المفاعلات النووية.. طاقة المستقبل.. 443 مفاعلاً حول العالم وفرنسا الأولى عالمياً في إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية.. 15 كيلو جرام من اليورانيوم تعادل 30 ألف طن من وقود الديزل.. والصين تخطط لبناء 31

أمريكا تمتلك الحصة الأكبر من الطاقة النووية بـ 96 مفاعلاً مقابل 38 للدب الروسى المفاعل العائم أول وحدة نووية لإمداد القطب الشمالي بالكهرباء الإمارات تدخل النادى النووى بمحطة "براكة" ومصر تبنى 4 مفاعلات في الضبعة اليابان لم تتوقف عن استخدام الطاقة النووية عقب حادث فوكوشيما ولديها 33 مفاعلاً بينما خرجت المفاعلات الألمانية من الخدمة خبير بالطاقة النووية: الألمان خضعوا لضغوط دعاة حماية البيئة وسيندمون بعد التخلي عن الطاقة النووية وكالة الطاقة الذرية: آلاف الشحنات المشعة تنتقل يومياً حول الكرة الأرضية والعالم أصبح جاهزاً لإدارة النفايات بأمان تبريد الوقود المستنفد بالمفاعلات النووية يستغرق 9 سنوات.. وفنلندا تؤسس أكبر مقبرة للنفايات النووية بعمق 450 متراً قبل نحو 125 عاماً كان العالم على موعد مع اكتشاف مصدر هائل للطاقة، عندما نجح العالم الفرنسي هنري بيكريل، في اكتشاف النشاط الإشعاعي المنبعث من ذرات اليورانيوم والثوريوم، ومنذ العام 1896، بدأت رحلة طويلة لم تنقطع من الدراسات والأبحاث عن استخدامات الطاقة الكامنة في الذرة، حتى صارت سفينة تكسير الجليد العملاقة المزودة بمفاعلين نوويين، تسير لمائة يوم، ولا تستهلك سوى 15 كيلوجراما من اليورانيوم، في مقابل سفينة عادية تحتاج إلى 30 ألف طن من وقود الديزل في نفس المدة، وهذه حقيقة رصدها كتاب "الأبجدية النووية"، الصادر عن مؤسسة روس أتوم العالمية، لذلك يمكن أن نصف الطاقة النووية باعتبارها وقود المستقبل دون منافس، فالسفن الحديثة والغواصات المتطورة، التى تبحر حول العالم لأشهر، ربما لسنوات، لن تجد بديلاً عن الطاقة النووية، حتى تستمر رحلتها دون توقف. المحطات النووية ليست مجرد منشآت خرسانية عادية، لكنها تخضع لمعايير صارمة، تتناسب مع ظروف الاستخدام، فيشارك في بناء المحطة الواحدة أكثر من 7 آلاف أخصائي في 25 تخصصا، ويتم صب نحو 560 ألف متر من الخرسانة المسلحة، و100 ألف طن من الحديد، و200 ألف متر من الكابلات الكهربائية و120 ألف نقطة لحام، ليصبح هذا البناء الفولاذي العملاق قادر على مواجهة كل الظروف البيئية والجوية المحتملة، فلا يوجد للصدفة مكان في هذه الصناعة كما يذكر كتاب الأبجدية النووية. الاستخدام السلمى للطاقة النووية بدأ منذ خمسينيات القرن الماضى، وقد أنشأ الاتحاد السوفيتي أول مفاعل نووى على مستوى العالم لإنتاج الكهرباء فى العام 1954، المعروف باسم مفاعل أوبنينسك، وخرج من الخدمة فى العام 2002، بعد أكثر من 48 عاماً في إنتاج الكهرباء، وهو الآن عبارة عن متحف مفتوح للزائرين، وفقاً لما ذكرته مؤسسة روس أتوم العالمية المختصة في بناء وتشغيل المفاعلات النووية والمسئولة عن تأسيس محطة الضبعة النووية. هل المفاعلات النووية طاقة المستقبل؟ الإجابة عن السؤال لها شقان أساسيان: الأول أن العالم المتطور بات يعتمد بصورة أساسية على الطاقة النووية فى إنتاج الكهرباء، فهى تمثل وفقاً لإحصاءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو 10% من إجمالي الكهرباء المستخدمة فى العالم وأصبح هناك 443 مفاعلا، تحتل الولايات المتحدة الأمريكية منها الحصة الأكبر بعدد 96 مفاعلاً، ولديها مفاعلان اثنان تحت التأسيس، وتخطط لإنشاء 8 مفاعلات جديدة، تليها فرنسا بـ 58 مفاعلاً، ثم اليابان بـ 48 مفاعلاً، بينما روسيا تشارك بـ 38 مفاعلاً من حصة العالم، وهذا يعنى أن بعض الدول باتت تعتمد فى الجزء الأكبر من إنتاج الكهرباء على الطاقة النووية، وفى فرنسا على سبيل المثال تسهم الطاقة النووية بنسبة 71% من حصة إنتاج الكهرباء، وهى النسبة الأكبر في العالم، تليها سلوفاكيا بنسبة 54%، ثم أوكرانيا بنفس النسبة 54% ثم المجر بنسبة 49%، بينما في الدول العظمى الكبرى الشاسعة المساحة مثل روسيا تشارك الطاقة النووية فيها بنسبة تصل إلى 20% من حصة الطاقة، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسهم الطاقة النووية فيها بنسبة 20% من إجمالي إنتاج الكهرباء. السبب الثانى أن مصر بدأت خطواتها نحو الدخول إلى النادى النووى العالمى بعدما أثمرت الجهود فى الاتفاق على إنشاء محطة الضبعة النووية، ومن المخطط أن يتم بناء أربع وحدات روسية من نوعية مفاعلات الماء المضغوط بقدرة 1200 ميجا وات للمفاعل الواحد، تنتمى إلى نوعية مفاعلات الجيل الثالث المطور، التى تعد حاليا أكثر المفاعلات انتشارا على مستوى العالم، طبقاً لما جاء على موقع هيئة المحطات النووية المصرية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وقد بدأت الخطوات الفعلية لهذا المشروع بعد إعلان هيئة المحطات النووية رسمياً انتهاء تسليم الوثائق الخاصة بالحصول على إذن الإنشاء للوحدتين الأولى والثانية من المحطة النووية الى هيئة الرقابة النووية، وسفر وفد مصرى رفيع المستوى إلى روسيا لمتابعة تصنيع مصيدة قلب المفاعل للوحدات النووية (Core Catcher)، التى تعتبر أول معدة طويلة الأجل لمشروع محطة الضبعة النووية. المفاعل العائم واستخدام جديد للطاقة النووية لم تكن مناطق القطب الشمالى تقع ضمن الشبكة القومية الروسية للكهرباء، لذلك كان التفكير في إنشاء مصدر دائم للطاقة بأسعار معقولة، فبدأ التفكير في إنشاء "أكاديميك لومونوسوف" أول مفاعل نووى عائم فى العالم، يتألف من وحدة للطاقة مجهزة بسبل السلامة والأمان النووي، وتم بناؤها فى أحواض السفن، باستخدام نفس تكنولوجيا البناء المتخصصة فى كاسحات الجليد النووية والسفن البحرية. وتتشابه وحدات الطاقة النووية العائمة مع كاسحات الجليد الكبيرة التى تعمل بالطاقة النووية، فى القطب الشمالى، حيث يتم استخدام نفس نوع المفاعلات، إلا أن الفارق هو أن الطاقة الناتجة عن المفاعل لا تستخدم للمرور الآمن عبر بحر القطب الشمالى، ولكن لتزويد المناطق النائية بالطاقة، حيث يتعذر عملياً نقل الكهرباء إلى اليابسة. المفاعلات النووية العائمة يمكن استخدامها لتوفير الطاقة للجزر النائية، وتحلية المياه، والمناطق الساحلية التي يصعب الوصول إليها فى شمال وجنوب روسيا، ويمكن استخدامها فى العديد من الدول التى تتشابه ظروفها الجوية من المناطق الجليدية فى روسيا، إلا أن الإنتاج الكمى لهذا النوع من المفاعلات لم يتم حتى الآن، و"أكاديميك لومونوسوف" هى النسخة الأولى، وهذه المعلومات وفقاً لمؤسسة روس أتوم للطاقة النووية. وقد اندفعت روسيا نحو إنتاج هذا النوع الجديد من المفاعلات لأن نصف سكان المنطقة القطبية الشمالية، البالغ عددهم 4 ملايين نسمة يعيشون فى أراضى الاتحاد الروسى، ومعظم المستوطنات فى أقصى الشمال يصعب الوصول إليها؛ فهى تعتبر جزراً معزولة عن الشبكة القومية للكهرباء هناك، فى الوقت الحالى، بينما يأتى مصدر الوقود الرئيسى لمحطات توليد الكهرباء فى تلك المناطق من الفحم والنفط، مما له تأثير سلبى للغاية على البيئة، المفاعل العائم "لومونسوف" يتم شحنه بالوقود النووى كل 3 سنوات، ويخضع لعمليات صيانة بعد فترة من 10-12 سنة من بدء التشغيل. فيتالي تروتنيف، مدير عام البناء والتشغيل بمحطة الطاقة النووية العائمة، "أكاديميك لومونوسوف"، ذكر في تصريحات سابقة لـ"انفراد" أن تشغيل المفاعل العائم يجنب البيئة استهلاك حوالى 200000 طن من الفحم و 120000 طن من الوقود سنوياً، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، مؤكدا أن هذه الأنواع من المفاعلات ضرورية لمناطق القطب الشمالي النائية لأنها قادرة على مقاومة الظروف البيئية الصعبة، ومتوافقة مع جميع متطلبات الدقة والصلابة والسلامة بما فى ذلك توصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يخص السلامة النووية والإشعاعية. ووقعت شركة روس أتوم الروسية عقداً جديداً لبناء 4 وحدات طاقة عائمة لدعم القطب الشمالى، 3 وحدات رئيسية، ووحدة احتياطية لاستخدامها أثناء الإصلاح أو التزود بالوقود ومن المنتظر أن يتم توصيل أول وحدتين بالشبكة الكهربائية فى عام 2026، وفقاً لبيان معلن من الشركة 23 يوليو 2021. حادث فوكوشيما ومعايير جديدة لاستخدامات الطاقة النووية في العالم فى 11 مارس عام 2011، كانت اليابان على موعد مع تسونامى مدمر، شدته 8.9 درجة على مقياس ريختر، نتجت عنه مشكلات كبيرة في دوائر التبريد بعدد من مفاعلات مدينة فوكوشيما، التى تقع على بعد حوالى 250 كيلو متر شمال العاصمة اليابانية طوكيو، تلتها مجموعة من الانفجارات مصحوبة بتسرب إشعاعي، كانت نتيجته انقطاع الكهرباء في العديد من المدن اليابانية، وإجلاء نحو ثلاثة آلاف من سكان المنطقة القريبة من محطة فوكوشيما النووية. لم تتوقف كارثة فوكوشيما عند حد انقطاع الكهرباء أو إجلاء بعض السكان وسقوط مئات الضحايا، إلا أنها كانت تحولاً كبيراً فى مجال الصناعات النووية بالعالم، وحركت بعض الدول لمراجعة سياساتها فى التعامل مع المنشآت النووية، إما بالوصول إلى مفاعلات متطورة تتلافى الأخطاء البشرية والكوارث الطبيعية، أو التخلي عن التجربة النووية بالكامل والتوجه نحو مجالات من الطاقة أقل خطورة، حتى وإن كانت قليلة الاستدامة. على الرغم من أن حادث فوكوشيما كاد أن يعصف بالتجربة النووية في العالم وجعلها على المحك، إلا أن اليابان نفسها صاحبة الحادث، وفقاً للتقرير الصادر من وكالة الطاقة الذرية عن أعداد المفاعلات حول العالم مازال لديها 33 مفاعلاً فى الخدمة حتى الآن، بل وتخطط لإنشاء 9 مفاعلات جديدة بالإضافة إلى مفاعلين تحت التأسيس والإنشاء، بينما أغلقت 27 مفاعلاً منهم 10 مفاعلات في فوكوشيما، 4 عقب الحادث، و2 بعد الحادث بعامين، و4 ما بين أعوام 2015 – 2019، كما أن هناك 21 مفاعلاً تحت خطة الإحلال والتكهين، وهى تقنية تخضع لتكنولوجيات متطورة وتحتاج لسنوات طويلة وتكلفة عالية، وتعتبر ألمانيا وبريطانيا أكبر دولتين في العالم يطبقانها في الوقت الراهن. رغم المسافة التي تزيد عن 9 آلاف كيلومتر من اليابان في شرق آسيا إلى ألمانيا في غرب أوروبا، كانت تجربة التعامل مع الطاقة النووية مختلفة تماماً، وشديدة التأثر بما حدث في فوكوشيما، فقد اختارت الدولة الصناعية الأولى فى أوروبا قراراً حاسماً فى 30 مايو عام 2011، بعد حادث التسرب الإشعاعى، وأعلنت وقف تشغيل القسم الأكبر من المفاعلات الألمانية بحلول نهاية العام 2021، فيما سيتم الإبقاء على 3 محطات على سبيل الاحتياط حال حدوث نقص في الطاقة، وإغلاقها بعد ذلك بعام، نتيجة مخاوف من تكرار مأساة اليابان مع الحادث. ووفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن ألمانيا تمتلك 6 مفاعلات فقط في الخدمة خلال الوقت الراهن، بينما أغلقت 30 مفاعلاً، ولديها خطة لإحلال وتكهين 28 آخرين، بينما لا يوجد لديها أي مفاعلات تحت التأسيس أو في مرحلة التخطيط. الدكتور ماهر عزيز، استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ، أكد أن هناك تقدما كبيرا جرى في ملف الطاقة النووية، على مدى 60 عاماً، موضحاً أنها تكنولوجيا إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باتت أكثر تطوراً من قبل، وتخضع لمعايير دقيقة، تختفى معها المخاطر المتعلقة بالتسرب الإشعاعى أو الكوارث البيئية والطبيعية، كما أن قضية النفايات النووية لم تعد تشكل الخطورة التي كان يتحدث عنها البعض، موضحاً أن الوقود المستنفد من الاستخدام في المفاعلات النووية يدفن في مواقع تحت الأرض بأعماق تضمن الحفاظ على الإنسان والبيئة، ثم يوضع داخل حجرات خرسانية. وأشار عزيز إلى أن بعض الدول تستخدم مناجم الفحم القديمة فى عملية دفن النفايات النووية، والتخلص منها، وهذا لا بأس به، خاصة أنها على أعماق مناسبة وغالباً ما تكون فى مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية. وفى تعليقه على التجربة الألمانية في التخلي عن الطاقة النووية بالكامل خلال الفترة المقبلة قال عزيز:" الألمان وخداهم الجلالة وتحت ضغوط جماعة الخضر ودعاة حماية البيئة وشعارات النشطاء قررت التخلي عن الطاقة النووية وأتصور أنها ستندم على هذه الخطوة ندماً شديداً لأن تنويع مصادر الطاقة أمر في غاية الأهمية". الصين تتوسع في الطاقة النووية وتخطط لمنافسة أمريكا فى اتجاه مغاير تماماً لما تتخذه عدد من الدول الأوروبية تجاه تقليص الطاقة النووية، يأتي المارد الصينى على رأس أكبر دول العالم التي تتوسع في إنشاء المحطات النووية، حيث تخطط بكين لإنشاء 31 مفاعلا نوويا خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى أنها تمتلك فعلياً 48 مفاعلاً، ضمن خطة التشغيل الفعلية، ولديها 11 مفاعلاً تحت الإنشاء، وهذا وفق أحدث أرقام معلنة من وكالة الطاقة الذرية، بما يؤكد أن الصين تتوسع في برنامج الطاقة النووية بصورة غير مسبوقة، لتصبح رقماً قوياً في معادلة الطاقة لديها خلال المستقبل القريب، وسوف يتضاعف نصيب المفاعلات النووية من إجمالي إنتاج الكهرباء، خاصة أن حصة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في الصين ما زالت 5% حتى الآن. الإمارات العربية المتحدة أول دولة نووية بالمنطقة العربية وفى المنطقة العربية أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة في أغسطس 2020، دخول أول مفاعل الخدمة ضمن 4 مفاعلات يتم تأسيسها في محطة "براكة" للطاقة النووية السلمية، لتعتبر بذلك أول دولة في العالم العربى، تستخدم الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء، وقد ذكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تغريدة على تويتر: "نعلن اليوم عن نجاح دولة الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربى فى محطات براكة للطاقة النووية بأبوظبي، بعد نجاح فرق العمل في تحميل حزم الوقود النووي وإجراء اختبارات شاملة وإتمام عملية التشغيل بنجاح". من المنتظر أن تسهم مفاعلات الطاقة الأربعة في الإمارات العربية المتحدة بنسبة 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، بحسب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وهذه نسبة كبيرة سوف تضع الإمارات في موقع متقدم على خريطة استخدام الطاقة النووية في العالم. محطة براكة النووية فى الإمارات العربية المتحدة لينينجراد مدينة نووية منذ نصف قرن فى تصريحات لـ"انفراد" خلال زيارة روسيا، أغسطس 2019، أكد ميخائيل فرونوكوف، عمدة مدينة سوسنوفى بور، بمقاطعة لينينجراد الروسية، أن الصناعات النووية موجودة في مدينته منذ 45 عاماً وأغلب السكان يعملون في المحطة النووية، ولا توجد أى مشكلة على الإطلاق، أو شكاوى تخص المحطة النووية، موضحا أن وجود محطة طاقة نووية فى أى بلد أمر مهم للغاية، ويدعو للفخر، باعتبارها تسهم بصورة أفضل في حياة المواطنين، قائلا:" نحن نفخر بأن كل 3 مصابيح مضاءة في مدينة لينينجراد الروسية 2 منها تعملان بالطاقة النووية بفضل المحطة الموجودة في مدينة سوسنوفى بور، التي تعتبر أحد أهم المحطات النووية في روسيا. وأضاف عمدة مدينة سوسنوفى بور أن الخبرة الكبيرة التي اكتسبها العلماء الروس على مدار 70 عاماً في مجال الطاقة النووية تجعل الوضع آمن تماماً ودون مشكلات ولا توجد أي تأثيرات سلبية على البيئة. في كتاب بعنوان "مهن الصناعات النووية"، الصادر عن مؤسسة روس أتوم الروسية، ذكر أن المقارنة بين محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، والمحطات التي تعمل بالفحم الحرارى، بالطبع ستكون لصالح الأولى، خاصة أن محطة الفحم تستهلك 5 ملايين طن سنويا، بمعنى أنه كل 5 أو 6 ساعات يمر قطار مكون من 50 عربة تحمل كل منها 60 طنا من الفحم، وهذا بالطبع سوف ينتج عنه مئات الآلاف من أطنان الغبار ومركبات الكبريت والنيتروجين، التي تسبب أضراراً بيئية خطيرة، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة من ثانى أكسيد الكربون، وما ينتج عنها من احتباس حرارى، وهذا كان سببا أساسيا في استخدام مصادر الطاقة البديلة، مثل الطاقة النووية والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، إلا أن الطاقة النووية أيضا مثل باقي مصادر الطاقة ينتج عن نشاطها "نفايات"، والاحتفاظ بها والتعامل معها يجب أن يتم بطريقة آمنة، وهذا ما ذكره الدكتور كريم الأدهم، الرئيس السابق للمركز القومي للأمان النووي والرقابة الإشعاعية. وأوضح الأدهم، الحاصل على دكتوراة الهندسة الكيميائية من جامعة جرينوبل الفرنسية، أن خطورة النفايات النووية تكمن فى أنها قد تؤثر على البيئة المحيطة إذا لم يتم اتباع الإجراءات السليمة، فهى ليست مهملات أو كرسى قديم داخل المنزل يتم إخراجه إلى "البلكونة"، بل مواد مشعة يتم التعامل معها وفق محددات وضوابط علمية متعددة. وحول تصنيف النفايات المشعة أكد الأدهم، أنه ليس هناك تصنيف دولى موحّد للنفايات المشعة، إلا أنه يتم تصنيفها أولاً وفقاً لشدتها الإشعاعية، التى تكون ضمن 3 فئات "عالية – متوسطة – منخفضة"، فالنفايات عالية الإشعاع هى التى تخرج من المفاعل النووى نتيجة الوقود المستنفد، وهذا الوقود يتم التعامل معه بصور مختلفة، فيتم تخزينه وفق الضوابط والشروط العلمية أو إعادة معالجته مرة أخرى واستخدامه من جديد، خاصة المواد النادرة مثل اليورانيوم والبلوتنيوم، بحيث يمكن استخدام هذه المواد من جديد كوقود للمفاعل، بينما النفايات المتوسطة والمنخفضة، تتمثل فى النظائر المشعة، وتلك الناتجة عن التشغيل والمياه المسربة من دوائر التبريد فى المفاعل، وكل ما ينتج نتيجة تشغيل المفاعل، أو النفايات الناتجة عن الطب النووى، والعلاج الإشعاعى. التخلص من النفايات المشعة للمفاعلات النووية التخلص من النفايات المشعة الناتجة عن الوقود المستنفد من المفاعلات النووية، تتم من خلال تبريده أولا داخل حوض مخصص لذلك داخل المفاعل، وهذه العملية تستغرق حوالى 9 سنوات تقريباً، حتى يقل مستوى الإشعاع ويمكن التعامل معه من خلال أجهزة "الروبوت"، موضحاً أنه لا تدخل مباشر إطلاقاً للعنصر البشرى فى هذه العملية، و"يتم وضع الوقود المستنفد من المفاعل بعد تبريده فى حاويات مجهزة لهذا الغرض، ثم يتم نقل هذه المواد إلى مصانع لإعادة المعالجة، بحيث يتم استخراج اليورانيوم والبلوتنيوم لإعادة الاستخدام مرة أخرى، نظراً لأن هذه العناصر نادرة جدا ومكلفة جداً، ثم ما يتبقى من النفايات والنواتج المشعة يتم نقله خارج المفاعل لدفنه بطريقة آمنة. فيلم قصير عن خطوات التخلص من النفايات النووية في فيلم قصير مدته حوالى 10 دقائق رصدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طرق التخلص من النفايات المشعة حول العالم، وصورت كيفية فحص الفنيين فى النمسا اللحام على الأنابيب للنفايات فى أحد محطات الطاقة النووية، وفى بودابيست العاصمة المجرية كيف يتم إنتاج الأدوية، بينما يتم تشغيل محطة طاقة صينية توفر الكهرباء لآلاف المنازل، وهذه أنشطة تحدث يومياً فى جميع أنحاء العالم، وتعتمد جميعها على تكنولوجيا نووية تستخدم مواد مشعة. وكشف الفيلم أن بعض الدول تخزن نفاياتها المشعة فى محطات مركزية، حيث يتم الكشف في هذه المحطات على النفايات لمعرفة إذا ما كان هناك تلوث من أى نوع، ثم يتم تدوين التفاصيل الخاصة بهذه النفايات قبل تخزينها، وقد يؤخذ في الاعتبار خفض أحجام هذه النفايات عن طريق ضغطها أو حرقها، وبعد ذلك، يتم تخزين النفايات فى عبوات خاصة وتركها فى هذه المحطات حتى يتم إنشاء منشأة يمكنها احتواء هذه النفايات. فيلم قصير من إنتاج وكالة الطاقة الذرية عن النفايات النووية وتمتلك العديد من البلدان حول العالم منشآت للتخلص من النفايات المشعة قريبة من سطح الأرض، لتخزين المواد التى تحوى إشعاع قليل، ويتم التخزين فى خنادق لدفن النفايات، وفى بعض البلدان، يتم إعادة تدوير الوقود النووي ليتم استخدامه مرة أخرى فى حين تعتبر بعض البلدان الأخرى الوقود المستخدم نفايات، وتتخلص منه. وكشفت الوكالة أن العالم أصبح جاهزاً لإدارة النفايات المشعة بأمان، خاصة مع التطور التكنولوجى الكبير فى المجال النووى، وكل يوم تُنقل على الصعيد العالمى آلاف الشحنات من المواد المشعة، بما فى ذلك النفايات والوقود النووى المستهلك. "اونكالو" تجربة فنلندية فريدة في دفن النفايات النووية البعض يخطط لمدة 10 أعوام والبعض الآخر لمئة عام، إلا أن السويد قررت أن تخطط لمئة ألف عام، بعدما أسست مدفن «أونكالو» النووى، لجارتها فنلندا، التي نجحت فى بناء أكبر مقبرة عملاقة للتخلص من النفايات النووية بصورة دائمة دون مخاطر، مع العلم أنها تمتلك 4 مفاعلات فقط في الخدمة، ولديها مفاعل تحت التأسيس، وآخر ضمن خطة الإنشاء المستقبلية. فيديو يشرح طريقة دفن النفايات النووية فى مقبرة"أونكالو" فى تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مقبرة "أونكالو" كشف أنها تحول جوهرى في مجال استدامة الطاقة النووية على المدى الطويل، وأكد مدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ماريانو جروسي، أثناء وجوده فى فنلندا، في 26 نوفمبر 2020 أن فنلندا أصرت على المضى قدما فى المشروع وجعله مثمرا، خاصة أن إدارة المخلفات كانت دائما فى محور الكثير من المناقشات عن الطاقة النووية واستدامة النشاط النووى حول العالم، موضحا أن هذا المرفق الجيولوجي الخاص بالنفايات يتم بناؤه فى مدينة أولكيليوتو قبالة الساحل الجنوبى الغربى فى فنلندا بالقرب من إحدى محطات الطاقة النووية فى البلد، بعمق يصل إلى 450 متراً تحت سطح الأرض، وسوف يُعزل الوقود المستنفذ الخاص بكل مفاعلات الطاقة النووية بفنلندا في اونكالو لآلاف السنين. الدكتور يسرى أبو شادى، كبير مفتشين سابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأحد شهود العيان على التجربة الفنلندية، أكد أن التكنولوجيا لم تؤثر كثيراً في تخزين النفايات النووية، بل إن ما حدث من تطوير جاء مؤخراً في أساليب التخزين، التي شهدت تطوراً كبيراً، خاصة فنلندا، التى بدأت فعلياً بإقامة أكبر مقبرة للنفايات النووية فى العالم، موضحاً خلال فترة عمله في الوكالة أُتيحت له الفرصة لزيارة الموقع، الذى يعتبر تجربة فريدة ومثالية للتعامل مع النفايات النووية، ويضمن التخلص من المواد عالية الإشعاع بشكل دائم، دون أي مخاطر مستقبلية على الإنسان أو البيئة. وأوضح أبو شادى لـ "انفراد" أن التجربة الفنلندية تعتمد على تخزين المواد المشعة داخل أوعية من "النحاس"، باعتباره مادة مثالية لتحمل الضغط الجوى والتخزين لعشرات الآلاف من السنين، ولا يمكن أن تتآكل بسهولة بفعل عوامل الزمن، إلا أن أحد مشكلات التجربة أنها مكلفة للغاية عن الطرق التقليدية المستخدمة في كل دول العالم، لكنها في المقابل تضمن ديمومة واستمرار سلامة البيئة. كان مخططاً السفر إلى روسيا لمعايشة تجربة حية تخص النفايات النووية وكيف يتم التخلص الآمن منها، وزيارة أحد المواقع التي تتم فيها هذه العملية، إلا أن ظروف انتشار مرض كوفيد – 19 منعت من إتمام الإجراءات، وتم التواصل مع الدكتور عبد الله موسى، أحد الخبراء الروس في المجال النووي، والحاصل على الدكتوراه من جامعة لومونوسوف الروسية، ودرًس الفيزياء النووية في جامعات الجزائر وسوريا، ويجيد اللغة العربية. وأكد الدكتور عبد الله موسى، أن النفايات النووية يمكن أن تشمل العناصر المشعة الطبيعية، التى تحتوى على نويدات طويلة العمر مثل البوتاسيوم -40، والروبيديوم -87، بالإضافة إلى اليورانيوم 238، والثوريوم -232، كما توجد عناصر مشعة اصطناعية يتم الحصول عليها نتيجة للنشاط البشرى، مثل تشغيل المنشآت النووية في محطات الطاقة الذرية ومفاعلات الأبحاث، والعلاج بالأشعة لمرضى السرطان والمولدات الكهرو حرارية العاملة بالنظائر المشعة. وأوضح موسى أن المواد المحتوية على نويدات مشعة شديدة الخطورة على البيئة، وبالتالى على حياة الإنسان وصحته، لذلك تُنقل النفايات إلى المصانع فى حاويات خاصة من الصلب والرصاص والخرسانة المسلحة والبولي إيثيلين المخصب بالبورون وغيرها، ويتم نقل جميع النفايات مع الامتثال الصارم لمعايير السلامة. وأضاف موسى أن العلماء توصلوا منذ فترة طويلة إلى استنتاج مفاده أن أكثر الأماكن موثوقية لدفن النفايات النووية هى الصخور على أعماق كبيرة، قائلا:" بشكل عام، يعد التخزين في الصخور واعدًا للغاية ويضمن عشرات الآلاف من السنين من الحفظ الموثوق، وهناك نقاش نشط في الولايات المتحدة حول بناء مقبرة في جبل يوكا بصحراء نيفادا، مؤكدا أن مقابر الدفن فى الصخور على عمق 400 متر أو أكثر موثوقة للغاية لدرجة أنها تتحمل ضربة نيزكية مدمرة للحياة على الأرض، بينما ستظل النفايات مخفية بأمان". النفايات النووية والإشعاعية والقانون المصرى القانون المصرى رقم 7 لسنة 2010، ينظم الأنشطة النووية والإشعاعية، وقد جاءت مادته السادسة لتشير إلى حظر استيراد أو إدخال أي نفايات مشعة أو وقود نووي مستهلك وارد من الخارج إلى جمهورية مصر العربية، وفى لائحة القانون تحدثت عن الإجراءات والمراحل الخاصة بترخيص المنشآت النووية، وضوابط مرحلة ترخيص الخروج من الخدمة بمرحلتيه الإيقاف والتفكيك، بحيث يقدم طلب الترخيص بالخروج من الخدمة متضمناً أسباب الخروج، وتقرير عن أمان التفكيك، كما يحظر بغير موافقة هيئة الرقابة النووية السماح بالعبور الجوى أو المرور البرى أو البحرى للمواد المشعة أو لوسائل النقل التي تحملها، وفى جميع الأحوال يحظر مرور أى وسائل نقل تحمل مواد أو مصادر إشعاعية أو مواد نووية فى نهر النيل.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;