خلت صحراء وادى حميثرة، الواقع جنوب غرب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر للعام الثانى على التوالى، من المحبين والمريدين الذين يصلون فى الأيام العشرة الأوائل من شهر ذى الحجة لإحياء مولد قطب الصوفية أبو الحسن الشاذلي، حيث يقع مسجده الشهير ومقامه، وذلك تنفيذًا لتعليمات الجهات المختصة بعد توقف إقامة جميع الموالد كأجراء احترازى لعدم تفشى فيروس كورونا .
اختفت طوابير السيارات التى كانت تملأ الطرق المؤدية لقرية أبو الحسن الشاذلى وكانت تحمل المحبين والمريدين ومغطاة بأعلاها لحماية ركابها من أشعة الشمس الحارقة، ومعهم طعامهم وشرابهم، كما اختفى بائع الحلوى وصاحب القهوة، وكذلك حلقات الذكر التى كانت تملأ المكان ويعبر المريدين والمحبين خلالها عن حبهم وقربهم لصاحب المقام.
محمد منصور أحد ابناء قبيلة العبابدة بمدينة مرسى علم، يقول إن وادى حميثرة المتواجد به مقام قطب الصوفية أبو الحسن الشاذلى، كان يشهد من بداية العشر الأوائل من ذى الحجة إقبال المحبين والمريدين إلى مقام قطب الصوفية ابو الحسن الشاذلى، إلا أن بعد إغلاق الموالد بسبب كورونا اختفى المحببين والمريدين.
أضاف منصور لـ"انفراد": كانت تشهد طريق الواصلة لوادى حميثرة إزدحام كبير طوال أيام المولد التى تبدأ من بداية ذى الحجة حتى يوم وقفة عرفة، وكذلك سماع مكبرات الصوت الضخمة التى تبث توشيح ومديح من ابناء الطرق الصوفية المختلفة، كذلك اختفى بائعى الحاوى وحلقات الذكر وغيرها من طقوس المولد .
من جانبه قال مصدر بمديرية أوقاف البحر الأحمر إنه تم التأكيد على القائمين على مسجد أبو الحسن الشاذلي، بعدم فتح الضريح وعدم السماح بالتواجد بساحة المسجد تنفيذًا لتعليمات وزير الأوقاف.
وأضاف المصدر ،كذلك هناك تنسيق مع الأجهزة الأمنية بعدم السماح للمحبين والمريدين بالوصول إلى وادى حميثرة إذا كانوا تجمعات مؤكدا أن مولد أبو الحسن الشاذلي، خالى تماما فى مولده من المحبين والمريدين وذلك تنفيذًا للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد وعدم انتظامه.
من جانبه ناشد اللواء واصف عدلي، رئيس مدينة مرسى علم المريدين والمحبين من اتباع الطرق الصوفية بمختلف المحافظات بعدم التوجه للاحتفال بمولد القطب الصوفى سيدى ابو الحسن الشاذلى هذا العام وذلك تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء بمنع أى احتفالات بالموالد لمنع انتشار فيروس كورونا.
وأكد رئيس المدينة أنه لن يسمح بأى زيارات خلال فترة المولد وحتى صباح عيد الأضحى المبارك، وهناك تنسيق بين الجهات المختلفة بعدم وصول التجمعات وفتح الضريح .
يذكر أن ضريح أبو الحسن الشاذلى، أهم الأضرحة وأشهرها بمحافظة البحر الأحمر، حيث يقع على بعد قرابة 150 كيلو متر من مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر، وبوادى حميثرة، وسط الجبال الوعرة.
سميت القرية التى يقع فيها الضريح والمسجد باسم أبوالحسن الشاذلى نسبة لصاحب الضريح، والذى يعد أحد أقطاب الصوفية، والذى وافته المنية فى ذلك الوادى عند مروره به إلى "ميناء عيذاب" التى تقع جنوب البحر الأحمر، للذهاب لأداء فريضة الحج.
الآلاف من كل محافظات مصر ومن دول أخرى يزورون الضريح وقد وصلوا إليه من مسافات بعيدة وتحديدا فى توقيت الاحتفال بمولده، إلا أن إحالة جائحة كورونا منعت زيارتهم هذا العام، بعد أن ألغت الحكومة الموالد ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشى الفيروس.
وتبلغ مساحة ضريح ومسجد أبو الحسن الشاذلى، 4 آلاف متر، وبلغت تكلفة تجديده 12 مليون جنيه، وأن المساحة التى تم تخصيصها، أقيم عليها المسجد والضريح والعارف بالله الشيخ أبو الحسن الشاذلي، بالإضافة لساحة كبيره للزوار.
