قال السفير الألماني لدي القاهرة سيريل جان نون، إن مصر شريك رئيسي ومهم في عمليات السلام بالشرق الأوسط، مشيراً في بيان له قبل مغادرة منصبه رسمياً، إلى أن مصر وألمانيا جزءا من "مجموعة ميونيخ" التي تضم أيضا فرنسا والأردن، وهي المنصة الدولية الوحيدة التي تجمع بين دول عربية ودول أوروبية للاستفادة من الطاقات المجمعة المنبثقة عن المقاربات النوعية لكل دولة من هذه الدول.
وأعلنت سفارة ألمانيا بالقاهرة في بيان لها، انتهاء مدة عمل السفير سيريل نون، ومغادرته مصر خلال أيام، بعد قضائه عامين في مصر، والعمل عن كثب مع المصريين يوميًا، مؤكدًا أن العلاقات السياسية بين مصر وألمانيا قوية ومتنوعة، فمصر ليست البلد العربي الأكثر سكانا فحسب، بل وتتمتع كذلك بأهمية جيوسياسية كبيرة بحكم موقعها الاستراتيجي بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومن ثم فإن مصر شريك سياسي أساسي بالنسبة لألمانيا بما تحوزه من علاقات إقليمية ممتازة.
وأشار البيان إلى آخر تصريحات للسفير الألمانى سيريل نون، وجاء فيها أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 5 مليارات يورو تقريبا في عام 2020 وألمانيا تعد ثان أكبر شريك تجاري لمصر بين دول الاتحاد الأوروبي، كما تدفقت عدد من الاستثمارات تقدر قيمتها بحوالي 1.5 مليار يورو في العام الماضي.
وأكد نون أن مصر بلد له ميراث تاريخي وتنوع ثقافي بالغ الثراء، كما تملك عدد كبير من السكان في سن الشباب الطامح إلى التعلم وتوسيع أفقه، ويقدم معهد جوته الألماني والهيئة الألمانية للتبادل العلمي والمدارس الألمانية السبع المعتمدة بجانب 27 مدرسة أميرية وخاصة شريكة والجامعة الألمانية بالقاهرة والجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة – جميعها تقدم فرصا تعليمية متميزة وتبني جسورا ثقافية بين كلا البلدين. وجميع هذه المؤسسات تساعد الشباب المصري الموهوب على تطوير قدراته على أوسع نطاق وفتح آفاق.
وشدد نون على أن حملات التطعيم التي تتم في الكثير من دول العالم، تعيد الفرص مرة أخرى لعودة السياحة وخاصة إلى مصر التي يرغب فيها الكثير من الألمان، بعدد يفوق نفس الفترة من العام الماضى، ولكن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى نشعر شعورا حقيقيا بالاسترخاء لنقول إننا تمكنا من التغلب على هذه الأزمة العالمية، فالتطعيمات والإجراءات الاحترازية والوقائية تظل هي المفتاح إذا ما أردنا التأكد من أننا حققنا في كفاحنا ضد الجائحة انتصارا على المدى البعيد.
وقال نون إنه وبعد عامين في مصر: أستطيع أن أؤكد أن مصر بلا شك مقصد سياحي فريد ورائع بصفة مطلقة، مقصد متعدد الأوجه تستطيع أن ترتاده مرة بعد أخرى وفي كل مرة تكتشف جوانب جديدة، لقد كان هذا البلد وسوف يظل بكل تأكيد مقصدا مفضلا لدى السياح الألمان، وسوف يسعدون بالعودة إليه بمجرد انتهاء الجائحة على الصعيد الدولي.
وأكد السفير الألمانى أن جائحة كورونا لا تتوقف عند حدود الدول، ومن ثم فإن ألمانيا اختارت مقاربة متعددة الأطراف للمساعدة في سرعة تحفيز البحث العلمي في مجال اللقاحات وإمكانات العلاج، ولكي تتأكد من أن النتائج سوف تعود بالنفع على كافة الدول وألا تحقق مجرد مصالح قطرية، ولكي يتسنى مواجهة الجائحة مواجهة جماعية وعادلة فقد شاركت ألمانيا في تمويل المنصة الدولية "ACT-A"، وهي بذلك تعد ثاني أكبر ممول لهذه المنصة، ومن خلال آلية هذه المنصة المعروفة باسم آلية كوڤاكس "COVAX" والتحالف الدولي للقاحات المعروف باسم "GAVI" فقد استطاعت مصر وغيرها من الدول الحصول على آلاف الجرعات من اللقاح والبقية سوف تأتي، ولقد كان من فرط سعادتي أن أرى شخصيا توريد الشحنة الأولى من اللقاحات، وهي ثمرة الجهود متعددة الأطراف، قد وصلت في الوقت الذي كانت فيه مصر في حاجة إليها.
وقال السفير الألماني إن الحكومة المصرية أدركت أزمة التغيرات المناخية وتبعاتها القاسية، وجعلت مواجتها أولوية سياسية واقتصادية ، مشيرًا إلى أن ما أبدته لمصر من استعداد لاستضافة المؤتمر القادم للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية لهو تعبير عن العزم الذي يدعو للإعجاب والذي من خلاله تسعى الحكومة المصرية إلى معالجة هذه المسألة العالمية.