شهد المجتمع المصرى العديد من النزاعات فى قضايا النسب وإثبات البنوة أو نفيها، حتى وصلت للمشاهير وكان أبرزهم قضية أحمد عز وزينة، ورغم أننا نعرف تفاصيل هذه النزاعات القضائية عن ظهر قلب، إلا أننا قد نغفل فى الوقت نفسه عن أبسط المعلومات حول طريقة البصمة الوراثية، وكيف يتم استخدامها لإثبات بنوة أحد الأطفال أو عدم إثباتها.
ويسلط الدكتور أحمد عبد الرؤوف هاشم ، أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى سابقا بجامعة طنطا، الضوء على البصمة الوراثية للإنسان، وكى يمكن استخدامها لإثبات البنوة أو نفيها وجميع النزاعات المتعلقة بالنسب.
بداية يوضح هاشم أن هناك مجموعة من المعايير التى يتم استخدامها لإثبات البنوة أو نفيها، وتشمل:
1.مناظرة الشكل العام مثل شكل الوجه واليدين والجمجمة والملامح الخاصة (الأذن الكبيرة).. وهى تعرف باسم القيافة، وتعطى فكرة مبدئية عن صلة القرابة المحتملة.
2.فصيلة الدم: حيث تتم مقارنة مجموعة الدم العامة الخاصة بالأبوين والابن "أA " و"بB " و "أب AB " "و O"، ولكن يجب الإشارة إلى أن هذا النوع من التحليل ينفى ولا يثبت القرابة، أى أنه إذا كان فصيلة دم الابن ليست متوافقة مع الأب والأم، سيتم نفى صلة القرابة بينهما بشكل قاطع.
3.دلائل الدم الفرعية: لها دور أيضا فى النفى وليس الإثبات، وهى تشمل: RH و Kو Lو Mو N.
4. دلائل دم الخلايا ذات الأنوية والخلايا الليمفاوية: وهى تنفى ولا تثبت.
وحال عدم التوصل إلى أى نتيجة فيمكن فى هذه الحالة إجراء تحليل الحامض النووى DNA.
ما هو الحمض النووى DNA؟
ويشير الموقع الطبى الأمريكى " webmd" إلى أن الحمض النووى منزوع الأكسجين DNA هو المادة الوراثية الموجود فى جسم الإنسان وجميع المخلوقات الحية، وتحتوى كل خلية فى جسم الإنسان (وبالأخص النواة) على الحمض النووى DNA.
ويوجد الحمض النووى فى صورة شريط أو سلم حلزونى مزدوج، درجات هذا السلم هى وحدات كيميائية تسمى قواعد نيتروجينية، وهناك 4 أنواع من القواعد تعرف باسم الأدينين "A" والجوانين "G" والسايتوسين "V" والثايمين "T"، ويحتوى كل شريط من الحمض النووى على ملايين القواعد النيتروجينية، وترتبط كل قاعدة نيتروجينية "A" مع "T"، وترتبط كل قاعدة نيتروجينية "C" مع "G".
وتترتب شرائط الـDNA داخل النواة فى صورة كروموسومات، وتحتوى كل خلية بشرية على 44 كروموسوم بشرى، و2 كروموسوم جنسى، فى الرجال "XY" والسيدات "XX".
وأوضح هاشم أن تحليل البصمة الوراثية يتطلب الحصول على عينة من الدم أو نخاع العظام أو أنسجة اللحم، من الأطراف المتنازعة (مثلا الطفل والأب والأم)، وغالبا يتم استخدام نوع معين كريات الدم البيضاء لأنها تحتوى على نواة، ولا يتم استخدام كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية لعدم احتوائها على نواة، كما يجب استخدام الخلايا التى تحتوى على نواة سليم، وعدم استخدام الشعر المتقصف أو الأظافر التالفة، بينما يمكن استخدام جذور الأظافر وبصيلات الشعر.
وبعد ذلك يتم تحليل العينة وكتابة تسلسل الحمض النووى للكروموسومات فى جدول معين، ولإثبات البنوة أو نفيها يتم قراءة مواقع معينة فى شريط الحمض النووى، من الممكن أن تكون 20 أو 13 أو 16 موقعا، على حسب نوع التحليل.
كيف يتم إثبات النسب أو نفيه؟
وأكد "هاشم" أن هناك شرطين لإثبات البنوة: الأول: احتواء الحمض النووى للطفل على قراءات متطابقة مع الأم والأب، بما لا يقل عن 11 موضعا من أصل 13، واحتواء الحمض النووى للطفل على قراءة متطابقة مع الأب وقراءة متطابقة مع لأم، ولكن إذا كانت لا توجد قراءة متطابقة فهذا يعنى أنه لا توجد صلة قرابة بين الطفل وأحد أبويه أو كليهما.
وفيما يتعلق بالاحتياطات التى يجب اتباعها لزيادة احتمالات نجاح اختبار الـDNA، أكد أستاذ الطب الشرعى أنه يجب الالتزام بالتعقيم الكامل، والحفاظ على العينة لأنها لو تعرضت لتلوث أو اختلطت بها بكتيريا، فمن الممكن أن تكون النتيجة خاطئة.
وأضاف هاشم أن تحليل الحامض النووى المستخدم لإثبات البنوة أو نفيها يستغرق فى المتوسط من يومين إلى 3 أيام، وتبلغ تكلفته حوالى 2000 جنيه، مشيرا إلى أنه يستخدم أيضا فى الكثير من النزاعات الأخرى مثل مشاكل اختلاط الأنساب واختطاف الأطفال من الحضانات ونزاعات الميراث، وقضايا بيع الأطفال وإرسال بعض الآباء عديمى الرحمة مولودهم إلى الملاجئ.