"من كتاب كفر طناح بالدقهلية إلى تمثيل مصر بالمحافل الدولية".. محمود السيد الأول على العالم فى تلاوة القرآن الكريم.. حفظ كتاب الله كاملا فى 11 شهرا فقط.. ويؤكد: نفسى أكون من كبار قراء الإذاعة المصرية..

كانت كتاتيب القرآن الكريم قديما بمثابة منارة تعليمية فى كل قرية مصرية، فكانت كل أسرة ترسل أبنائها إليه لتعليمهم القراءة والكتابة العربية والتلاوة السليمة للقرآن الكريم بأحكام التجويد وترسيخ المبادئ والتعاليم الإسلامية والسنة النبوية والأخلاق والمثل العليا وعلوم اللغة والآداب، فكانت بالنسبة لهم الأصل والأساس قبل المدرسة، فاستطاعت أن تسلحهم بعلم ينتفع به فى الدنيا والآخرة وخرَّجت لنا أهم علماء وعظماء وحفظة القرآن الكريم فى العالم العربى. ومن هؤلاء العظماء الذين سطروا المجد فى وقت مبكر، القارئ المحترف الشيخ محمود السيد عبدالله، 25 عاما، والمقيم فى كفر طناح مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، قارئ القرآن الكريم بمصر والعالم العربى والإسلامى، حيث يعيش الشيخ محمود مع أسرته الصغيرة المكونة من والديه وأخيه الأصغر وزوجته، تربى هو وأخيه على القرآن الكريم منذ الصغر ونشأوا فى كتاب القرية حتى أتموا حفظ كتاب الله فى سن مبكر. كان بجانب دراسته لدبلوم التجارة وحفظه للقرآن الكريم يعمل لمساندة والده فى تحمل أعباء الحياة المعيشية، وكان أهم شيء بالنسبة لأهله أن يحفظ هو وأخيه القرآن الكريم فكان يقول والده له دوما، "مفيش واحد بيحفظ القرآن ويتهان أبدا فى حياته" وكان هذا هو الحافز الذى جعل الشيخ محمود يتم حفظ القرآن الكريم من سن مبكر. وقال الشيخ محمود، أن بداياته مع حفظ القرآن الكريم كانت منذ الصغر، فعندما كان الأطفال يذهبون للحضانة كان يذهب الشيخ محمود لكتاب القرية ليعلمه الشيخ عبدالكريم أبو الوفا القراءة والكتابة، ومع دخوله الصف الأول الإبتدائى كان قد حفظ وقتها سبعة أجزاء من القرآن الكريم، دون أن يدرك معنى "قارئ القرآن". وأضاف الشيخ محمود إنه أحب اللعب والمرح مثله مثل باقى الأطفال وهذا ما جعله فى البداية يتشتت وينسى ما حفظه من بعض الأجزاء، ولكنه عندما بدأ فى الحفظ أراد أن يحفظ القرآن بشكل جيد دون أية أخطاء فذهب مجددا للشيخ وبدأ معه الحفظ من جديد حتى حفظ القرأن الكريم كاملا فى 11 شهر فقط وعمره 17 عاما. واستطرد الشيخ محمود، أنه لم يكتشفه أحد، فمن سن الطفولة وحتى المرحلة الإعدادية لم يكن يقرأ القرآن كقارئ لأنه لم يكن يعرف معنى قارئ القرآن فكان يستمع وقتها لقراءة كلا من الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ المنشاوى وكبار المشايخ بإذاعة القرآن الكريم وكان يقلدهم فى منزله دون أن يدرك معنى قارئ القرآن الكريم أو معنى "العزاء" وكان يدندن ويغنى بينه وبين نفسه كصوت جميل دون أن يهتم بإثقال موهبته فى القراءة حتى عام 2010م، وعندما توفى عمه الأكبر، قرأ وقتها فى عزاءه الشيخ محمود الشحات أنور والذى كان سببا ودافعا للشيخ محمود قراءة القرآن الكريم فى المحافل مقتديا به. وقال الشيخ محمود، إنه لم يلقى تشجيعا من أحد فى البداية ولكنه كان مصرا على قراءة وحفظ القرآن الكريم، ففى يوم ذهب للكتاب وقرأ أمام الشيخ سامح عبدالحق حسن وعندما سمعه فوجئ بموهبته فأوصله بالشيخ محمد السيد ضيف، فبدأ يقرأ معه فى العزاءات لمدة عشر دقائق كتدريب له حتى وصل لأولى دبلوم تجارة وفى يوم وهو فى الفصل تفاجأ باتصال هاتفى من أحد الأشخاص من قرية "ميت عزون" يطلبه للقراءة فى عزاء بمفرده ومن فرحته بالخبر رمى كتبه من أعلى سور المدرسة ومن هنا كانت بدايته مع قراءة القرآن الكريم فى العزاءات بمفرده، وبعدها بدأت تأتيه العديد من طلبات القراءة فى العزاءات كل أسبوع أو أسبوعين، وكان يحضر جيدا للقراءة قبل موعد كل عزاء بفترة حتى ينجح وينال إعجاب مستمعيه ويبدأ يعرف وينتشر، ومن هنا استطاع أن يحقق نجاحا باهرا فى قراءة القرآن الكريم وبدأ يحبه الناس ويشتهر داخل مصر. وأضاف الشيخ محمود، إنه مع توالى قراءاته فى عدة عزاءات فى أول عام له كقارئ للقرآن الكريم، بدأ يتكون معه مبلغ مالى صغير اشترى به هاتف محمول ليصور به قراءاته فى العزاءات حتى يراجعها فيما بعد ليتعلم من أخطاءه ويستطيع تحسين قراءته، وبدأ ينشر مقاطع فيديو له على اليوتيوب حتى يصل بقراءاته وصوته لأكبر عدد ممكن من الناس. وبعدها بعامين أنشأ لنفسه حسابا على الفيس بوك لينشر تلاوات له من خلالها، وبعدها بدأت تأتيه اتصالات يوميا من مختلف المحافظات يطلبونه لقراءة القرآن الكريم، ومع كل اتصال كان يندهش ويتسائل كيف عرفه الناس من شدة سعادته. وقال الشيخ محمود، إنه برغم ما حققه فى بداية مسيرته كقارئ إلا أن الأمر لم يكن سهلا فالإنترنت لم يكن وحده هو سبب شهرته، فكان يشارك أيضا فى ليالى مفتوحة لقراءة القرآن الكريم بجانب عدد كبير من القراء بالمحافظات المختلفة، وكان يضطر أن يسافر وينتقل من محافظة لأخرى عن طريق المواصلات العامة مرتديا العباءة والعمامة فكان الأمر شديد الصعوبة عليه، فيقول الشيخ محمود، "الواحد اتبهدل كتير فى البدايات"، موضحا أن هذه الصعوبات التى واجهها هى التى جعلته يشعر بالنجاح فيما بعد. وقال الشيخ محمود، أن أصحاب الفضل عليه الذين ساندوه ودعموه، أسرته ومشايخه الذين أحفظوه القرآن الكريم وعلموه أصول التلاوة والتجويد فى قريته "كفر طناح"، وعلى رأسهم الشيخ عبدالكريم أحمد حسن أبو الوفا والشيخ سامح عبدالحق حسن والشيخ سيد حامد محمد سالم، وحتى اليوم لا يزال على تواصل دائم بشيوخه وأساتذته ويستفسر منهم عن أى تساؤل. وقال الشيخ محمود، أنه كان يسعى دائما لتوصيل صوته خارج مصر وأن يمثل بلده فى الخارج، فبدأت شهرته الخارجية فى عام 2017م وكان صاحب الفضل فى ذلك المرحوم الشيخ سعد فتح الباب، فقد أبلغه فى يوم عن مسابقة الملك محمد السادس لتلاوة القرآن الكريم التى تقام بدولة المغرب، وحصل حينها على المركز الأول على مستوى محافظة الدقهلية ثم حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية واستطاع أن يشارك بمسابقة المغرب، وفى هذا الصدد يقول الشيخ محمود: "كانت مسابقة المغرب فاتحة خير على فبعدها عرفنى وزير الأوقاف وجميع الناس بالمغرب ورغبوا أن أزور المغرب بشكل مستمر، فتمت دعوتى للمغرب بدعوة ملكية من جلالة الملك لتلاوة القرآن الكريم فى شهر رمضان سنويا بالقصر الملكى أمام الملك ووزراء الدولة وسفراء جميع دول العالم وكبار العلماء"، وشارك الشيخ محمود فى العديد من المحافل القرآنية بعدد من الدول الأخرى والتى زارها لعدة مرات مثل باكستان وبنجلاديش، كما شارك فى مسابقة كتارا فى دولة قطر والتى تعد واحدة من أكبر المسابقات القرآنية، ومن أهم المسابقات التى شارك فيها كانت مسابقة بورسعيد الدولية فى مصر والتى شارك فيها عدد كبير من القراء على مستوى العالم وقد حصل فيها الشيخ محمود على المستوى الأول على مستوى محافظة الدقهلية والمستوى الأول على مستوى الجمهورية وحصل على المركز الأول على مستوى العالم، وكان أول مصرى يحصل على المركز الأول فى مسابقة دولية تقام فى مصر. واستطرد الشيخ محمود، أن نتاج المسابقات التى شارك بها كان حصوله على المركز الأول على مستوى محافظة الدقهلية لعدة مرات وتكريمه من محافظ الدقهلية أكثر من مرة، كما حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية عشرات المرات وعلى المستوى العالمى حصل على المركز الأول بمسابقة بورسعيد الدولية ووصل لمراكز متقدمة جدا فى المسابقات العالمية الأخرى. وعن أمنياته وأماله، قال الشيخ محمود، أنه يأمل فى أن يكون قارئ من القراء الكبار فى الإذاعة المصرية وأن تزداد شهرته على مستوى العالم ويصل صوته بالقرآن الكريم للعالم الإسلامى كله. وقال الشيخ محمود، أنه يلتمس محبة الناس، فقد عبر له أحد محبيه من السعودية عن مدى حبه الشديد لصوته قائلا له: "حياتى اختلفت بعد سماع صوتك فبدأت أواظب على الصلاة وعلى سماع القرآن الكريم وابتعدت عن سماع الأغاني"... وفى هذا الصدد يقول الشيخ محمود، أن الله قد يجعله سببا فى هداية الناس، وهذا ما حدث معه أثناء زيارته لدولة باكستان، فأثناء تلاوته للقرآن الكريم فى إحدى المحافل، وجد مجموعة من الناس كانوا يمرون بالصدفة من أمام المحفل وعند سماعهم للقرآن دخلوا للحفلة وصعدوا على المسرح وبدأوا يجهشون بالبكاء فاستغرب الشيخ محمود حينها مما حدث وبعدما أنهى قراءته قال له الناس، "أبشر فهؤلاء الأفراد نصارى ويرغبون فى اعتناق الإسلام بعد سماع صوتك"، وفى هذه اللحظة بكى الشيخ محمود وارتجف جسده مما حدث. وأضاف الشيخ محمود، أن من فضل القرآن الكريم عليه، هو التقدير والمكانة الكبيرة التى يلقاها عندما يسافر خارج مصر، فيتم استقباله استقبال ملكى لدرجة أن الطرق يتم غلقها أثناء مروره، وفى هذا الصدد يقول: "يكاد الناس يرفعونى من على الأرض"، فقد شعر بينه وبين نفسه بعد حفظه للقرآن وكأنه ملك. ووجه الشيخ محمود نصيحة لأولياء الأمور بأن يهتموا بتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم لينفعهم فى الدنيا والآخرة، فالقرآن ينمى عقل الطفل ويوسع مداركه بشكل غير عادى، كما تمنى رجوع كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم لعهدها السابق.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;