علقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على نتائج الانتخابات الرئاسية فى إيران، والتى أسفرت عن فوز المحافظ إبراهيم رئيسى، وقالت إن هذه النتيجة ربما تكون أفضل طريق أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستعادة الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن الأسابيع الستة المتبقية قبل تولى حكومة جديدة زمام الأمور فى طهران قد تكون نافذة فريدة للتوصل إلى اتفاق كانت القيادة الإيرانية تؤجله.
وتوضح الصحيفة أن كبار مساعدى بايدن، الذين كانوا يتفاوضون مع المسئولين الإيرانيين خلف الأبواب المغلقة فى فيينا، يمررون الرسائل من غرف الفنادق عبر الوسطاء الأوروبيين لأن الإيرانيين لن يلتقوا بهم بشكل مباشر، يعتقدون أن اللحظة ربما جاءت، وأن الأسابيع التي تسبق تنصيب رئيسى تقدم فرصة للتوصل على اتفاق نهائي مع القيادة الإيرانية حول قرار مؤلم تم تأجيله.
ويعترف المسئولون فى واشنطن وطهران أن المرشد الأعلى على خامنئى يريد استعادة الاتفاق النووي مع الغرب الذى انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب قبل ثلاث سنوات، من أجل رفع العقوبات الساحقة التي أبقت أغلب النفط الإيراني بعيدا عن السوق.
وكما يقول كبار المسئولين، تم وضع الصياغة التفصيلية للاتفاق الذى أعيد احيائه قبل أسابيع فى فيينا، وهى نفس المدينة التي تم فيهال انتهاء من الاتفاق الأصلى قبل ست سنوات. وظل الاتفاق الذى تم إحيائه دون أن يمس إلى حد كبير فى انتظار انتخابات بدا ام نتيجتها من تصميم خامنئى، حيث أن رئيسيى هو أحد رعاياه ويعتقد كثيرون أنه مرشح لخلافته كمرشد أعلى.
والنظرية فى واشنطن وطهران، كما تقول الصحيفة، هي أن آية الله خامنئ كان يدير المسرح ليس فقط فيما يتعلق بالانتخابات ولكن أيضا المفاوضات النووية، ولا يريد أن يتخلى عن أفضل أمل له فى تخليص إيران من العقوبات.
لذلك، فإن المؤشرات من داخل المفاوضات هي أن القرار النهائي فيما يتعلق بالاتفاق سيكون خلال الأسابيع المقبلة قبل تنصيب رئيسيى، وبينما لا تزال الحكومة الأقدم، والأكثر اعتدالا فى الحكم.
وهذا يعنى أن المعتدلين فى إيران سيستعدون لتحمل مسئولية الاستسلام للغرب، وتحمل أعباء الغضب الشعبى داخل إيران لو لم ينقذ تخفيف العقوبات اقتصاد البلاد.
لكن لو تم التوصل إلى اتفاق، فإن المحكومة المحافظة الجديدة تحت رئيسى يمكن أن تنسب لنفسها الفضل فى الإحياء الاقتصادى ويعزز قضيته بأن الأمر تطلب أن تتولى حكومة قومية متشددة لمواجهة واشنطن واستعادة الحكومة.
ويقول فالى نصر، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز، والقريب من المفاوضات إنه بالنسبة لإيران، فإن هذه لحظة أشبه بذهاب نيكسون إلى الصين، ولو توصل أي محافظين أخرين، إلا أن هذا الاتفاق مع بايدن، فإنهم سيمزقونه، متحدثا عن القيادة الإيرانية الجديدة.