الأمريكيون يحتفلون مجددا بعيد الاستقلال بعد إلغاء كورونا "الحفل" العام الماضى.. عروض ضخمة للألعاب النارية.. بايدن يستقبل ألف شخص من العاملين الأساسيين بالبيت الأبيض.. وأبواب الكونجرس لا تزال مغلقة أما

يعود الأمريكيون للاحتفال مرة أخرى بعيد الاستقلال فى الرابع من يوليو بعدما أجبرهم فيروس كورونا على إلغاء الاحتفالات العام الماضى. ويستمر الاحتفال حتى غدا الإثنين، نظرا لأن الأحد عطلة نهاية الأسبوع فى الولايات المتحدة. أهم طقوس الاحتفال التي ستعود هذا العام هي عروض الألعاب النارية، وتقول وكالة رويترز إن أكبر عرضين تشهدهما الولايات المتحدة هذا العام سيكونان فى المركز التجارى الوطنى فى واشنطن، والآن سيكون على مسافة ميل بجوار إيست ريفر فى مدينة نيويورك. وستظل بعض الفعاليات الكلاسيكية فى الرابع من يوليو محدودة أيضا مثل سباق أكل الهوت دوج الشهير فى مانهاتن، وذلك للسماح بالتباعد الاجتماعى اعترافا بالتهديد المستمر لفيروس كورونا، الذى أودى بحياة أكثر من 600 ألف أمريكى، وفى الوقت الذى دقت فيه سلالة "دلتا" أبواب الإنذار بشأن زيادة أخرى محتملة فى الإصابات بين من لم يحصلوا على اللقاح. وتشير رويترز إلى أنه برغم هذه الظروف، فإن العيد هذا العام سيكون فرصة للأمريكيين لإظهار وطنيتهم والاحتفال بإحساس جديد من الحرية بشكل شخصى بالتجمع مع الأصدقاء مرة أخرى والاستمتاع بمزايا الصيف البسيطة. ورغم الأجواء الإيجابية، تظل التحذيرات قائمة، ليس فقط من الفيروس ولكن من العنف، فقد حذرت وزارة الأمن الداخلى الأمريكية الشرطة المحلية وفى الولايات من التهديد المتزايد بالعنف فى مقبل الجماعات المتطرفة الداخلية فى ظل تحفيف قيود كورونا. وفى واشنطن يخطط الرئيس بايدن لاستضافة ألف شخص فى البيت الأبيض من العمال الأساسيين وعائلات العسكريين. وفى المناطق الأخرى فى واشنطن، ستعود الفرق الموسيقية للسير فى مواكب تقليدى، ومن المتوقع أن يجذب المركز التجارى الوطنى حشودا كبيرة فى عرض الألعاب النارية الذى يستمر لمدة 17 دقيقة. وعلى نهر إيست ريفر فى نيويورك، أمضى 50 من خبراء الألعاب النارية أياما فى تميل أكثر من 65 ألف قذيفة على خمسة صنادل لإبهار المشاهدين بمشاهدة العرض المذهل سواء شخصيا أو على شاشة التليفزيون. وتحمل الألعاب النارية أهمية خاصة فى احتفالات الرابع من يوليو فى الولايات المتحدة. فقبل يوم من توقع إعلان الاستقلال، كتب جون أدامز أحد الآباء المؤسسين رسالة لزوجته أبيجيل قال فيها إنه يجب الاحتفال بالرابع من يوليو بـ "المواكب والعروض والألعاب والرياضات والبنادق والأجراس والنيران والإضاءة من طرف هذه القارة حتى الطرف الآخر فى مثل هذا الوقت على الأبد". وبعد عام، فى 4 يوليو 1777، أقيم أول عرض رسمي للألعاب النارية فى فيلادليفيا وأضاء المدينة، وفى نفس العام أضاءت الألعاب النارية السماء فى بوسطن، وأقيمت تحية من 13 طلقة فى بريستول برود أيلاند مرة فى الصباح وأخرى فى المساء، ليبدأ بذلك تقليدا استمر لسنوات بعد ذلك. وأقيمت عروض الألعاب النارية بشكل متكرر منذ هذا الوقت، إلا أن بعض الولايات أم قيدت أو حظرت الألعاب النارية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة..وكان أكبر عرض للألعاب النارية قد أقيم فى نيويورك باستخدام أكثر من 22 طن من الألعاب النارية فى إيست ريفر عام 2009. وفى ظل موجة الحر الشديد التي ضربت بعض مناطق أمريكا، لاسيما الغرب، زادت التحذيرات من استخدام الألعاب النارية. قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه مع احتفال الولايات المتحدة بعيد الاستقلال فى الرابع من يوليو، فإن الكونجرس رمز الديمقراطية لا يزال مغلقا أمام أغلب الزوار مثلما كان الحال طوال الأشهر الـ 16 الماضية. فقد تسبب وباء كورونا فى البداية فى إغلاق أبواب الكونجرس فى ربيع عام 2020، وأدت أحداث اقتحام الكابيتول من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب فى السادس من يناير الماضى إلى استمرار إغلاق أبواب الكونجرس إلا فى حالات قليلة للغاية. وبينما تخرج باقى الولايات المتحدة من الوباء فى عطلة عيد الاستقلال هذا العام فى حفلات الشواء وعروض الألعاب النارية ، فإن "مجلس الشعب" يواجه الآن تهديدات بالعنف ومتغيرات كورونا ولحظة أكثر صعوبة. وتقول جين كامبل، رئيسة الجمعية التاريخية لكابيتول الولايات المتحدة، إن ما يفطر القلب هو أن الكابيتول كان دوما رمزا للديمقراطية الامريكية، واستمر خلال الحرب الأهلية والحربين العالميتين والصراعات بجميع أنواعها.