بعد 68 عاما على تأسيسها.. "صوت العرب" إذاعة حاربت الإستعمار من المحيط للخليج.. هدفها توعية المواطن العربى بالمخططات التآمرية.. ومحمد نوار : من عمل بها كان على اقتناع بالقومية العربية ولم يهتم بالنجومي

تخطى دورها كونها إذاعة في راديو، وكان مذيعوها أشبه بقيادات لثورات من المحيط للخليج يقفون مع الحق ويحاربون الاستعمار بكل أشكاله بدافع القومية العربية من خلال كلماتهم، وبرامجهم التى ظلت محفورة بالذاكرة تتحدى السنين بعدما وقفت مع الشعوب وأعلت كلمتهم في وجه كل طاغ منذ التأسيس يوم 4 يوليو عام 1953، حتى صارت "صوت العرب" في مضمونهما مثلما هو اسمها. نحتفى بذكرى تأسيسها الـ 68 خلال السطور التالية، بعدما صار مذيعوها قامات يُنظر لهم على أنهم قدوة ونبراس يحاول كل من يعمل في مجال الإذاعة السير على خطاهم. بداية التأسيس والأهداف البداية من الإذاعي الكبير أحمد سعيد الذى تولى مهمة التأسيس كمذيع رئيسي منذ انطلاق برنامج صوت العرب عبر إذاعة القاهرة ومدير للإذاعة منذ تأسيسها عام 1953 وحتى عام 1967، حيث يقول في كتاب "صوت العرب .. الإذاعة التي قوضت أركان الاستعمار" الذى يستعرض تاريخ هذه الإذاعة العملاقة إنه بدأ التفكير فيها على يد رجل الشئون العربية فى المخابرات العامة المصرية الوليدة، عام 1953، النقيب الشاب فتحى الديب. مؤكداً أن أهدافها تلخصت فى توعية المواطن العربى بالمخططات التآمرية التى تحاك ضده، والدعوة لتحرير الوطن العربى من المستعمرين، وإيضاح أهداف ثورة 23 يوليو، وتناول مشكلات الوطن العربى. أولى معارك صوت العرب ضد الاستعمار لم يمض وقت طويل على ثمار الفكرة، فبعد شهر ونصف فقط خاضت أولى معاركها السياسية، وذلك بعد نفى ملك المغرب «محمد الخامس» لتشن «صوت العرب» حملة كبرى ناجحة، لرفع الحماية الفرنسية عن المغرب، وعودة ملكها الأمر الذى ساهم في توسيع قاعدتها الجماهيرية ومستمعيها ممن آمنوا بأن لهم منبرا يقف وراء قضاياهم، حتى صارت "صوت العرب" مطلبا من قبل المواطنين البسطاء الذين يشتروا الراديو من أجل الاستماع لها لتؤكد على قوة مصر الناعمة. محاربة القوى الاستعمارية لـ صوت العرب يضيف مؤلف كتاب "صوت العرب .. الإذاعة التى قوضت أركان الاستعمار" عباس متولى أن تأثير صوت العرب بلغ شدته إلى منع الاستماع لها من قبل القوى الاستعمارية فى بعض البلدان العربية، مثل الجزائر، واليمن؛ إلا أن الناس حاولوا التغلب على ذلك بالاستماع لها فى حلقات سرية فى بعض البيوت، وينقلون ما سمعوه لبقية الناس. صوت العرب في وجه العدوان الثلاثى بلغت قوة وتأثير «صوت العرب» نجاحها الكبير فى الوقوف ضد العدوان الثلاثى؛ مما لفت الانتباه لقوتها ليدمر العدوان محطات إرسال «أبى زعبل» فى خريف 1956، إلا أن المفاجأة تمثلت فى عدم توقف إرسال «صوت العرب»، بل أذهل الجميع بأن انطلق نداؤه مرة أخرى من دمشق، بصوت المذيع صلاح عويس، وفى نفس اليوم انطلق نفس النداء من تونس، ثم من عمان، وبيروت، وطرابلس الغرب، فى معزوفة رائعة عكست وحدة الأمة العربية. رئيس الإذاعة المصرية يتحدث عن أهمية "صوت العرب" محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية وفور حديثنا إليه عن دور "صوت العرب" أكد على أن "صوت العرب" عاشت عصرها الذهبى منذ تأسيسها في عام 1953 وحتى عام 1967 كانت فيه جزء لا يتجزأ من تاريخ الأمة العربية ومنبراً لها، إذ تخطت كونها مجرد إذاعة وصارت آلة إعلامية مخيفة ومرعبة لكافة الأعداء مضيفاً : "سر نجاح صوت العرب يتمثل في أن كل من عمل فيها كان على اقتناع تام بالقومية العربية وأفكار عبد الناصر، فلم يهتموا بنجومية أو تحقيق أجور عالية وإنما كانوا ينتموا للفكرة، لذا وصلت رسالتهم إلى الناس لأنهم مؤمنين بما يقولوه، وهذا سر النجاح الذى جعلها تستمر لفترة طويلة من الزمن". وأضاف محمد نوار "كل ذلك جعلها تحقق نتائج أكثر من المطلوب، بل أكثر مما كان مرجو بصورة كبيرة، كما كانت مخيفة لكل أعداءها فى الخارج لأنهم يدركوا مدى قوة 22 دولة عربية حالة تحقق حلم عبد الناصر واتحادهم معاً لما يمتازوا به من توافر إمكانيات غير موجودة في أوروبا أو لدى الاتحاد الأوروبى الذى تتحدث بلدانه لغات مختلفة ويدينوا لثقافات مختلفة في حين تجمع الدول العربية لغة واحدة وتاريخ متصل بصورة كبيرة، وبالتالى صارت "صوت العرب" مخيفة بما يقوله مذيعيها ويرددوه من كلمات تؤكد على أهمية الوحدة بعدما أصبحت منبر للعرب كلهم في كل مكان". كما واصل محمد نوار قائلاً "إلى الآن ومن عاشوا تلك الفترة من المحيط للخليج لهم ذكريات خاصة بإذاعة صوت العرب التي تعد -كما ذكرت- في البداية جزء من تاريخ الأمة العربية ، كما ساهمت بتأثيرها في أمريكا اللاتينية والهند ولم تقف عند المنطقة العربية، لأنها باتت اقوى سلاح في وجه الاستعمار بكل أشكاله، والدليل على ذلك اعجاب جيفارا بعبد الناصر شأنه شأن كافة الدول التي أعجبت بالزعيم الذى تقف دولته واعلامها بوجه الاستعمار بكل أشكاله". سر المبنى ورهبة القوى الاستعمارية منه كما أكد رئيس الإذاعة المصرية محمد نوار على أن هناك قطاعا كبيرا كان يستغرب من الكيفية التى تم بها بناء مبنى الإذاعة والتليفزيون في السابق، بل وصل من البعض الهجوم والتهكم على ذلك بحجة أن هذا يعتبر اسراف ليس له داعى، وهو الأمر الذى لم يكن صحيح على الإطلاق لأن الدولة وقتها كانت تعى وقتها قوة الكلمة والإعلام، وبالتالي كان مبنى الإذاعة والتليفزيون رسالة أخافت كل الأعداء في الغرب من أمريكا لدول أوروبا ممن استغربوا تصميم المبنى وتساءلوا وقتها كيف يكون جيش مصر طالما إعلامه بهذا الشكل. تطوير "صوت العرب" أضاف رئيس الإذاعة المصرية محمد نوار بخصوص "صوت العرب" ومستقبلها قائلاً "نحاول بكل جهد تطوير الإذاعة المصرية بكل شبكاتها التي تحظى بنسب استماع كبيرة من قبل الملايين الذين يستحقوا محتوى مميز ومضمون يعجبهم، وهو ما جعلنا في البداية نضع خطة بدأناها مع إذاعة القرآن الكريم، والتي حققت في رمضان الماضي أرباحاً تتخطى 3 ملايين جنيه قائلاً "انا شخصياً ما كنت احب وجود إعلانات في إذاعة القرآن الكريم، ولكن اضطررنا إلى ذلك من أجل التطوير، وهو ما أدخل أكثر من 3 ملايين جنيه أرباح". وواصل "بعد ذلك طورنا إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام والشباب والرياضة، وجعلنا تطوير "صوت العرب" آخرا لكى نقوم بشيىء يليق بها، وبخطط مميزة لأنها تحتاج إلى مجهود كبير يجعلها في مكانتها بالمنطقة من خلال إسناد مهام إلى رئيس الشبكة بالتواصل مع الدول العربية لإرسال مذيعين لنا من عندهم ومحررين محتوى".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;