بالصور.. تراث مصر "كوم تراب".. 3 أعوام منذ تفجير مسرح المنصورة الأثرى.. جدل حول ترميمه والمحصلة صفر.. ومهندس بجامعة المنصورة يدشن حملة لإنقاذ المسرح من الهدم

اتهامات لوزير الثقافة بالتفريط فى منحة من سلطنة عمان بـ54 مليون جنيه لترميم المسرح الأثرى "لم يعد يليق بمدينة المنصورة ألا يوجد بها مسرح قومى ودار أوبرا" هكذا افتتح حلمى النمنم وزير الثقافة تصريحاته لـ"انفراد"، حول ترميم مسرح المنصورة القومى الأثرى، خلال زيارته الأخيرة لمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، لتفقد المسرح الذى انهار عقب تفجير مديرية أمن الدقهلية، قائلا بلد المثقفين أمثال الشيخ محمد متولى الشعراوى، وأم كلثوم، وإبراهيم ناجى لازم يكون فيه مسرح.

مسرح المنصورة القومى التابع لإدارة حى غرب المنصورة، تفيد سجلات دار المحفوظات أن المبنى كان من ملحقات قصر أمينة هانم زوجة ابن الخديوى توفيق وبنى عام 1869م، ثم قام المهندس الإيطالى ماريللى عام 1902م بتصميمه وإعادة بنائه ليحتوى على ديوان مجلس بلدية مدينة المنصورة وحجرات وصالة لإقامة حجرات أعضاء المجلس البلدى بالإضافة إلى مسرح تياترو، يتسع لـ650 مقعدا، وبه كازينو المجلس البلدى وصالة للبلياردو، وفى الأربعينيات تم تخصيص صالة المسرح "لوابورات المطافئ" حتى عام 1964 عندما تمت إعادة افتتاح مسرح المنصورة القومى فى عيد الدقهلية القومى 7 مايو 1964، بحضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فى زيارته التاريخية لمدينة المنصورة.

يقول الدكتور مهند فودة مؤسس حملة انقذوا المنصورة والمهندس المعمارى بجامعة المنصورة "شهد المسرح إقامة أهم العروض المسرحية، حيث وقف عليه كل من جورج أبيض ويوسف بك وهبى الذى قدم على خشبته عرض مسرحية لموسم كامل، كذلك أقامت عليه السيدة أم كلثوم عددا من الحفلات الغنائية فى الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، وقدم عليه الفنان محمد صبحى مسرحية على بك مظهر، ويوسف شعبان مسرحية مطار الحب.

ويضيف فودة ورغم أهمية المسرح إلا أنه تم استقطاع أجزاء كثيرة منه على مر تاريخه، بداية من تحويل صالة المسرح لمطافئ ثم تحويل كازينو المسرح الذى كان يخدم الجمهور فى استراحات العروض إلى مقر لبنك الدقهلية، ثم فرع لبنك المصرف المتحد، وتحويل غرف الممثلين خلف خشبة المسرح لمعرض للأسر المنتجة، وتأجير الاستراحات الخاصة بالممثلين للأفراد واستغلالها فى أنشطة تجارية.

ويقول عبد الرحمن العقاد، أحد أعضاء حملة انقذوا المنصورة، فى عام 2005 أغلق المسرح وتوقفت جميع أنشطته التى كانت تمارس عليه وأصبح المسرح فى حالة يرثى لها، وفى عام 2010 قامت القوات المسلحة بعمل مقايسة تقديرية لمشروع ترميم المسرح وتحويله لصرح ثقافى متكامل، دار أوبرا المنصورة ومسرح وسينما وفندق لإقامة الفرق من الخارج وبلغت التكلفة آنذاك 22 مليون جنيه، حيث عرضت حكومة اليابان تقديم منحة لمشروع الترميم والإحلال والتجديد للمسرح وتحويله لدار أوبرا المنصورة بملحقاته وهى منحة تقدمها حكومة اليابان للمراكز الثقافية بدول العالم الثالث كل عدة أعوام، واشترطت حينها إخلاء المبنى بالكامل من الأنشطة غير الثقافية كالبنك ومجلس المدينة ومعرض الأسر المنتجة والمحلات.

ويضيف "العقاد" ولم نحصل على المنحة وقتها لصعوبة إخلاء تلك الأنشطة، إلا أن حكومة اليابان قدمت منحة جديدة لدول العالم الثالث لعام 2013 بذات الشروط ولم نحصل عليها مرة ثانية لذات الأسباب.

ويقول "فودة" فى أواخر عام 2013 قررت وزارة الثقافة ترميم مبنى مسرح المنصورة القومى وتطويره، ووفرت الاعتمادات المالية لذلك، وكان سيتم البدء بأعمال الترميم فور إخلاء المبنى من الأنشطة غير الثقافية، ونظرا لرفض البنك والأسر المنتجة وبعض المحلات التجارية بالمبنى أمر الإخلاء بقى الوضع كما هو عليه حتى يوم 24 ديسمبر 2013.

وقد تضرر مبنى المسرح بشكل مباشر بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية، فى 24 ديسمبر 2013 الماضى، نظرا لقربه الشديد من السيارة المفخخة والتى فجرت المبنى، وبعد ساعات من الحادث قام حى غرب المنصورة بإصدار قرار إزالة للمبنى حتى سطح الأرض نظرا للخطورة الداهمة، وقام وزير الثقافة الدكتور صابر عرب بتفقد مبنى المسرح بعد يومين من الحادث، وأكد دعم وزارة الثقافة لترميم المسرح وعودته كمنارة ثقافية فى المدينة وإقليم الدلتا.

وصدر قرار من مجلس الوزراء بترميم المبنى واعتماد الاعتمادات المالية اللازمة لذلك بالتعاون مع وزارة التخطيط، وتم تكليف شركة "المقاولون العرب" بأعمال ترميم المبنى، وقامت بوضع لافتة كبيرة بذلك الشأن أمام مبنى المسرح، بعد أيام قليلة، قام حى غرب بوضع لافتة جديدة فوق لافتة الترميم تؤكد قرار إزالة المبنى للخطورة الداهمة.

شكلت وزارة الثقافة لجنة من أساتذة كلية هندسة المنصورة، لمعاينة المبنى لتحديد صلاحيته للترميم من عدمه، وتحديد أسلوب الترميم فى حالة ترميمه، إلا أن اللجنة لم تستطع معاينة بعض الأجزاء من المبنى وطلبت من الوزارة تكليف شركة المقاولون بدعم وصلب المبنى، وإزالة الأجزاء القابلة للانهيار حتى يتسنى لها مباشرة عملها على النحو المطلوب.

ولم تستطع شركة المقاولون إجراء أعمال الصلب والدعم لكامل المبنى قبل إخلائه من كل الأنشطة والأشخاص وتسليمها المبنى خاليا بصورة رسمية، وعلى الجانب الآخر أثارت لافتة الإزالة الصادرة من حى غرب المنصورة استياء المواطنين الشديد، وكذلك المثقفين والمسرحيين والأثريين والمعماريين ومحبى التراث من قرار إزالة المسرح وهدمه، مع توارد شائعات كثيرة من تلقى عروض بشراء أرض المسرح بعد هدمه بأسعار فلكية.

تم تدشين حملة شعبية لجمع التوقيعات ضد قرار هدم مبنى المسرح القومى التراثى، تحت اسم "انقذوا المنصورة" شارك فيها عدد كبير من المواطنين والمثقفين والمسرحيين والأثريين والمعماريين ومحبى التراث، ليس فى المدينة وحدها ولكن فى جميع أنحاء مصر.

ويقول مهند فودة مؤسس حملة انقذوا المنصورة "نجحت حملة التوقيعات التى دشنها مواطنى المنصورة ضد هدم مسرحهم التراثى إلى حد كبير فى دعم فكرة بقاء المسرح وترميمه وعدم هدمه، تم إزالة لافتة قرار الإزالة الذى وضعها حى غرب المنصورة، وعادت لافتة "ترميم المسرح الملكى الأثرى للظهور مرة أخرى فى مواجهة المسرح.

ويضيف "فودة" كان العمل قد بدأ على قدم وساق فى الأيام الأولى، ثم توقف العمل بالكامل، وتم إصلاح مبنى مديرية أمن الدقهلية، وإهمال المسرح بشكل كبر، فلم يضف إليه أى شىء منذ عامين ونيف.

وأوضح حلمى النمنم وزير الثقافة، فى تصريح لـ"انفراد"، أثناء زيارته لمدينة المنصورة، أنه سنعمل على إعادة ترميمه، وقد وجهت شركة المقاولين العرب لترميمه وسرعة الانتهاء منه، وميزانية الترميم موجودة ومتوفرة، وسيعود المسرح لرونقه من جديد خلال الأشهر القليلة القادمة، ولن أسمح بهدم أى أثر أو مكان ذات قيمة ثقافية.

وقال أحد المهندسين بشركة المقاولون العرب المسئولين عن ترميم المسرح، سنعمل على هدم الواجهة والتى تضررت بشكل كبير جدا، وسنحافظ على المبنى الأثرى الموجود فى الخلف، والذى يتواجد به المسرح، والمسرح سيتم إنجازه فى عامين مقبلين، بعدما كان من المقرر أن يتم افتتاحه فى 30 يونيو، ومبنى مديرية أمن الدقهلية، تم ترميمه لأنه مبنى حديث مسلح وخرسانة وطوب، لا معاناة فى بنائه من جديد حتى أو ترميمه.

وأضاف أحد المهندسين المشرفين على المشروح لـ "انفراد"، والذى رفض الكشف عن اسمه، لا يمكن تسليم المبنى وترميمه قبل عامين من العمل، لأن العمل فيه سيكون بمعدات وآليات مختلفة عن باقى المعدات المستخدمة فى البناء.

ونفى مصدر مسئول بوزارة الثقافة بالدقهلية ما تردد من إنفاق منحة كانت سلطنة عمان قد وجهتها لترميم المسرح، بقيمة 54 مليون جنيه، فيما أكد "فودة" أن هناك مصادر أكدت إنفاق أجزاء كبيرة من ذلك المبلغ لفرق الأوبرا، وأن المبلغ تم تخصيص بقيته لشئون أخرى خاصة بوزارة الثقافة.

يذكر أن سيارة مفخخة استهدفت مبنى مديرية أمن الدقهلية فى 24 ديسمبر 2013، أدت إلى انهيار مسرح المنصورة القومى، الملاصق لمبنى مديرية الأمن، وتضرر المبنى بشكل كبير جدا وانهار ما يزيد عن ثلثه، وانهارت مكتبة بها كتب أثرية أثناء التفجير وقام العديد من المواطنين بنهب تلك الكتب، فيما قامت إدارة النظافة بحى غرب المنصورة حينها، بنقل الكتب مع رتش الهدم إلى مقلب قمامة سندوب، وظل المسرح بدون ترميم حتى اليوم.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;