تعرضت الكثير من الأطفال الإناث إلى مخاطر صحية جمة، بسبب الختان، نتيجة الإهمال الطبى وقيام غير متخصص بإجراء هذه الجراحات، ورغم تجريم هذا النوع من العمليات إلا أن ختان الإناث لا يزال موجوداً فى مصر وخاصة بالمناطق النائية والقرى والأرياف.
وفى أسوان، أنقذت العناية الإلهية طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات بمحافظة أسوان، بعد إجراء عملية ختان لها عن طريق "مسعف"، وهو ما تسبب فى حدوث نزيف حاد للطفلة، وتم نقلها إلى مستشفى أسوان الجامعى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة.
تفاصيل الواقعة بدأت، بوصول الطفلة "ملك" التى تبلغ من العمر 9 سنوات إلى مستشفى أسوان الجامعى بعد تعرضها لنزيف حاد نتيجة إجراء عملية ختان لها على يد أحد الأشخاص غير المؤهلين طبياً لإجراء العمليات، وتم إيداع الطفلة بالمستشفى بعد إجراء جراحة عاجلة لها لعلاج قطع الأوردة والمشاكل الطبية التى حدثت لها.
وقالت الدكتورة مرفت السمان، رئيس وحدة السكان بمحافظة أسوان: بتوجيهات من الدكتورة غادة يحيى أبو زيد، نائب محافظ أسوان، وإشراف اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، زارت الطفلة ملك داخل مستشفى أسوان الجامعى للاطمئنان على حالتها الصحية بعد تعرضها لنزيف حاد نتيجة عملية ختان، مؤكدةً أن حالتها الصحية الآن مستقرة وتتلقى الرعاية الطبية اللازمة داخل المستشفى.
وأضافت رئيس وحدة السكان، لـ"انفراد"، أن الطفلة تعيش فى أسرة بسيطة بقرية غرب سهيل بمحافظة أسوان، وتم تجهيزها مع مجموعة من أطفال القرية البنات، واللاتى لا يتجاوز عمرهن الـ6 سنوات وكانت "ملك" أكبرهن، لإجراء عمليات الختان لهن على يد "مسعف" يعمل بهيئة الإسعاف المصرية.
وتابعت، بأنه عندما حان دور الطفلة ملك فى عملية الختان تعرضت لقطع فى الأوردة ما أدى إلى إصابتها بنزيف حاد، ما استدعى نقلها إلى مستشفى أسوان الجامعى، وتم القبض على والدتها واحتجازها لحين العرض على النيابة بتهمة الإهمال وتجريم عمليات ختان الإناث، بينما لا يزال مرتكب الواقعة هارباً وجارى ضبطه.
وأشارت "السمان"، إلى أن وحدة السكان بالمحافظة، بتوجيهات من محافظ أسوان ونائبته، قدمت دعماً معنوياً متمثلاً فى رفع الروح المعنوية للطفلة التى أصيبت بحالة نفسية صعبة بعد تعرضها للمخاطر الصحية بجانب القبض على والدتها وإيداعها فى الحبس، وقدمت دعماً مادياً متمثلاً فى تقديم المساعدات اللازمة لعلاج الطفلة حتى تتحسن حالتها وتتماثل للشفاء تماماً من الإصابة، بالإضافة إلى دور التوعية الذى تقدمه الوحدة لأسرة الطفلة وجيرانهم.
وناشدت رئيس وحدة السكان، الأجهزة الأمنية بالقبض على المتهم مرتكب الواقعة، بالإضافة إلى مراعاة الظروف الإنسانية لوالدة الطفلة التى تركت "ملك" وطفلين آخرين بعد إيداعها فى الحبس على ذمة التحقيقات، لافتةً إلى أن حبس الأم قد يؤدى إلى عزوف الأمهات عن إسعاف بناتهن والذهاب بهن إلى المستشفى فى حالة تكرار الواقعة خوفاً من المسائلة القانونية.
كما طالبت الأجهزة المختصة بمنع عمليات ختان أخرى محتملة ستحدث فى منطقة جبل تقوق بمدينة أسوان، مناشدة المجلس القومى للمرأة بتكثيف حملاته ودوره فى توعية الأمهات والنساء خاصة فى المناطق النائية بمخاطر ختان الإناث والأضرار الطبية والصحية العائدة على هذه العادة.
من جانبها، أوضحت أسرة الطفلة ملك، أنهم اضطروا لختانها بعد أن وجهت نساء القرية اللوم لوالدتها بعدم ختانها حتى وصل سنها لـ9 سنوات، مما دفع والدتها لإجراء عملية ختان لها، فيما وعدت جدة الطفلة التى تراعها حالياً بأن تقطع هذه العادة وتمنعها من الأسرة تماماً بعدما حدث مع "ملك".
