قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن أدبيات السياسة السابقة مع الولايات المتحدة غير ملزمة لمصر، موضحا أن العلاقة بين القاهرة وواشنطن استراتيجية وقوية، وأن مصر تعترف بأن أمريكا كان لها دورا إيجابيا مع مصر خلال السنوات الماضية وحتى الآن، لافتاً إلى أن أدبيات السياسة منذ 30 عاماً لا تصلح الآن.
وتعليقا على أن الولايات المتحدة راعية السلام بالشرق الأوسط، قال الرئيس فى حواره مع الإعلامى أسامة كمال: "هذه مكانة وقدرات دول، وهذه دول عظمى شاءت أو أبت، فهذا هو دورها، وحريصون على تشكيل قناعة لدى بعضنا البعض بدول المنطقة، وقناعة بأهمية المضى قدماً فى السلام، واتخذنا خطوة فى مصر، منذ 40 عاماً وجاءت بنتائج عظيمة ونستطيع أن نبنى عليها بنتائج لخطوة أخرى بنفس المستوى بالقناعة وليس بشكل آخر، وإقناع الآخرين بمصلحة مشتركة لنا كلنا بتحقيق السلام ونعطى دولة للفلسطينيين."
وأوضح الرئيس السيسى أن مبادرته عن السلام، جاء فى سياق هذه الأمور، وبسبب كثرة الأحداث فهناك جهود دولية تتم وهناك مبادرة فرنسية مطروحة فى هذا الصدد.
كان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أكد خلال كلمة له فى باريس أن الاجتماع يمثل فرصة جديدة للمنطقة، مؤكدا أن المشاركين فى الاجتماع سيؤكدون على حل الدولتين كأساس لتسوية النزاع الفلسطينى-الإسرائيلى، محذرا من استمرار النزاع الذى يؤدى لتنامى الفكر المتطرف.
من جانبه استهجن الدكتور علاء أبو عامر المحلل السياسى الفلسطينى وأستاذ العلاقات الدولية، تأييد الجانب الفلسطينى للمبادرة الفرنسية وعما سيتم إقراره بالمؤتمر خلافا للإسرائيليين الذين عبروا عن رفضهم للمبادرة الفرنسية وهو ما يمكن أن يتبدل حال كانت نتائج المبادرة فى صالحهم، محذرا من أن تنتقص نتائج المؤتمر من الحد الأدنى للفلسطينيين المتمثل فى حقهم 22 % مما تبقى من أرض فلسطين التاريخية وهى الضفة الغربية وقطاع غزة، وتسائل "أبو عامر" عما يمكن أن يقدمه المؤتمر عن مؤتمر مدريد أو أوسلو؟.
واستبعد "أبو عامر" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، مساء الجمعة، فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى حلا لا تقبل به إسرائيل، مؤكدا وجود تخوف كبير من نتائج المؤتمر لإرضاء بعض العرب الذين يسارعون للتطبيع مع إسرائيل والذين بحاجة لأى إنجاز ولو معنوى يدعم جهود المجتمع الدولى فى حل القضية الفلسطينية وذلك لشرعنة تطبيع علاقاتهم مع تل أبيب، موضحا وجود أحداث عسكرية وأمنية مطروحة بين دول عربية وإسرائيل مخيفة لأبناء الشعب الفلسطينى.
وشدد "أبو عامر" على أنه من دون الدعم العربى الفاعل للدول العربية عقب تدمير العراق وسوريا ستصبح القضية الفلسطينية فى مهب الريح، كاشفا عن وجود استياء من التسارع فى العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل من دون مقابل حقيقى فى هذه اللحظة، واصفا إياه بـ"التطبيع المجانى" مع وعود عربية بإمكانية التنازل عن بنود فى مبادرة السلام العربية، معتبرا المبادرة الفرنسية المطروحة تعد صفقة لإسرائيل وليس للدول العربية.
وأوضح أن فلسطين تعيش حالة انقسام وتناحر بين الفلسطينيين ولاسيما بين حركتى فتح وحماس، مؤكدا أن الوضع الداخلى متأزم داخل أروقة "حركة فتح"، مشيرا لبعض الأصوات داخل الحركة تطالب بضخ دماء جديدة فى قيادات الحركة وتغيير برامج ودعوات داخل الحركة وتجديد نشاطاتها وإعادتها لأفكارها الأم، كاشفا عن مشكلات بين الحركة الجماهيرية لفتح والقيادة الموجودة جراء الإحباط الذى يسود الشارع الفلسطينى فى ظل تجمد عملية السلام والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
بدوره أكد المحلل السياسى الفلسطينى، جهاد حرب، أن نجاح المبادرة الفرنسية يحتاج لمتطلبات هو موافقة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، موضحا أن السلطة رحبت بالمبادرة وهى تتعلق بالمبادىء الأساسية والرئيسية المبنية على حل الدولتين ووضع مدة محددة للمفاوضات لإنهائها .
وأوضح أن الأهم جدية المجتمع الدولى فى امتلاكه أدوات ضغط على الإسرائيليين للذهاب للمفاوضات وهو ما يتعلق بقدرة تلك الدول فى وضع آليات تتعلق بالضغط أو استثمار قدراتها الاقتصادية والسياسية لجمع الاطراف الفلسطينية والإسرائيلية على طاولة المفاوضات، إضافة للاعتماد على قواعد وقرارات الشرعية الدولية باعتبارها أسس الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.