عادت مجددا في الظهور أعراض "الحرب الباردة" بين روسيا وأمريكا، رغم اللقاء الأخير بين الرئيس فلادمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن، ورغم أن تلك الحرب لم تنتهى لكنها تتأرجح بين الصعود والهبوط، ولا تتوقف على موسكو وواشنطن فقط، بل تصاعدت بين موسكو من ناحية والغرب عموما.
اليوم السبت الموافق 26 يونيو 2021، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تراقب تحركات المدمرة الأمريكية المزودة بالصواريخ "USS Ross" التي دخلت إلى مياه البحر الأسود للمشاركة في مناورات كبيرة متعددة الدول.
وقال المركز الوطني لإدارة الدفاع عن الاتحاد الروسي التابع للوزارة، في بيان: "بدأت قوات ووسائل أسطول البحر الأسود مراقبة تحركات المدمرة المزودة بالصواريخ الموجهة Ross للقوات البحرية العسكرية للولايات المتحدة، والتي دخلت يوم 26 يونيو إلى مياه البحر الأسود".
وذكرت القوات البحرية للولايات المتحدة، السبت، أن المدمرة "USS Ross" دخلت إلى مياه البحر الأسود للمشاركة في التدريبات العسكرية متعددة الدول "Sea Breeze – 2021".
وستجري مناورات "Sea Breeze – 2021" خلال الفترة بين 28 يونيو و10 يوليو في البحر الأسود بمشاركة قوات من 32 دولة تشمل 32 سفينة و40 طائرة ونحو 5 آلاف عسكري.
وتأتي المناورات بعد حادث إطلاق القوات الروسية أعيرة تحذيرية يوم الأربعاء الماضي على مسار المدمرة البريطانية "Defender" بعد خرقها الحدود الإقليمية لروسيا في البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم.
أجواء متوترة بين روسيا وبريطانيا
في السياق ذاته، ذكرت إذاعة (صدى موسكو) الروسية، اليوم السبت، أن القوات البحرية الروسية تستعد لإجراء تدريبات فى مياه البحر المتوسط على مقربة من حاملة الطائرات البريطانية (كوين إليزابيث).
وأوضحت الإذاعة الروسية أن التدريبات الروسية، التى تشارك فيها خمس سفن وغواصتان وطائرات محملة بصواريخ فرط صوتية وقاذفات استراتيجية، ستجرى على مسافة 30 كيلومترا فقط من سفينة "كوين إليزابيث" البريطانية، مع إغلاق منطقة من البحر المتوسط جنوبى جزيرة قبرص.
ولفتت الإذاعة إلى أن التدريبات تجرى على خلفية تدهور العلاقات بين موسكو ولندن إثر الحادث الأخير فى البحر الأسود، حيث قامت مدمرة "ديفيندر" البريطانية بانتهاك الحدود البحرية الروسية قرب شبه جزيرة القرم، مما أدى إلى إطلاق طلقات تحذيرية روسية فى مسار المدمرة، وذلك بحسب وزارة الدفاع الروسية.
من جانبها نفت لندن إطلاق الطرف الروسى أى طلقات تحذيرية، فيما حذر رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الملكية البريطانية من خطر نشوب حرب حقيقية فى حال عدم تفكير قادة الدولتين فى تبعات محتملة لمثل هذه الحوادث قبل فوات الأوان.
يُذكر أن السفير الروسى فى لندن، أندريه كيلين، حذر أيضا بريطانيا من تكرار الاستفزازات على غرار انتهاك مدمرة "ديفيندر" البريطانية للمياه الروسية، مشيرا إلى أن رد فعل موسكو قد يكون شديدا.
وتصر روسيا على صحة روايتها للحادث، معتبرة أن لندن تحاول نفى الحقائق إرضاء لأوكرانيا، التى تعتبر القرم جزءا من أراضيها، ومن ثم تنفى بريطانيا إمكانية أن يكون اقتراب السفينة البريطانية من سواحل القرم انتهاكا للمياه الروسية.