يشارك الأزهر الشريف، للعام الخامس على التوالى، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الحدث الثقافى الأكبر فى مصر، فى دورته الـ52، التى تنطلق نهاية الشهر الجارى، وسيقدم الأزهر مجموعة من الإصدارات الفكرية المهمة التى تعالج قضايا مجتمعية واقعية يحتاجها الناس، وتواجه فى الوقت نفسه المفاهيم المغلوطة وتحديات المرحلة الراهنة، ويشارك فيها جميع قطاعات الأزهر المختلفة.
قطاعات الأزهر المختلفة تشارك فى هذا العرس الثقافى، ويأتى على رأسها مجمع البحوث الإسلامية، إحدى أهم الجهات البحثية والمعنية بالجانب العلمى بالأزهر، والذى يشارك بأكثر من 170 عنوان، منها أكثر من 30 عنوانا تعرض لأول مرة وتناقش قضايا متنوعة، حيث يعمل المجمع على تجهيز مجموعة مختارة من الإصدارات العلمية سنويا، لتقديمها للجمهور لا سيما فى القضايا الشرعية المختلفة، والتى تلامس القضايا الفكرية المعاصرة، وتناقش واقع الناس، وتحمل خلاصة رأى الأزهر، باعتباره المرجعية الإسلامية كعبة العلم ومحراب العلماء.
واوضحت صحيفة صوت الازهر، لسان حال مشيخة الازهر، فى تقرير لها، أن المجمع يشارك بمجموعة إصدارات تتضمن تخصصات شرعية واجتماعية وثقافية واقتصادية وتاريخية، منها ما يلقى الضوء على تاريخ الأزهر الشريف، ومنها ما يقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة وإعادة تصحيحها، وتحرص تلك الإصدارات على مخاطبة مراحل عمرية مختلفة، وتقدم معالجة توعوية، من خلال حوارات فكرية، إضافة إلى مجموعة من الإصدارات التى تناقش قضايا مجتمعية وأسرية، وقضايا دولية، فى مقدمتها القضية الفلسطينية، من خلال عد من الإصدارات المتعلقة بهذا الملف والتى تعد ضمن الحملة التى يطلقها الأزهر الشريف، للتعريف بالقدس وتاريخها.
ونظرا للإجراءات الاحترازية التى تتخذها الدولة، للحد من انتشار فيروس كورونا، ويقتصر المعرض هذا العام على بيع الكتب فقط للوقاية من الفيروس، وحرصا على سلامة الجمهور.
ركن المكتبة
وتشارك مكتبة الأزهر هذا العام بنوادر المخطوطات والمطبوعات، من خلال متحف الأزهر للتراث، والذى يقتنى مجموعة كبيرة من الكتب والوثائق والمخطوطات التى يتخطى عمر بعضها الألف عام، مثل ( عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ) للقزوینی، أشهر كتاب إسلامى يتناول الكوزموغرافيا، كما يحتوى على رسومات تخطيطية عديدة للكواكب، ومجموعة من الرسوم الملونة واضحة الألوان، رغم مرور مئات السنين على رسمها، و( هداية أولى البصائر والإبصار إلى معرفة أجزاء الليل والنهار )، مخطوطة للمؤلف السجاعی، وهى من المخطوطات المهمة والبارزة التى تهدف إلى تعليم فاقدى البصر كيفية معرفة الأوقات، والتى تعد من أهم الوثائق التى تبرهن على أن علماء الإسلام تعمقوا بعلم الفلك وعلوم الدنيا.
قطاع المعاهد
كما يشارك قطاع المعاهد الأزهرية بالمعرض، بـ600 لوحة فنية لأكثر من 100 طالب وطالبة بمعاهد الأزهر على مستوى الجمهورية، و40 مدرسا لمادة التربية الفنية بالأزهر، ونظرا لضيق المكان، سيتم عرض 40 لوحة منها فقط، وهى خلاصة أعمال الطلاب الموهوبين بالمعاهد الأزهرية، خاصة من طلبة وطالبات المرحلتين الإعدادية والثانوية، إضافة اللوحات بعض الموهوبين من المدرسين، ويعد هذا التواجد ضمن اهتمامات الأزهر بتنمية المواهب فى جميع الأنشطة والأعمال الفنية.
ومن الأعمال الفنية التى يتم عرضها بمعرض الكتاب هذا العام، لوحة فنية لوحش يفترس الكرة الأرضية، وأخرى لطبيب يحمل فيروس كورونا فوق رأسه، وتعبر هذه الأعمال عن دور الأطباء فى التصدى لفيروس كورونا، وما قدموه من جهود طيلة الفترة الماضية وإلى يومنا هذا، فضلا عن التوعية من الفيروس بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، للحماية من الوباء القاتل، ومن الأعمال الفنية كذلك لوحة للتوعية بأهمية المياه، وضرورة ترشيد استهلاكها، وتتضمن أمة تحتضن النيل، وشجرة تجف من شدة عطشها، إضافة لأعمال فنية تعبر عن إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
بالإضافة إلى مجموعة من الورش الفنية والدورات التدريبية، والتى سيتم عقدها إلكترونية، نظرا للإجراءات الاحترازية، ومنها دورة تعليم فوتوشوب، وتعليم خط عربى، وسيحرص قطاع المعاهد على تقديم مفاجآت الرواد المعرض هذا العام، ومنها استضافة فنان موهوب يرسم بيده وبفمه رغم ظروفه الصحية التى لم تمنعه من ممارسة موهبته وتطويرها، وسيكون موجودة لمدة يومين من أيام المعرض، يحكى للجمهور رحلته مع الفن وكيف تحدى بالفن هذه المصاعب.