مواجهة في طريقها للتصعيد تشهدها الولايات المتحدة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والكنيسة الكاثوليكية ، بعدما أقدمت الأخيرة علي التصويت بالموافقة علي حرمان بايدن من طقس التناول ، وذلك رداً علي موقفه من الإجهاض.
وعلي الرغم من إعلان بايدن في مناسبات عدة معارضته للإجهاض بشكل شخصي، إلا أنه يرفض بشكل شخصي تعميم هذا الرأي علي عموم الأمريكيين، حيث قال في تصريحات سابقة إنه يرفض الإجهاض ، إلا أنه لن يملي علي الأمريكيين هذا الموقف.
وفي وقت سابق الجمعة ، صوت مجلس الأساقفة الكاثوليك فى الولايات المتحدة بالموافقة على حرمان بايدن، وغيره من السياسيين من طقوس التناول رداً على دعمهم لحقوق الإجهاض.
وفقا لمجلة بوليتيكو الأمريكية، تم الإعلان عن نتيجة التصويت - 168 صوتا مقابل 55 ضد وذلك بعد اجتماع استمر 3 أيام لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأمريكيين، حيث قال مؤيدو هذه الخطوة إن هناك حاجة إلى "توبيخ" قوى لبايدن بسبب أفعاله الأخيرة التي تحمي وتوسع الوصول إلى الإجهاض، بينما حذر المعارضون من أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يصور الأساقفة على أنهم قوة حزبية خلال فترة الانقسامات السياسية في جميع أنحاء البلاد.
وبعد ساعات من التصويت، أدلي الرئيس الأمريكي بأول تعليق في هذا الشأن، علي هامش مؤتمر عقد مساء الجمعة للاحتفال بتوزيع 300 مليون جرعة لقاح كورونا، حيث قال بايدن : "هذا أمر شخصي ولن أناقشة.. ولا اعتقد أن هذا من الممكن أن يحدث".
بدورها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن مجموعة مكونة من 60 من أعضاء مجلس النواب الكاثوليكيين الديمقراطيين ارسلوا "بيان مبادئ" إلى مؤتمر الأساقفة الكاثوليك بالولايات المتحدة وحذروهم من "تسليح القربان المقدس" دفاعا عن سياسات الرئيس بايدن.
وقال الديموقراطيون في البيان المرسل: " نحن نسترشد بالتعاليم الكاثوليكية مثل مساعدة الفقراء والمحرومين والمضطهدين والتأكد من منح جميع الأمريكيين من كل دين فرصًا للمشاركة في هذا البلد.. نحن ندعم السياسات التي تشجع بدائل للإجهاض مثل التبني والتي تسهل على النساء تربية الأطفال، مثل الرعاية الصحية وخدمات رعاية الأطفال، إلا أنه يجب توفير وضمان ديمقراطية علمانية وحرية دينية لجميع الأمريكيين".
وحث الديموقراطيون الأساقفة في رسالتهم على عدم المضي قدمًا في حرمان المسؤولين المنتخبين من الطقوس على أساس سياساتهم، قائلين إن "تسليح القربان المقدس للمشرعين الديمقراطيين لدعمهم للوصول الآمن والقانوني للمرأة إلى الإجهاض أمر متناقض" ، مع الأخذ في الاعتبار أن المسؤولون من الحزب الجمهوري يدعمون سياسات تتعارض مع تعاليم الكنيسة بما في ذلك دعم عقوبة الإعدام وهو ما لم يقابل من الكنيسة بمثل هذا الفعل.
بدوره، قال الأسقف دونالد هاينج من ماديسون بولاية ويسكونسن، إنه يتحدث مع العديد من الأشخاص الذين يرتبكون من قبل رئيس كاثوليكي يقدم ما اطلق علية "أكثر أجندة راديكالية مؤيدة للإجهاض في التاريخ"، وهناك حاجة لاتخاذ إجراء من مؤتمر الأساقفة.
وفي وقت سابق، حذر البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الأساقفة الأمريكيين من حرمان السياسيين من التناول، وحذر من أنه لا يمكن أن تستخدم الطقوس الكنسية كسلاح سياسي، ونصح بالحفاظ على الوحدة عند مناقشة قضايا الإجهاض وأنه لا ينبغي أن يؤدي إلى الانقسامات.