعة تشمل زيادة الناتج الـمحلى الإجمالى الزراعى بالأسعار الجارية والثابتة بـمعدل نمو يزيد عن 9%، و3، 6% على التوالى، إلى جانب توجيه استثمارات إجمالية قدرها نحو 73.8 مليار جنيه للقطاع، وتنمية الصادرات الزراعية بنسبة 20%.
وأضافت السعيد، أن أهم برامج ومشروعات التنمية الزراعية المستهدفة تتمثل فى برنامجى التوسّع الأفقى والرأسى، وبرنامج الأمن الغذائى، وبرامج الـمُساندة الـمالية والتسويقية للـمُزارعين، وبرنامج الاستزراع السمكى، وبرنامج تنمية الصادرات الزراعية، بالإضافة إلى مشروع تأهيل وتبطين الترع الذى يستهدف ترع بأطوال إجمالية حوالى 20 ألف كم فى مُختلف المحافظات، بتكلفة 68.18 مليار جنيه، لتحقيق وفر مائى قدره حوالى 5 مليارات متر مكعب، والمُخطط إنهاؤه بنهاية العام الـمالى 2023/2024.
وتابعت السعيد الحديث حول مشروعات التنمية الزراعية المستهدفة مشيرة إلى مشروع منظومة الرى الحديث والذى يهدف إلى ترشيد استخدام مياه الرى ورفع كفاءة نظم الرى الحقلى وزيادة الإنتاجية الزراعية من 10% إلى 20%.
كما أشارت السعيد إلى المستهدفات فيما يخص قطاع الصناعة التحويلية، حيث تشمل زيادة الإنتاج الصناعى (غير البترولي) بنسبة نمو 9.9% بالأسعار الجارية و2، 1% بالأسعار الثابتة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل عدد من شركات قطاع الأعمال العام فى مجالات الغزل والنسيج ومحالج القطن والألومنيوم والصلب والأسمدة، واستكمال إنشاء 6 مجمّعات صناعية بـمحافظة أسيوط وقنا وأسوان والبحيرة والفيوم. وكذا تعميق التصنيع الـمحلى وتطوير منصّة رقميّة لتوفير أسواق وحلول تكنولوجيّة لـمُنتجات الشركات الصغيرة والـمُتوسطة، والتوجّه نحو تكثيف الاستثمارات فى مجالات التصنيع صديقة البيئة.
وقالت السعيد، إن خطة عام 21/2022 تستهدف توفير نحو 950 ألف فرصة عمل، بما يسمح بزيادة أعداد الـمُشتغلين إلى نحو 27.9 مليون فرد، مع الإبقاء على أعداد الـمُتعطّلين عند مستوى 2.2 مليون عامل، بنسبة 7.3% من جملة القوة العاملة.
وحول البرامج الأساسية للرعاية والحماية الاجتماعية، أشارت السعيد إلى مُبادرة حياة كريمة لتنمية القُرى الـمصريّة، وهى المبادرة الرئاسيّة التى أُطلِقت عام 2019 بهدف تحسين الأحوال الـمعيشيّة لسكان القُرى من خلال توفير الحماية والرعاية الاجتماعيّة، والارتقاء بمُستوى خدمات البنية الأساسيّة، والنهوض بجودة خدمات التنمية البشريّة، بالإضافة إلى دفع عجلة التنمية وزيادة فُرص التشغيل من خلال تحفيز الاستثمار والتوسّع فى خدمات التدريب الـمهني.
وفى السياق ذاته، أشارت السعيد إلى برنامج تمكين المرأة، موضحة أنه يتبنى تعريفًا واضحًا لمُصطلح تمكين الـمرأة، والتى حددته استراتيجيّة تمكين المرأة بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مُتمثّلًا فى خمسة عناصر أساسية ترتبط بتُقدير المرأة ذاتها وثقتها فى إمكاناتها، مع ضمان أن تتوفّر للمرأة الخِيارات، ويكون لها الحق فى تحديد خِياراتها، على أن يُكفل لها الحق فى النفاذ إلى الفرص والموارد، بحيث تملُّك القُدرة على التحكّم فى مُقدّرات حياتها وتكون قادرة على التأثير فى اتجاه التغيير الاجتماعى إيجابًا.
وقالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن الاستثمارات الكلية لخطة عام 21/2022 تقدر بنحو 1250 مليار جنيه، وهو مُعدّل نمو غير مسبوق، مشيرة إلى وجود علاقة طردية بين مُعدّل الاستثمار ومُعدّل النمو الاقتصادى، ومن الـمُتوقّع أن تُؤدّى زيادة معدل الاستثمار إلى 17.6% إلى ارتفاع مُعدّل النمو الاقتصادى إلى 5.4%.
وأشارت السعيد، إلى أن الاستثمارات الحكومية تقدر بـنحو 358.1 مليار جنيه فى خطة عام 21/2022(5% من الناتج الـمحلى الإجمالي)، وتحتل الخدمات الاجتماعية الـمركز الأول من تلك الاستثمارات بنسبة 58%، وتشترك فى الـمرتبة الثانية، خدمات النقل وخدمات الصرف الصحى بنسبة 18.6%، ويحتل قطاعا الاتصالات والزراعة الـمرتبة الثالثة والرابعة، فى حين تحتل قطاعات الكهرباء والـمياه والتشييد والبناء والأنشطة العقارية والـمعلومات بين 1.1% و2.4%.
أما فيما يتعلق بالاستثمارات الخاصة، أوضحت السعيد أنه من المقدر ألا تتجاوز 317 مليار جنيه (25% من الاستثمارات الكليّة الـمُتوقّعة لخطة عام 21/2022)، مقارنة بـ23% العام السابق مع بداية انحسار كورونا. وتتركّز فى الأنشطة الواعدة سريعة النمو والقادرة على التكيّف مثل العقارات، والصناعة التحويلية، واستخراجات الغاز الطبيعى، والاتصالات، والزراعة.
وأكدت الوزيرة أنه فى ظل توجّه الدولة نحو تحريك عجلة الاستثمار الخاص، من الـمُنتظر مد الـمُبادرات الرئاسية ليُغطى مداها الزمنى عام 21/2022، خاصةً مبادرة تحسين جودة حياة الـمُواطنين وتحقيق التنمية الريفية الشاملة، ومُبادرة دعم الـمُنتَج الـمحلى، وعرض الـمُنتجات الوطنية بأسعار مُنخفضة ومُبادرات البنك الـمركزى وتحيا مصر.
كما أوضحت أنه من المُتوقّع أن يصل صافى الاستثمار الأجنبى الـمُباشر إلى 7 مليار دولار فى عام الخطة، وليعود إلى الاقتراب مما كان عليه قبل وقوع جائحة فيروس كورونا.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولى إلى تصاعد صافى الاستثمار الأجنبى الـمُباشر إلى 8.3 مليار دولار عام 21/2022، ثم إلى 11.4 مليار دولار عام 22/2023، على أن يواصِل ارتفاعه إلى 14.6 و16.3 مليار دولار فى العامين التاليين.
وأشارت السعيد، إلى إشادة التقارير الدولية بتحسّن مناخ الاستثمار الخاص فى مصر – رغم الجائحة – نتيجة نجاحات برامج الإصلاح الاقتصادى ومُواصلة الدولة تسوية الـمُنازعات القانونية لقطاع الأعمال، وسرعة استصدار التراخيص، مع تبسيط الإجراءات، بالإضافة إلى الـمُوقف الـمُساند للصناعة الوطنية.