"شهيرة".. صاحبة النصيب من اسمها.. فعندما نتكلم عن الصناعات اليدوية بالبحيرة فلا بد نتذكر شهيرة أحمد، التى تعد واحدة من أمهر صناع التحف الفنية المستخدمة من عظام الحيوانات خاصة "قرن الجاموس"، تلك الحرفة التقليدية القديمة التى ظلت لعدد كبير من السنوات قاصرة على الموهوبين من الرجال.
حرص "انفراد" على لقاء "شهيرة"، للتعرف منها على أسرار حبها لهذه المهنة وسر الإبداع بها وتألقها، والتى تعمل مدربة للنحت على قرن الجاموس، والتى أكدت أن هذه المهنة اليدوية تعتمد فى الأساس على التدريب والموهبة التى لا بد أن يتمتع بها صانعوها.
وأضافت "شهيرة" خلال حديثها لـ "انفراد"، أن قرن الجاموس يعتبر خامة مهملة، لكن بعد أن يتم تحويلها إلى تحفة فنية لتصبح ذات نظر جذاب ورائع أمام أعين الجميع، موضحة أنها تقوم بشراء قرن الجاموس من التجار الذين يجمعونه من السلخانة ويقومون بتنشيفه، ثم تقوم بتحديد الرسم الذى سيكون عليه الشكل النهائى للتحفة الفنية، ثم بدء العمل عليه.
وأشارت، إلى أنها حصلت على دبلوم فنى زخرفة وتنسيق، ثم بدأت التدريب على هذه المهنة، حيث أنها تعمل منذ 21 سنة فى تشكيل وصناعة التحف من قرن الجاموس، موضحة أن عملية النحت تمر بعدة مراحل منها مرحلة تنظيف قرن الجاموس ومرحلة التشكيل ثم مرحلة التسخين للمساعدة فى التشكيل، ثم مرحلة برد الأشكال عن طريق المبارد الحديدية والخشبية ثم مرحلة التشطيب والتلميع.
وقالت، إن مراحل النحت" تبدأ الأول بالرسم بقلم ملون على القرن بناء على الجزء المليان والفاضى فيه، بعد كده بنثبته على المنقلة وبننحته بأدوات بسيطة، زى المنشار والأزميل والكماشة والمبرد، وبنسخن بعض الأماكن فيه عشان نعرف نطوعه، لغاية ما نوصل للشكل المطلوب".
وأوضحت "شهيرة"، أن التحف الصغيرة تباع من 25 جنيها فيما أكثر وهى أسعار منخفضة بالمقارنة المشغولات اليدوية المستوردة، مشيرة إلى مشاركتها فى العديد من المعارض المحلية والدولية مما ساهم فى التعريف بهذا الفن، الذى يوشك على الانقراض، مشيرة إلى أنها يمكنها صناعة العديد من الأشكال من منتج قرن الجاموس منها "العصا، والأسماك، والدولفين، والطيور، والإكسسوارات، والميداليات".
واستطردت، أن التحفة الواحدة التى يتم انتاجها من النحت على قرن الجاموس بداية من 3 ساعات حتى أعلى، مشيرة إلى أن المهنة شاقة وصعبة بعض الشئ وهو ما أدى إلى عزوف العمالة عنها، والمهنة بحاجة إلى محب لها ولديه الإبداع فى الانتاج وتصميم أشكال جديدة جذابة للترويج لها، والعمل على تصدير أجزاء ن المنتج.
ووجهت "شهيرة" كلمة للشباب أن المهنة سهلة وجميلة وأنه لابد من السعى والاجتهاد وعدم الاعتماد على الوظائف الروتينية، موضحة أن أولادها تدربوا أيضا على المهنة وأصبحوا مساعدين لها بورشتهم الصغيرة، التى تعتمد فى المقام الأول على العمل اليدوى، وطالبت شهيرة من الأجهزة التنفيذية دعم هذه الصناعة اليدوية، التى تعبر عن الهوية المصرية ومنتجاتها الحرفية الأصيلة.