هانى سرحان مؤلف "الاختيار 2" يكشف فى ندوة "انفراد" كواليس 9 أشهر فى كتابة المسلسل.. ويؤكد: قرأت تحقيقات صحفية كثيرة وشاهدت فيديوهات وتوك شو من أجل العمل.. ووفاة الشهيد مبروك وحادث الواحات من أصعب المش

استعنت بالشيخ على جمعة فى بعض الأمور الدينية بالمسلسل.. شخصيتا «زكريا» و«يوسف» حقيقيتان بنسبة 70%.. وركزنا على الحياة الاجتماعية والأسرية للضباط.. وفاة الشهيد محمد مبروك وحادث الواحات من أصعب المشاهد التى كتبتها.. وأتمنى تقديم قصة حياة الشهيد إبراهيم الرفاعى لأنه بطل أسطور. حقق مسلسل "الاختيار 2"، الذى عرض خلال رمضان الماضى، نجاحا كبيرا للغاية، سواء على المستوى الجماهيرى أو النقدى، لما يتضمنه من حكايات وبطولات لرجال الشرطة والجيش المصرى، معظمها بطولات تعايش معها المصريون على مدار السنوات الماضية، فضلا عن احتواء المسلسل عن مجموعة كبيرة من النجوم الذين يتمتعون بقدر كبير من الموهبة والجماهيرية فى مقدمتهم كريم عبدالعزيز، وأحمد مكى. "انفراد"، حرص على تكريم مؤلف العمل هانى سرحان، فى ندوة فنية عقدها مع قسم الفن، تحدث خلالها عن كواليس كتابته للمسلسل على مدار 9 أشهر، وأصعب المشاهد التى كتبها، والتعاون مع نجمين كبيرين، بحجم كريم عبدالعزيز، وأحمد مكى، وتفاصيل أخرى كثيرة، وإلى نص الحوار: «الاختيار 2» تجربة صعبة وتحمل مشاهد واقعية وأحداث عاصرها الجمهور لا تقبل التأويل.. فكيف بدأت التحضير له؟ من وقت عرض الجزء الأول لمسلسل "الاختيار"، والعمل كان عاجبنى جدا، وكان نفسى أكتب تجربة مشابهة له ومتحمس جدا لذلك، والحمد لله سعيد جدا لاختيارى لكتابة الجزء الثانى، وبالرغم من سعادتى، إلا أنها كانت مسؤولية كبيرة جدا، لأنه عمل مهم جدا ويعيش للتاريخ، وبالفعل تحمست جدا لكتابته، وبدأت الشغل على أكثر من محور، ففى البداية كنت باشتغل على الملف نفسه، واشتغلت على الكتب التى لها علاقة بالقضايا التى سنتحدث عنها، سواء الفكر الإرهابى أو الأحداث السياسية والاجتماعية التى مرت على مصر خلال السبع سنوات الماضية. ما هى المحاور التى عملت عليها أثناء كتابة "الاختيار 2"؟ قرأت العديد من التحقيقات الصحفية وشاهدت فيديوهات وبرامج توك شو كثيرة، وكمان تشرفت بمقابلة الدكتور على جمعة، وجلست معه وأهدانى كتبا كثيرة اشتغلت عليها، ورجعت له فى بعض الأمور الدينية، بسبب استدعاء بعض المشاهد لذلك، مثل مشهد الإرهابى الليبى المتهم فى حادث الواحات، والحديث بينه وبين يوسف الرفاعى «أحمد مكى»، عقب إلقاء القبض عليه، فكان مهما جدا أن أرجع للدكتور على جمعة للتأكد من صحة شرعية الكلام من ناحية الدين. كيف جاء ترشيحك لـ"الاختيار 2"؟ وهل تخوفت من التجربة؟.. وكم استغرقت منك كتابة العمل؟ جاء ترشيحى عن طريق المنتج تامر مرسى، وحسام شوقى، والمخرج بيتر ميمى، فالثلاثة اجتمعوا على كتابتى هذا المشروع، وكتابة العمل استغرقت 9 أشهر تقريبا، ما بين المذاكرة والتحضيرات والكتابة، والتعديلات، فهى للأسف كانت فترة طويلة جدا، أما الحاجات الصعبة كانت أن الجزء الأول من مسلسل «الاختيار» نجح نجاح مش عادى، فألقى مسؤولية كبيرة على عاتقى، بأنه لازم أعمل الجزء الثانى بنجاح أكبر، ويكون حاجة تليق باسم «الاختيار» خاصة فى ظل وجود نجوم كبار على قمة العمل. كيف جعلت السيناريو منقسما بشكل متوازٍ بين النجوم الذين تولوا بطولته مثل كريم عبد العزيز وأحمد مكى؟ لم تكن لدينا هذه المشكلة فى مسلسل «الاختيار 2»، لأن فى النهاية نحن نعمل على براند معروف وليس عملا تجاريا، وكلنا وضعنا أمامنا بأننا نجهز لعمل كبير ويحتوى على رسالة مهمة هنقدمها، فكل ما يستدعيه هذا المسلسل نحرص على عمله، وكان معنا نجمان كبيران مثل كريم عبد العزيز وأحمد مكى لديهما خبرة كافية ويدركان إن العمل ليس بحجم الدور. زكريا يونس ويوسف الرفاعى شخصيتان واقعيتان أم لا؟.. وهل هناك شخصيات حقيقية استشهدت بها أثناء كتابة المسلسل؟ شخصيتا زكريا ويوسف حقيقيتان بنسبة 70%، ولكن مش بنفس الأسماء، أما بالنسبة للشخصيات التى استشهدت بها أثناء كتابة بعض الأحداث، فأنا جلست مع ضباط أمن وطنى وضباط من العمليات الخاصة، وجلست أيضا مع أهل الشهيد محمد مبروك. هل قصدت وضع خطوط درامية إنسانية ورومانسية بالتوازى مع الخط الوطنى للمسلسل؟ بالطبع كان مقصودا ومن أول يوم، أنا والمخرج بيتر ميمى، اتفقنا أن المسلسل لن يحكى عن العمليات والشهداء فقط، ولكننا سنركز أكثر على الحياة الاجتماعية والإنسانية والأسرية وعلاقاتهم، وسعيد جدا بردود أفعال الناس عليها، لأن الضباط فى النهاية هم أشخاص من لحم ودم، لهم حياتها الأسرية ومعاناتهم وكل هذا، فكان ضروريا أن يتم استعراضها للمشاهدين. رصدت علاقة الضابط يوسف بوالده.. فهل وفاة هادى الجيار أُثرت على العمل؟ لم يكن مقررا أن يتوفى الفنان هادى الجيار فى المسلسل على حسب الكتابة الأولى، ولكن وفاته جعلتنا نصنع بعض التعديلات البسيطة، لأن من حسن حظنا إن الفنان هادى الجيار كان قد صور ما يقرب من 80% من مشاهده، وهناك مشهد بيوصى فيه زكريا على ابنه يوسف إذا حدث له شىء، وهذا المشهد تمت كتابته وتصويره من حسن حظنا. ما هى أصعب المشاهد التى واجهتك فى الكتابة، وتأثرت بها كثيرا؟ مشاهد كثيرة صعبة وتأثرت بها، ومن هذه المشاهد وفاة الشهيد محمد مبروك، وحادث الواحات لأننا كنا مع الشخصيات الحقيقية من أول الأحداث، فكان صعبا جدا فى كتابته، والحلقة 12 كانت من أصعب الحلقات، وأنا تأثرت كثيرا بوفاة الشهيد محمد مبروك يمكن لجلوسى مع أسرته، والحديث عنه بشكل كبير وتعلقت جدا بشخصيته، فكان مشهد وفاته من أصعب المشاهد التى قمت بكتابتها. هل كان من الصعب أن تستعين بخيالك كمؤلف فى ظل وجود قصص واقعية وحقيقية فى «الاختيار 2»؟ من الأشياء الصعبة فى «الاختيار 2» تقديم ملفات ووقائع حقيقية والناس عاشتها وشافتها فى إطار درامى مشوق، وأن تجبر المشاهدين على متابعة العمل دون ملل أو كلل، لأننا بنعمل مسلسل لو المشاهد شعر بملل هيشوف مسلسل تانى، خاصة مشاهد شهر رمضان، فكان يجب أن نقدم الوقائع بشكل درامى جاذب، ووضعت بعض اللمسات الكوميدية لأن حياة الضباط الحقيقية فيها جانب من الضحك والمرح، واستغللت وجود نجمى كوميديا فى الأساس مثل كريم عبدالعزيز وأحمد مكى، بأن أضع فى المسلسل خطا كوميديا. رغم نجاحك الكبير كمؤلف فى الأعمال التى سبق وكتبتها إلا أنك مُقل فى التواجد، وأيضا بعيد عن السينما.. فما تعليقك؟ أنا بالفعل بطىء جدا، وباشتغل عمل واحد فى السنة لأنى باخد فترة كبيرة فى الكتابة والتحضير والمذاكرة بسبب حرصى أن العمل يطلع فى أحسن صورة، وده لأنى كمان باكتب لوحدى مسلسل 30 حلقة فى شهر رمضان ده عمل شاق وصعب جدا، ولكن مؤخرا أخدت بالى إنى لازم أحاول أعمل مسلسلات صغيرة فى الفترة المقبلة خارج موسم رمضان مثل مسلسلات الـ7 حلقات والـ15 حلقة، وبالنسبة للسينما، أنا مضيت فيلم مهم، وأنا فى مرحلة الكتابة حاليا. وكيف ترى مسلسلات الـ7 حلقات والـ5 حلقة؟ وما رأيك فيها؟ أنا متحمس جدا لفكرة المسلسلات الصغيرة، لأن فى أفكار كثيرة لا تصلح أن تكون 30 حلقة، بجانب أن العالم كله متجه لعرض المسلسلات على المنصات وأن المسلسل يكون صغير عشان ممكن المشاهد يتفرج عليه فى يوم واحد كأنك بتتفرج على فيلم. بعد تقديمك لشخصيات وطنية فى «الاختيار 2» من هى الشخصية التى تتمنى تقديمها فى مسلسل جديد؟ الشخصية التى أتمنى كتابتها هى قصة حياة الشهيد إبراهيم الرفاعى لأنه بطل أسطورى، ورجل عظيم، عمل انتصارات كبيرة لمصر وعمل حاجات مهمة جدا فى الفترة من 67 إلى 73، فانا أتمنى جدا تقديم قصة حياته. كلمنا عن مشوارك فى الكتابة منذ البداية ورحلة قدومك من المنصورة للقاهرة؟ أخدت ورش كتابة مع السيناريست تامر حبيب، واشتغلت فى فترة بالإعلانات والبرامج، وبعدين دخلت ورشة كتابة أحمد أمين راضى لمدة عامين، وخرجت بعدها عملت مسلسل «الأب الروحى»، وبعدها كلمنى ياسر جلال وعملنا مع بعض مسلسل «لمس أكتاف»، ثم مسلسل «الفتوة»، وأخيرا مسلسل «الاختيار 2»، وجئت للقاهرة من المنصورة بعدما شجعنى والدى ووالدتى، والحمد لله نجاحى هذا بفضل ربنا ورضا والدى ووالدتى عنى، وأكتر لحظة بانتظرها بعد أى عمل هو رأى والدى، والحمد لله إنه فخور بى وهو سعيد جدا بتجربة مسلسل «الاختيار 2».