البنك المركزي المصري أعلن اصدار عملات بلاستيكية جديدة مطلع شهر نوفمبر المقبل، حيث تم الاتفاق بشكل نهائي على إصدار عملة من فئة الـ 10 جنيهات و 20 جنيها البلاستيكية ، وطباعتها من مطبعة البنك المركزى الجديدة فى العاصمة الإدارية، بأحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة فى العالم .
وحسب المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية السفير بسام راضي فقد أطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي على عينات من البنكنوت الجديد المعروفة باسم العملات البلاستيكية، في اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر محافظ البنك المركزي لاستعراض جهود البنك المركزي في إطار النشاط الاقتصادي والتنموي من خلال منظومة العمل المصرفي والنقدي.
العملات البلاستيكية الجديدة هي حديث قطاعات كبيرة داخل الشارع المصري سواء أناس عاديين يتساءلون عن سبب اصدار العملة البلاستيكية الجديدة أو خبراء عملة أو حتى أساتذة الفن التشكيلي ورأيهم في شكل العملة الجديدة وهل جاءت معبرة عن مصر وتاريخها وعراقتها. ولم يترك رواد السوشيال ميديا الأمر يمر دون الادلاء بدلوهم واراءهم في العملة الجديدة.
وبعيدا عن الجدل الذى يسعى البعض لتوظيفه " سياسيا" أو " فنيا" للتقليل من أهمية الحدث، يبقى السؤال الضروري وهو لماذا العملة المصرية الجديدة بشكلها الحالي وبدلا من العملة الورقية...؟
العملة الجديدة تعكس التطوير الذى يشهده القطاع المصرفي المصري وتأهله لدخول مصر مرحلة الجمهورية الجديدة بعملة نظيفة يتم انتاجها من مادة البوليمر المعروفة إعلاميا بـ"النقود البلاستيكية" وبأحدث خطوط إنتاج العملات فى العالم وبمواصفات تأمين هى الأحدث على المستوى الدولى، فالفئات الجديدة 10جنيهات و20 جنيها سيتم تداولها جنبا إلى جنب مع فئات النقد السارية". وهو الخبر الذى انفرد به الزميل المجتهد والنشيط أحمد يعقوب لـ "انفراد" ولخص مميزات الطرح للعملة الجديدة في تميزها بالمرونة والقوة، والسمك الأقل، والتى تتيح عمرا افتراضيا أطول يصل إلى نحو 5 أضعاف عمر الفئة الورقية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل فى درجة تأثرها بالأتربة، وهى صديقة للبيئة، وذات قابلية أقل كثيرًا فى التلوث مقارنة فئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة التزييف والتزوير.
وهل سيتم وقف العملات الورقية ..؟
حسب البنك المركزي والخبراء في القطاع المصرفي فلن يتم وقف تداول العملات الورقية التي نستخدمها حالياً لكن سيكون متاح تداول كافة العملات الورقية و البلاستيكية معاً . الى حين اتخاذ القرار بوقف التعامل بالعملة الورقية من خلال سحب الأوراق النقدية من الفئتين المنتهية عمرهما الافتراضي واستبدالها بالنقود البوليمر، وهذه العملية تتم بشكل معتاد، وكان البنك المركزي، يقوم قبل ذلك بسحب النقود البالية ويطرح بدلًا منها نقود جديدة مصنوعة من البنكنوت التقليدي.
وبعد طرح فئتي الـ 10 والـ 20 جنيها، سيتم استبدال الفئات الأخرى تدريجيًا، وبنفس الطريقة، وستبقى العملة الورقية بنفس قوة الإبراء؛ أي لا اختلاف بينهم، حتى يتم الانتهاء من استبدال كافة أوراق البنكنوت في السوق، وهذا لن يحدث بين يوم وليلة، بل من المتوقع أن تستمر بين سنتين وأربعة أعوام على أقصى تقدير.
وحسب المعلومات المتاحة سيبدأ البنك المركزى المصرى فى طرح العملات البلاستيكية الجديدة فئة الـ10 جنيهات خلال الأيام القليلة المقبلة، وهى مصنوعة من مادة البوليمر وسيتم طرحها بشكل مبدئى فى حوالى 15 ألف ماكينة صرف آلى.
المركزى أيضا قرر طرح العملة فئة 20 جنيه خلال نهاية العام الجارى كبداية حقيقية لتعميم التجربة على العملة المصرية ونظافتها بدلا من العملة الورقية الضعيفة والمهترئة وغير النظيفة التى تعانى من الخجل والحسرة أمام غالبية عملات العالم الخارجى وبما فيها عملات عرب.
قرار البنك المركزى والحكومة بشكل عام بإصدار عملة نظيفة وقوية وزاهية لا يدل فقط على العمر الافتراضى للعملة البلاستيكية مقارنة مع العملة الورقية - يصل عمر الأولى 12 عاما مقابل عامين فقط للثانية – وإنما يدل بشكل واضح على الاقتصاد المصرى القوى والعفى، فالعملة فى صورتها وشكلها وتداولها هى انعكاس لقوة أو ضعف الاقتصاد.. ودول العالم تهتم بشكل عملاتها. ودائما ما كنا نقارن بين عملتنا التى تعانى الإهمال وباقى عملات العالم النظيفة ذات الهيبة.
الحكومة بالخطوة المهمة لطرح العملات البلاستيكية لفئة الـ10 والـ20 جنيه وبأحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة فى العالم تبعث برسالة مهمة مفادها أن الاقتصاد القوى يظهر فى وجه العملة النظيفة وتعبر عنه نظافة هذه العملة وعافيتها أيضا.
العملات البلاستيكية تتميز بالمرونة والقوة، والسمك الأقل، وتتيح عمرا افتراضيا أطول يصل إلى نحو 5 أضعاف عمر الفئة الورقية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل فى درجة تأثرها بالأتربة، وهى صديقة للبيئة، وذات قابلية أقل كثيرًا فى التلوث مقارنة فئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة التزييف والتزوير.
ودول كثيرة مثل إنجلترا بدأت فى سحب عملتها الورقية مع بداية العام 2018 لإحلال العملة البلاستيكية .
مزايا أخرى يرصدها علماء البيولوجيا فى الهند، فقد أجروا بحثا عن جزيئات الأوساخ التى كانت واضحة على الأوراق النقدية المختلفة للروبية الهندية. وتم جمع الأوراق النقدية من الباعة الجائلين ومحلات البقالة والصرافة، وكشف تحليلهم أن الفطريات (70%) والبكتيريا (9%) والفيروسات (أقل من 1%) كانت واضحة على الأوراق النقدية.
كانت هذه الأوراق النقدية المكونة من ركائز قطنية ومن المعروف أنها تحتوى على بكتيريا أكثر من نظيراتها من البوليمر لأنها تمتص كمية أكبر من الماء، وعلى الرغم من أن الماء لا يزال ضئيلًا، إلا أنه يسمح للبكتيريا بالبقاء على قيد الحياة لفترة أطول على الأوراق النقدية.
وحسب علماء فى جامعة هاربر آدامز البريطانية، فإن البكتيريا الموجودة على أيدى الإنسان أقل قدرة على الالتصاق بالأوراق النقدية البلاستيكية مقارنة بالنقود الورقية، كما أن خطر انتقال فيروس كورونا عبر هذه العملات الجديدة يعد ضعيفا للغاية.
ويؤكد العلماء أنه يمكن تنظيف البلاستيك، لكن ليس من السهل تنظيف الأموال الورقية، كما يتم تعقيم البلاستيك بسهولة باستخدام مطهر أو مناديل مطهرة، لأنها مقاومة للمياه.
عموما خطوة مهمة للغاية من البنك المركزى المصرى.. ومرحبا بعملة نظيفة قوية لا تسمح بكتابة هتافات الصامتين والعاشقين وتجعلنا نفخر بأنه أصبح لدينا عملة حقيقية تتناسب وقوة الاقتصاد المصرى والنمو الذى يشهده.