يكون هواة الفلك والمهوسون بالظواهر الفلكية ، على موعد خلال ساعات مع واحدة من أجمل زخات الشهب ، وهى زخة شهب البرشاويات ، حيث ستمطر زخة شهب البرشاويات ، سماء مصر والوطن العربى غدا الخميس 12 أغسطس، وحتى فجر الجمعة 13 أغسطس، حيث تعتبر من أفضل زخات الشهب السنوية التي ينتظرها الهواة في جميع انحاء العالم، و يصل عددها إلى 60 شهاب في الساعة عند الذروة .
تأتى هذه الشهب بواسطة دخول مخلفات المذنب Swift-Tuttle ، الذى تم اكتشافه عام 1862.. تستمر هذه الشهب من 17 يوليو إلى 24 أغسطس ، ويبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 12 أغسطس وصباح 13 أغسطس .
تسقط الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة فرساوس، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر في السماء، و أفضل الظروف لمشاهدة زخات الشهب عموما يكون من مكان مظلم بعيد تماما عن اضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من الغبار والسحب .
وفى نفس السياق ، كشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها ، أن سماء المنطقة العربية واحدة من أفضل زخات الشهب في العام 2021 وهي البرشاويات والتي ستصل ذروتها من منتصف ليل الخميس 12 اغسطس وخلال الساعات قبل شروق شمس الجمعة 13 اغسطس حيث يتوقع أن تتساقط هذه السنة بمعدل قد يصل إلى 100 شهاب بالساعة.
وأشار التقرير ، إلى أن البرشاويات جيدة دائمًا ففي كل عام تقدم عرضاً رائعاً في سماء الليل، ولكن سيكون عام 2021 جيدًا للغاية اذا كانت السماء صافية لأن الشهب ستبلغ ذروتها في الليالي بعد وصول القمر منزلة الاقتران مباشرة، حيث سيغرب القمر في طور الهلال بداية الليل، لذلك ستكون السماء المظلمة فرصة مثالية لرؤية حتى لأضعف الشهب وان كانت البرشاويات اصلا ليست شهباً خافتة.
وتابع التقرير: بشكل عام تنشط البرشاويات خلال الليالي من 17 إلى 24 أغسطس عندما تمر الأرض عبر الحطام من المذنب - سويفت توتال - مصدر شهب البرشاويات السنوية.
وتشتهر البرشاويات بإنتاج شهب شديدة اللمعان (الكرات النارية) مثل لمعان المشتري أو الزهرة، ولا يوجد مذنب آخر ينتج مثلها كما يفعل المذنب سويفت توتال - ربما نتيجة لضخامة نواته التي يبلغ قطرها 26 كيلومترا، ويتفتت بشكل طبيعي إلى أجزاء أكبر، حيث تشير دراسة استقصائية حديثة استمرت خمس سنوات أن عدد الكرات النارية من البرشاويات أكثر من أي زخة شهب أخرى.
ولرصد شهب البرشاويات يجب أن يكون ذلك من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن مع إطلالة واسعة على السماء للحصول على أفضل النتائج، ومن تلك المواقع (وادي القمر) في بلدة عسفان (120 كيلومتر) شمال مدينة جدة أو غيره من الأماكن المظلمة.
وسيحتاج الراصد لحوالي 40 دقيقة لتتكيف عينه مع الظلام وأن يعطي نفسه ساعة على الأقل لرؤية أحد الشهب بعد وصوله موقع الرصد، ويمكن البدء برؤية شهب البرشاويات ما بعد الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي عند مراقبة الأفق الشرقي وتزداد الشهب بعد منتصف الليل عندما تكون نقطة انطلاقها أمام كوكبة برشاوش عالية في السماء.
ويجب تجنب النظر الى أي ضوء أبيض لأن ذلك سوف يؤثر على الرؤية الليلية لذلك عند استخدام المصباح اليدوي يجب أن يكون بمرشح أحمر لأن عين الإنسان أقل حساسية للضوء الاحمر وعند استخدام تطبيقات الهاتف يجب تشغيلها على الوضع الليلي ولا توجد حاجة لاستخدام معدات خاصة لرؤية الشهب فالتلسكوب والمنظار ذات مجال رؤية ضيق وتقلل فرص رؤية الشهب، وليس هناك حاجة لتحديد نقطة انطلاق الشهب فهي ستظهر من أي مكان في السماء.
واختتم التقرير : إن سبب رؤيتنا للشهب في السماء يحدث بعد دخول النيازك الصغيرة بحجم الحصى في الغالب إلى أعلى الغلاف الجوي حول الأرض بسرعة عالية وتحترق على إرتفاع حوالي 70 إلى 100 كيلومتر وتظهر في صورة شريط من الضوء وفي حال عبرت الكرة الأرضية خلال تجمع نيزكي كثيف فسوف يرصد عدد مرتفع من الشهب ولكن من غير المعروف إن كان سيحدث هذا العام أو لا.
وعند تعقب مسارات شهب البرشاويات ستظهر تندفع ظاهريا من أمام نجوم برشاوش وهو سبب تسميتها بالبرشاويات، علما بأنه ليس هناك علاقة بين شهب البرشاويات ومجموعة نجوم برشاوش فهو مجرد انتظام في السماء من منظورنا على الأرض .
ونجوم برشاوش تبعد عنا عدة سنوات ضوئية في حين أن الشهب تحترق أعلى الغلاف الجوي لكوكبنا وفي حال تمكن أحد الشهب من الوصول إلى سطح الأرض سوف يسمى حجر نيزكي ولكن القليل جدا من الشهب تصبح احجار نيزكيه بسبب طبيعة الحطام الناتج عن المذنبات، لذلك فإن معظم الأحجار النيزكيه مصدرها الكويكبات.
جدير بالذكر أن المذنب "سويفت توتال" كان اخر اقتراب له من الشمس في ديسمبر 1992 وسوف يكون اقترابه التالي في يوليو 2126، وذلك لأنه يتحرك ضمن مدار بيضاوي " شديد الاستطالة " يجعله يسافر إلى ما بعد مدار الكوكب القزم بلوتو عندما يكون في أبعد نقطة من الشمس في حين يتحرك قريب إلى الأرض عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس، وهذا المدار يجعله يستغرق 133 عاما ليكمل دورة واحدة حول الشمس، وفي كل مره يعبر خلال الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي تعمل حرارة الشمس على تسخين جليد المذنب ما يتسبب في انفصال المادة عنه وتبعثرها على طول مداره .