لم يكن غريبا اتهام علماء فنزويليين للولايات المتحدة الأمريكية بقتل الرئيس الراحل هوجو تشافيز بـ"أسلحة النانو" وهى مواد مسرطنة، حيث أن تشافيز نفسه اتهمها من قبل بذلك، هذا فضلا عن أنه أحد الرؤساء الذين يعارضون بشدة الإدارة الأمريكية ويتهمها بالسعى الدائم لإحكام سيطرتها على دول أمريكا اللاتينية من أجل استغلال ونهب ثرواتها، ويعارض تشافيز الفكر الرأسمالى الأمريكى وهو من أشد أنصار الاشتراكية فى أمريكا اللاتينية.
فاتهم تشافيز نفسه الولايات المتحدة الأمريكية من قبل فى ديسمبر2011 بأنها حاولت نقل مواد مسرطنة لعدد من رؤساء أمريكا اللاتينية، وأبدى اندهاشه من إصابة 4 من رؤساء القارة اللاتينية، هم رئيس الباراجواى فبرناندو لوجو، ورئيس البرازيل السابق لويس إجناسيو دا سيلفا، ورئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دى كيرشنر، بالإضافة له شخصيا.
وأكد تشافيز فى خطاب تلفزيونى لجنود فى إحدى القواعد العسكرية، أنه لا يتهم أحدا كونه لا يملك أى أدلة يعزز بها اتهامه للولايات المتحدة بالتآمر على هذا النحو، إلا أنه يفكر ويتساءل بصوت مسموع، ثم طرح استفسارا حول مدى قدرة الولايات المتحدة على تطوير تقنية معينة تمكنها من نقل أى مرض سرطانى لشخص ما فى غفلة منه؟ وأضاف "لا أدرى .. إنها مجرد فكرة".
خطة منذ 2003
وربما كانت الولايات المتحدة الأمريكية كانت تحضر خطة منذ 2003 لنقل نوع من أنواع السرطان إلى جسم الرئيس الفنزويلى السابق، حيث أن "أسلحة النانو" تستطيع نقل أنواع مختلفة من أجزاء نانوية قد تتسبب بظهور عدد كبير من الأمراض، مثل الاحتشاء القلبى، واضطراب دورة الدماغ الدموية، ووقف التنفس، والخلل العقلى، ومرض الأيدز وغيرها من الأمراض.
وهذا لم يكن الاتهام الوحيد للولايات المتحدة الأمريكية ومحاولتها قتل تشافيز، بل فى وقت سابق اتهم تشافيز ضباطا عسكريين متقاعدين بالتخطيط لاغتياله، وأمر أيضا بخفض عدد الرحلات الجوية الأمريكية إلى فنزويلا.
ففى السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين، تحول تشافيز إلى أحد زعماء الحركة العالمية المعادية للولايات المتحدة، إذ قال قبل وفاته "الموقف الإمبريالى والفاشى القائم على القتل الجماعى الذى يتبناه رئيس الولايات المتحدة جورج بوش لا حدود له، وأعتقد أن هتلر قد يبدو طفلا صغيرا إلى جانب جورج بوش".
فى المقابل كانت الولايات المتحدة تعتبر تشافيز عاملا فى عدم الاستقرار بأمريكا اللاتينية، وتهديدا لمصالحها الاستراتيجية، وتنتقد الولايات المتحدة دائما سياسة فنزويلا فى مجال حقوق الإنسان، وتتهم حكومة البلاد بأنها لا تتعاون فى محاولة القضاء على تجارة المخدرات، والقضاء على الإرهاب.
فعلاقة الولايات المتحدة مع فنزويلا تصادمية، ولم تكن فى يوم من الأيام علاقة جيدة مبنية على حسن الجوار، إلا أن التوتر تصاعد بين البلدين بشكل لافت عقب رفض واشنطن الاعتراف بانتخاب نيكولاس مادورو رئيسا لفنزويلا، واتهام هذا الأخير لأمريكا بدعم معارضيه والوقوف وراء التظاهرات والسعى إلى الإطاحة به، وصولا إلى التخطيط لاغتياله، كما اتهم واشنطن بالتسبب فى إصابة تشافيز بمرض السرطان.