وجه سياسيون ومحللون لبنانيون الشكر لمصر على دعمها لبيروت في أزمتها تزامنا مع مرور الذكرى السنوية الأولى لكارثة انفجار مرفأ بيروت، موضحين أن دعم القيادة المصرية للبنان لم ينقطع ويشعر الشعب اللبناني بالطمأنينة، مؤكدين أن الدور المحوري والايجابي الذي يلعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة اللبنانية مرحب به من غالبية الاطراف .
في هذا السياق أكد المحلل السياسى اللبناني نزيه الخياط، أن الذكرى الأولى لكارثة انفجار مرفأ بيروت شهدت عقد المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان والذي شارك فيه رؤساء دول عربية واجنبية مانحة في مقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحا أن الدور المحوري والايجابي الذي يلعبه اليوم الرئيس السيسي في الأزمة اللبنانية مرحب به من غالبية الاطراف والمكونات اللبنانية، وكان مطلوبا بإلحاح من أجل إحداث ثقل وفارق نوعي في إعادة التوازن للحضور العربي في لبنان الذي استفردت به ايران لحين من الزمن ، قبل المبادرة المصرية المشكورة.
وقال المحلل السياسى اللبناني في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، من لبنان، إن الدعم المصري الذي قدمته للبنان لحظة انفجار المرفأ ليس بجديد بل هو يعود لعشرات السنين منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي عاد اليوم ويستكمله بقوة وحكمة وحزم الرئيس السيسي من خلال سعيه لدعم موقع رئاسة الحكومة والمساعدة في إزالة الغام التعطيل.
ولفت المحلل السياسى اللبناني، إلى أن هناك ضرورة للتشكيل العاجل لحكومة مهمتها وقف الانهيار والالتزام بشروط الدول المانحة خاصة العربية منها، والمؤهلة وحدها لتقديم يد الانقاذ المشروط بإصلاحات بنيوية للدولة ومكافحة الفساد وتعزيز دور القضاء وايجاد حل جذري لازمة الكهرباء التي شكلت 60٪ من المديونية العامة للدولة وسببها صفقات الفساد والمشاريع الوهمية، بالإضافة إلى ضرورة سلوك درب التفاوض مع صندوق النقد الدولي من أجل ضخ العملة الصعبة المفقودة في السوق المالية اللبنانية، والعمل على الحد من الارتفاع الكارثي لمعدلات التضخم الذي ساهم في ارتفاع معدلات الفقر بين اللبنانيين والتي بلغت 60٪ .
وتابع نزيه خياط: اللبنانيون تواقين لأن تستمر مصر مع الرئيس السيسي فى دورها العربي الضامن للحفاظ على هوية لبنان العربية، في وجه محاولات ضربها من قبل الاصوليات التي تدعي الاسلام سنية كانت أم شيعية، لذلك فإن آمالنا معقودة على الشقيقة مصر والرئيس السيسي رغم التحديات التي تواجهها على مستوى الاقليم من أجل الاستمرار في احتضان لبنان وصيانته في وجه العواصف التي تداهمه.
من جانبه قال ميشال فرعون، وزير السياحة اللبناني الأسبق، إن لبنان يقع حاليا بمرحلة خطف هويته ورسالته بأكبر كارثة متمثلة في أكبر انفجار في العصر ما بعد هيروشيما وناجازاكي، موضحا أن انفجار لبنان أصاب الأولاد والنساء والبيوت وفجر جزء من المدينة التي هي عاصمة الفن والفكر والثقافة والاقتصاد والجامعات والمستشفيات.
وأضاف وزير السياحة اللبناني الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"انفراد" من لبنان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتابع الملف اللبناني ومشكلات لبنانية ودولة مصر تقف حقيقيا بجانب الشعب اللبناني كما نقف فرنسا والأصدقاء التقليديين للبنان سواء من الدول العربية أو الأوروبية.
ولفت وزير السياحة اللبناني الأسبق، إلى أن كارثة انفجار مرفأ بيروت أكبر جريمة وتوافق ذلك مع أكبر انهيار مالى منذ 150 سنة.
وتابع وزير السياحة اللبناني الأسبق: كيف للبنان واللبنانيين أن يواجهوا الكارثتين وكيف أن ينهضوا بوقت المرجعيات الأساسية رئاسة الجمهورية والحكومة التي لم تنجز حتى الآن؟، مضيفا" الجميع تحت ضغط وتوجيه من قوى إقليمية، ونحن أصبحنا شعب ودولة معزولة وإيران تسيطر على مفاصل لبنان وتمنع أى مساعدة أو اتفاق لمساعدة لبنان، فنحن نريد الجيش اللبناني هو المسئول عن السلاح واتفاق حول نزع السلاح ونريد أن يتطلع رئيس الجمهورية إلى أوجاع وجروح شعبه".
فيما أكد نزار الطاهر، عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبناني، أهمية الدعم العربى والدولى للبنان في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد التي تمر عليها حاليا الذكرى السنوية الأولى لكارثة انفجار مرفأ بيروت.
وقال عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبناني، في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، من لبنان، إن لبنان بحاجة كل دعم عربي فماذا لو كان من مصر الكنانة، موضحا أن موقف القيادة المصرية جاء في سياق مواكبة مصرية لم تنقطع للأحداث في لبنان ودعم لها.
وأوضح عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبناني، أن الدعم المصرى للبنان يشعر المواطن اللبناني بالاطمئنان وتزداد هذه الطمأنينة كلما تعمق وتطور هذا الأداء ليصل إلى خواتيم لحل الأزمة اللبنانية.
وفى وقت سابق، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى برسالة إلى الشعب اللبناني الشقيق، بأن لبنان الذى كان دائماً منارة للثقافة والفن والفكر، ورافداً مهماً من روافد الإبداع العربي، لا يزال قادراً بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجدداً ليكون مزدهراً وفريداً كما نحب أن نراه، مؤكداً أن أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة إمكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر الفيديو كونفرانس في المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني، والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، بمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن المؤتمر عقد بهدف متابعة واستكمال الجهود الدولية المشتركة من أجل مساعدة الشعب اللبناني الشقيق على تجاوز كافة التحديات التي تواجهه، والتي باتت تخيم على كافة مناحي الحياة في لبنان.