سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 أغسطس 1965.. زغلول عبدالرحمن يعترف أمام المحكمة: «آل أبوالفتح والمعارضة المصرية فى الخارج شوية نصابين.. والمخابرات البريطانية طلبت منى معلومات عن الصواريخ»

واصل الضابط السابق زغلول عبدالرحمن، اعترافاته أثناء الجلسة الثالثة لمحاكمته أمام المجلس العسكرى يوم 13 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1965، وكشف عما جرى معه بعد هروبه من السفارة المصرية فى لبنان إلى سوريا يوم 28 أغسطس 1962 حيث كان يعمل ملحقا عسكريا، وبقائه فى أوروبا، حتى عودته إلى مصر بإرادته ومحاكمته. كشف عن أسرار وقوعه فى شباك المخابرات السورية، وجماعة مصر الحرة التى شكلها «آل أبوالفتح» فى الخارج ضد النظام فى مصر، وعناصر جماعة الإخوان الهاربة فى أوروبا، والأموال التى تقاضاها، وإدمانه للعب القمار، واستيلائه على الأموال التى فى عهدته، «راجع، ذات يوم، 12 أغسطس 2021». كانت الأسرار التى ذكرها «عبدالرحمن» نموذجا لدراما المصريين الذين يلقون بأنفسهم فى شباك الأجهزة الأجنبية ضد مصلحة بلدهم، ثم يعض بعضهم أصابعهم ندما حين يكتشفون حقائق النصب والاحتيال الذين وقعوا فيها، ويؤكد ذلك ما أوردته جريدة الأخبار فى تغطيتها لوقائع المحكمة يومى 13 و14 أغسطس 1965، واعترافات «عبدالرحمن» فيها، والتى ذكرها كمن يريد أن يخلص من ذنب ارتكبه. أكد أن المعارضة من الخارج «كانت عملية نصب، والحكاية إن كل واحد عايز يتزعم شوية، والشوية دول اتنين»، وكشف عن أنه قريب «آل أبوالفتح» الذين كونوا جماعة «مصر الحرة» فى أوروبا: «أنا قريب آل أبوالفتح من الناحيتين، والدى خال حسين وأحمد أبوالفتح، ووالدة أحمد خالة والدى، وأحمد فهمى والدته تبقى شقيقة أبوالفتح». سأله رئيس المحكمة عن محاولات مخابرات فرنسا وبريطانيا الاتصال به، أجاب: «فى يوم جالى أحمد فهمى، وقال إن فيه رجلين من المخابرات الإنجليزية عايزين يقابلوك، قلت، وأنا مالى، أنا لا أقابلهم ولا لى دعوة بهم، وجاء أبوالفتح وقال لى: علشان مانبقاش صغيرين فى عين دولة زى إنجلترا، وفعلا قابلت الرجلين، وقالوا لى إحنا عاوزين نتعاون معك، قلت، عايزين نقلب نظام الحكم، فقال واحد منهما: إحنا حكومتنا لا تتدخل إطلاقا فى أى سياسة، ولكن عاوزين نتعاون معك، ونعرف أخبار الصواريخ وأصنافها، ونشاط المخابرات المصرية واللى بيشتغلوا فيها». وعن سفره إلى إيطاليا، قال: «رحت إيطاليا علشان أعمل لجنة لتحطيم آل أبوالفتح، وحاولت تجميع الناس اللى فهموهم قبلى، وكمان نعمل لجنة ضد مصر، واللجنة تكونت من صلاح مطاوع، وده رجل لا دخل له فى السياسة إطلاقا، وعرضنا الأمر على مرتضى المراغى «آخر وزير داخلية قبل ثورة 23 يوليو 1952»، فقال: اعتبرونى أخوكم الكبير، وجبنا واحد مشهور بعداوته لأبوالفتح، ودخلنا فى حملة من التشنيع، هما شنعوا عليا، وأنا شنعت عليهم، فرجنا العالم علينا، هما بيقولوا أنت قمارتى، وأنا قلت لهم أنتم نصابين، ورحت سويسرا فى ديسمبر 1963، ولم أغادر جنيف لغاية ما جيت مصر يوم 17 يونيو 1965» سأله رئيس المحكمة عن النشاط فى سويسرا ضد مصر؟ أجاب: «لجنة الطلبة الأحرار بيعملوا منشورات كلام فاضى، دجل فى دجل، ولكن تجار السياسة والمنتفعين بيستغلوها، وهم طالب اسمه عبدالسلام خليل راضى، وطالب تانى مايصحش يكون طالب، كان بيمشى يتف - يبصق - على مكتب السياحة بتاع مصر، فطرده البوليس السويسرى». كشف عن محاولاته للعمل، قال: «فى البداية رحت لصلاح مطاوع وقلت له، أنا عاوز اشتغل، قال لى: تشتغل إيه؟ قلت له: أنا أعرف لغات، إنجليزى، وفرنساوى، واشتغل أى حاجة، قال لى: أشغلك فى الجمرك، وافقت، قال لى: أشغلك جناينى، أو طباخ، قلت له: مستعد، وكانت العملية مجرد قصد لإهانتى، دول ناس لا أخلاق لهم، كان يهمه يقول إن زغلول قابلته وجا لى علشان أشغله طباخ أو جناينى، بعدها اتصلت بالملحق السياحى المصرى فى جنيف، قلت له: أنا عايز أنزل، حجز لى فى مكتب الطيران، وركبت الطيارة، وجيت بباسبور أردنى، لأنى ما عنديش باسبور مصرى، وسلمت نفسى للمسؤولين». انتهت أسئلة رئيس المجلس العسكرى، وتداول الرئيس مع أعضاء المجلس ثم قال: «يا زغلول كلامك وضح حاجات كتيرة، واحنا سنوضح الأمور ربما تكون أنت غير مذنب فى ادعاء من الادعاءات التسعة ضدك وانت مش عارف»، وعاد المتهم إلى قفص الاتهام، وطلب رئيس المجلس من الدفاع أن يلقى مرافعته، فقال الدفاع إن المقدم زغلول رفض حين حاولتُ أن أقنعه بمناقشة الادعاءات، ووافق فقط على أن يكون دفاعى مختصرا جدا دون أن أتناول أى ادعاءات بالمناقشة، وأفهمته أنه يجب أن نوضح ما كان له من أعمال وسجل خدماته، فقال بالحرف الواحد: إذا كنت أديت عملا فى الماضى فهذا حق الوطن علىّ، أما إذا أخطأت فيجب أن يأخذوا حق الوطن منى»، أضاف الدفاع: «هذه العودة هى خير اعتذار منه». فى يوم 14 أغسطس 1965 كانت آخر جلسات المحاكمة، وطلب فيها المدعى العام بإعدام زغلول عبدالرحمن.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;