كلف البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مستشاره القانونى المستشار منصف نجيب سليمان بإعداد مشروع قانون لتسجيل الزى الكنسى رسميًا لدى الجهات الحكومية وتقنين ارتدائه.
وأوضح سليمان فى تصريحات لـ "انفراد" أن البابا تواضروس جدد مطلب البابا شنودة حول القانون بعد أحداث دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان التى كشفت عن إمكانية ارتداء الزى الكنسى دون نيل اعتراف رسمى من الكنيسة.
تصريحات المستشار القانونى للكنيسة تدفع للتساؤل عن الزى الكنسى وأنواعه ومواقيت ارتدائه والدلالات الدينية والكتابية للبسه وهو ما أجاب عنه القمص أشعياء عبد السيد صاحب كتاب علم اللاهوت الطقسى.
ملابس الكهنوت تذكر الكهنة بواجباتهم
يشرح القمص أشعياء عبد السيد كاهن كنيسة القديسة دميانة والأنبا توماس السائح بشبرا الخيمة وصاحب كتاب علم اللاهوت الطقسى أسباب ارتداء ملابس الكهنوت فيقول للكهنوتية أثواب يلبسها أصحاب الكهنوت حينما يؤدون الخدمة الإلهية ويمارسون الأسرار المقدسة فتذكرهم بواجباتهم وتمنح لهم عند تعيينهم للإشارة إلى أن الكاهن ترك حياته العادية ودخل حياة جديدة وشخصية جديدة هى شخصية خادم الأسرار.
ويضيف صاحب كتاب اللاهوت الطقسى: الثياب الكهنوتية زاهية الألوان موشاة بالذهب والفضة للدلالة على أن من يرتديها يقترب من الله كوسيط بين الله والشعب مشيرًا إلى أن الكنيسة تستخدم ألواناً زاهية ومتنوعة.
اللون الأبيض رمز الفداء والأسود لأسبوع الآلام
وعن دلالات الألوان يقول إن اللون الأبيض يدل على الفداء ويُلبس فى أعياد الشهداء وجناز المسيح، واللون الذهبى يدل على المجد والنور أما اللون الأسود فهو لون الحزن رسمياً ولذلك فهو يهيمن على لباس الكهنة فى الصوم الكبير وأسبوع الآلام.
ويؤكد القمص أشعياء أن الملابس الكهنوتية تزين دائمًا بصورة السيد المسيح أو السيدة العذراء للتعبير عن فرح العيد، وللثياب أنواعًا كثيرة، من بينها التونية، والصدرة التى يرتديها الكاهن، والبطرشين للشماس، والشملة والأكمام والبرنس والتاج.
التونية تشير إلى سعة الصدر
يقول عم رزق صاحب محل ماريان والمتخصص فى الثياب الكهنوتية أن التونية هى الثوب الابيض وتكون التونية واسعة وفضفاضة اشارة الى سعة صدر الكاهن كما تكون طويلة وذات أكمام طويلة ويوجد على التونية صليب على الصدر، وصليب آخر على الظهر.
أما البطرشيل وفقًا لعم رزق هو ما يعلق على العنق وهو عبارة عن شريط طويل من القماش الحريرى ويلبسه الشماس بطريقة والايبدياكون (المرتل) بطريقة أخرى، والشملة قطعة قماش يغطى بها رأس الكاهن، ويرتدى الأسقف شملة أيضًا وتسمى البلين ويرتديها خاصة عند ذهابه خارج الايبارشية وفى حضور الأب البطريرك .
ويتابع: ولدينا أيضًا البرنس وهو رداء طويل متسع بلا أكمام مفتوح من فوق إلى أسفل محكى بخيوط من الذهب والفضة أما التاج فهو خاص بالأب البطريرك، ويصنع من الحرير وتنقش عليها صورة السيد المسيح، ويمثل العمامة التى كان يلبسها هارون الكاهن، وعند قراءة الأنجيل يخلع الأب البطريرك التاج فلا يصح أن يقرأ لله وهو يرتدى تاجًا.
يلفت عم رزق إلى أن عمة الكاهن تصنع من الجوخ وهى أصغر فى الحجم من عمة الأسقف، التى تصنع من الشرائط، أما الرهبان فيرتدون القلنصوة على الرأس، وصدرة فقط أثناء الصلاة.
ورش وأديرة تصنع ملابس الكهنوت
ويوضح أن الصدرة يرتديها الكاهن فى القداس أثناء طقس التناول وفى الأعياد والأفراح والمناسبات السعيدة وتكون باللون الذهبى، أما أسبوع الآلام ترتدى فيه الملابس باللون الأسود لأنه أسبوع حزين، كذلك فإن طقس تعميد الأطفال له ملابسه الخاصة أيضًا، ترتدى الطفلة فستان أبيض كفستان العروس، ويرتدى الذكر ملابس تشبه ملابس البطريرك ويضع تاجًا على رأسه.
وعن طريقة تصنيع ملابس الكهنوت، يقول أن بعض الأديرة مثل أديرة القديسة دميانة بالبرارى ودير الأمير تادرس، تمتلك مشاغل لصنع ملابس الكهنة، بينما يمتلك العاملين بالمهنة ورش خاصة، مؤكدًا أن الملابس لا تباع إلا بعد التأكد من هوية الكاهن أو الراهب منعًا للتلاعب بها.