انطلقت الأروقة العلمية بالجامع الأزهر بناء على مبادرة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قبل سنوات؛ لإعادة إحياء الأروقة الأزهرية؛ لتمارس دورها التاريخى فى تقديم وتيسير شرح العلوم الشرعية والعربية، وفق المنهج الأزهرى الوسطى المنضبط، لطلبة العلم كافة من جميع الأعمار.
ولأول مرة خرجت الأروقة من داخل جدران الجامع الأزهر الشريف، لتنتشر فى ربوع مصر والتى وصلت حتى الآن لـ30 رواق بالمحافظات، بهدف قطع الطريق على المرجفين والمروجين للأفكار الهدامة والمتطرفة، وذلك فى إطار مسئولية الجامع الأزهر التاريخية عبر المشاركة فى الحفاظ على الهوية الإسلامية، والعربية، والوطنية، وريادته فى الوقوف ضد تيارات التطرف والإلحاد والعنف، وحرصه الدائم على التفاعل المجتمعى، ومناقشة قضاياه ومشاكله، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وتنحصر رسالة تلك الأروقة فى نشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام السمحة طبقا للمنهج الأزهرى الوسطى، وتخريج دارسين قادرين على الوقوف فى وجه التيارات والأفكار المنحرفة عن صحيح الدين وصريحه، وتخريج دارسين على إلمام كاف بأمور دينهم؛ لكى يتمكنوا من تطبيق تعاليمه فى حياتهم؛ فتستقيم بها دنياهم، ويسعدوا بها فى آخرتهم.
وتنقسم الأروقة العلمية إلى :-
رواق القرآن الكريم
يعنى بتيسير تحفيظ القرآن الكريم للراغبين من أبناء مصر وأبناء المسلمين الوافدين من العالم الإسلامى وفق منهج علمى متعدد الأنظمة، ويراعى ظروف واحتياجات الدارسين، ويقوم بالتحفيظ نخبة من المحفظين المعتمدين من الأزهر الشريف، ويتم اختيار أفضل المحفظين من العاملين بالأزهر من خلال اختبار للقرآن الكريم بلجنة مراجعة المصحف.
رواق التجويد والقراءات
يعد رواق التجويد والقراءات ركيزة يعتمد عليها القائمون على دراسة علوم القرآن الكريم ووسيلة يتبلغ بها العاملون على خدمة كتاب الله عز وجل؛ وعلم التجويد لا يسع القارئ لكتاب الله عز وجل الجهل به؛ فيه بيان أحكام التلاوة والحفاظ على تواتر القرآن الكريم لفظا وخطا، وعلم القراءات يبين وجوها من إعجاز القرآن الكريم، ويجلى معانى اللفظ القرآنى مما قد يلتبس على الأفهام، ويعصم العقل المسلم من الشبهات؛ من أجل ذلك كانت فكرة إنشاء رواق التجويد والقراءات مستقرة فى دائرة اهتمام القائمين على الرواق الأزهرى، فعملوا على وضع الخطط والمناهج التى تحقق تلك الغايات.
رواق العلوم الشرعية والعربية
يهتم الأزهر الشريف بالعلوم الشرعية والعربية اهتماما بالغا؛ حيث إن تيسير علوم الشريعة وتعليمها بالمنهج الوسطى الصحيح؛ يأتى على رأس اهتمامات الأزهر الشريف، ومن هذا المنطلق فإن رواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر يترجم هذا الاهتمام واقعا عمليا للراغبين من أبناء مصر وأبناء المسلمين الوافدين من العالم الإسلامى وفق سلم تعليمى معتمد متعدد المستويات يراعى ظروف الدارسين واحتياجاتهم، ويقوم بالتدريس فيه نخبة من السادة الأساتذة الحاذقين الماهرين من الأزهر الشريف.
يذكر أنه فى وقت سابق أعلن الجامع الأزهر عبر بوابة الأزهر الإلكترونية وصفحة الجامع الأزهر على فيسبوك عن فتح باب التقدم لالتحاق الدارسين بالأروقة الأزهرية حتى 7 أغسطس، مجاناً .