الفوضى والعنف يضربان كولومبيا.. استمرار الاحتجاجات شهرين ضد حكومة دوكى.. هدم نصب تاريخى لكريستوفر كولومبوس أبرز الخسائر .. وخطر العنف الجنسى يهدد النساء خلال المظاهرات

تستمر الأزمة السياسية فى كولومبيا مع استمرار المظاهرات لشهرين على التوالى دون توقف، حيث يتظاهر الكولومبيون ضد الرئيس إيفان دوكى والحكومة، وبشكل خاص ضد انتهاكات الشرطة والتعامل العنيف مع المتظاهرين، فقد تم الإبلاغ عن 3789 حالة عنف للشرطة ضد متظاهرين منذ الإضراب الوطني، بحسب منظمة "تمبلوريس" غير الحكومية، فهل ستلجأ الحكومة الكولومبية إلى اتخاذ تدابير لمنع استمرار هذه الأحداث؟ ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة فى العاصمة الكولومبية بوجوتا، مساء أمس الإثنين، حيث استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، فى حين رشقهم المتظاهرون بالحجارة، حسبما قالت قناة "تيلى سور" الفنزويلية. وأكد اللواء خورخي لويس فارجاس فالنسيا، مدير الشرطة الكولومبية، عبر حسابه على تويتر، أن فرقة مكافحة الشغب المتنقلة المعروفة باسم "عصماد"، اضطرت للتدخل أكثر من 20 مرة فى مدن مختلفة من البلاد، للتصدى لاحتجاجات قوية. وقال فارجاس إنه تم الإبلاغ عن أضرار وجرائم في الممتلكات العامة والخاصة، بالإضافة إلى ذلك، أبلغت عن هجمات على مركز للشرطة في ميديلين ، وكذلك في مدريد وكونديناماركا وبيريرا، كما أبلغت شرطة بوغوتا عن احتجاجات قوية مرة أخرى في منطقة بورتال دى أميريكاس Portal de la Américas وأعمال تخريب مختلفة في منطقة Usme. وأضاف الجنرال أنه تم الإبلاغ عن تضرر 13 مركبة نقل عام من قبل متظاهرين عنيفين ، 11 في مدينة باستو وواحدة في بوغوتا وواحدة في بيريرا. وأفاد فارجاس أنه تم هدم نصبين تاريخيين، أحدهما في بارانكويلا - تمثال كريستوفر كولومبوس - والآخر في مدينة سانتاندير دي كيليتشاو. في مواجهة التخريب الذي حدث في فترة ما بعد الظهر في بارانكويلا ، كتب عمدة المدينة ، خايمي بوماريجو ، على حسابه على تويتر: "العنف يولد المزيد من العنف فقط. أدعوكم للتخلص من كراهيتكم وبناء دولة أفضل. لم نقم بقمع - ولن نقم بذلك! - الاحتجاج السلمي ، لكننا نطلب الاستمرار في تحديد واعتقال ومحاكمة أولئك الذين يرتكبون أعمال التخريب والإرهابيين". وقالت إذاعة بلو راديو الكولومبية على موقعها الإلكترونى إن المتظاهرين قاموا بتخريب 30 حافة و8 خطوط رئيسية، حيث يتم التركيز على الإضرار بوسائل النقل العامة، وتأثرت بعض البنوك من خلال الفوضى العارمة التى تشهدها البلاد. وفى منطقة مدريد اشعل المتظاهرون النار فى مركز للشرطة، مما أدى إلى إصابة 4 من رجال الشرطة ، وتم حرق دراجات نارية لمدنيين ورجال الشرطة بالإضافة إلى تخريب سيارات الإسعاف. ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة التميبو إن النساء في طليعة موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في كولومبيا، وكان هناك ما لا يقل عن 113 حالة عنف قائم على النوع الاجتماعى، وفقًا لمكتب أمين المظالم، وهو الوكالة الحكومية الرسمية المسؤولة عن ضمان حماية حقوق الإنسان والمدنية للمواطنين. لكن وفقًا لمنظمة Temblores ، وهي منظمة غير حكومية تراقب عنف الشرطة ، فإن الوضع لا ينتهي دائمًا بالتهديدات. وتقول المنظمة إنها تلقت تقارير عن 28 متظاهرا يزعمون تعرضهم لاعتداءات جنسية من قبل أفراد قوات الأمن. وتشمل مزاعم إجبارهم على خلع ملابسهم والتحرش بهم واغتصابهم. حاليا، يحقق مكتب المدعي العام في سبع اتهامات بارتكاب أعمال عنف جنسي من قبل قوات الأمن. ومن بين هذه قضية فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا يُزعم أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل الشرطة في مدينة بوبايان، انتحر القاصر بعد يوم واحد من الاعتداء المزعوم. وتشير ليندا كابريرا، مديرة المنظمة النسوية سيسما موهير، إلى أن الهدف من العنف القائم على النوع الاجتماعى هو زرع الخوف بين النساء لثنيهن عن الاحتجاج. لكن العديد من النساء لم تثبط عزيمتهن. يقولون إن العنف، على العكس من ذلك ، أعطاهم تصميمًا أكبر على لعب دور حيوي في المظاهرات. فالبعض ينظم اعتصامات واحتجاجات بينما يصر آخرون على السير أمام الحشود. ومع ذلك ، يعترف الكثيرون بأنهم يشعرون بالضعف أثناء الاحتجاجات ، خاصة عندما يكونون بمفردهم.