عرضت قناة دى إم سى فيلما تسجيليا عن صوت العرب الذى كانت مقدمته أنه لأول مرة فى تاريخ الأمة العربية تنطلق دعوة للأمة العربية من القاهرة تدعوهم للتوحد فى وقت تقع غالبية الأمة تحت الاستعمار الذى انطلق صوت العرب من أجل مكافحته.
وقال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن صوت العرب إذاعة كانت تستخدم فى الدعاية السياسية لأن الدعاية أداة رئيسية لتنفيذ السياسة الخارجية لأى دولة واتخذت أهميتها الاستثنائية أثناء الحرب العالمية، وأى دولة لها سياسة خارجية تريد أن تكون فعالة وينبغى عليها أن تمتلك أدوات دعائية لتنفيذ هذه السياسة.
ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن إذاعة صوت العرب أسست فى 1953 أى بعد سنة واحدة من قيام ثورة يوليو، والتى كان مشروعها العربى مطاردة الاستعمار فى كل بقعة من الوطن العربى إيمانا بفكرة الأمن القومى العربى المشترك، والزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان يتصور لمصر دورا عربيا قيادا فى تحرير الوطن العربى من الاستعمار.
فيما أضاف دوجلاس بويد، أستاذ فخرى للإعلام بجامعة كنتاكى، أنه من الواضح خلال الحرب العالمية الثانية كان الألمان جيدون فى أداء ذلك ولكن صوت العرب تحديدا راديو القاهرة كان أستاذا فى الترفيه السياسى، لأن الثورة المصرية عام 1952 مثلت بالفعل بداية الإذاعة السياسة فى العالم العربى، ولم تكن هى بداية الإذاعة السياسية فى العالم ولكنها كانت نقطة البداية للبث الإذاعى للترويج للسياسة الخارجية وتجعل للدولة مكانا فى الشرق الأوسط وما وراءه.
وقال أستاذ فخرى للإعلام بجامعة كنتاكى، إن الدائرة الأولى كانت العالم العربى بالطبع عروبى وطنى مثل عبد الناصر كان يؤمن أن ذلك ذو أهمية حقيقية، ومع قيام عبد الناصر بإنشاء إمبراطورتيه الإذاعية وتلاها التليفزيون إذ أطلقنا عليها ذلك كان هؤلاء المستمعون والمشاهدون العرب ذوى أهمية كبيرة على الدوام، وكانت سياسة عبد الناصر الخارجية يتم تنفيذها بشكل عام من خلال الإذاعة، فعبد الناصر أدرك منذ البداية أن أنصاره غير مقتصرين على المواطنين المصريين فقط ولكن الشعوب فى البلدان الأخرى تفهموا أن الحديث الجيد باللغة العربية بالمطالب الصحيحة ربما يكون له تأثير قوى ربما كانت مصر كتبت السيناريو مبكرا، وهو الخاص بكيفية صناعة الترفيه والترويج السياسى وجعله جذابا بشكل حقيقى.
وأضاف دوجلاس بويد، أن شخص اسمه أحمد سعيد كان هو مدير البرنامج فى صوت العرب والمذيع الرئيسى وكان لديه موهبة الحديث عبر الإذاعة، حيث أن بعض الناس لا يمتلكون هذه الموهبة، بعض الناس يتحدثون العربية بطريقة جيدة ولكنهم لا يعرفون كف يستخدمونها لإحداث تأثير كبير، ولكنه كان يستطيع ذلك.
بينما تحدث محمد الخولى، وهو أحد رواد إذاعة صوت العرب بعد ثورة 52 ونشر كتاب فلسفة الثورة، أن فكرة الدوائر الثلاث التى بشر بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الضباط الأحرار والذين منهم عبد الناصر الذين خاضوا تجربة غاية فى القسوة فى حرب 43 عادوا بأفكار عروبية.
وتابع الخولى: "كان هناك شاب أخر من تلاميذ عبد الناصر زكريا محيى الدين طلبه وقالوا هنعمل حاجة اسمها الشئون العربية فى الجهاز وذهب باسم مستعار للعالم العربى على أنه مفتش فى وزارة المعارف ليرى الشارع والحارة والخيمة فى العالم العربى واقترح عمل برنامج اسمه صوته العرب عبارة عن نصف ساعة يوميا يتوجه لكل الدول العربية يشرح أهداف الثورة ويحث المناضلين العرب للتحرر من الاستعمار والرئيس أوفده إلى القاهرة ليرى كيفية تنفيذ الفكرة واجتمع مع صلاح سالم وتم عمل العديد الاجتماعات وتم الاستعانة بأحمد سعيد من قطاع الأخبار بالإذاعة بعد الإشادة به".