كان يوم 19 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1969 حافلا بالعمليات العسكرية على الجبهة، وببطولات للجيش المصرى ضد العدو الإسرائيلى، الذى فشل فى محاولته الانتقام من عمليات قامت بها «منظمة سيناء العربية» فى فجر هذا اليوم، حسبما تؤكد «الأهرام» فى مانشيتها الرئيسى يوم 20 أغسطس 1969.
تذكر «الأهرام»، أن: «المدفعية المصرية أفسدت على العدو خططه، وأسقطت له 3 طائرات ميراج وميستير، كما أسرت قواتنا أحد الطيارين الإسرائيليين وهو النقيب نسيم أشكنازى، الذى اضطر إلى الهبوط بالمظلة بعد إسقاط طائرته»، تضيف «الأهرام» أن «محاولة العدو للانتقام لخسائره بدأت فى الساعة الخامسة والربع من مساء 19 أغسطس 1969، حين بعث بمجموعة من طائراته المقاتلة القاذفة للإغارة على القطاع الجنوبى من قناة السويس، فتصدت له على الفور المدفعية المصرية المضادة، وأسقطت إحدى طائراته فى المنطقة الغربية، ثم أسقطت الثانية فى خليج السويس، وقفز منها طيارها بالمظلات، وتمكن العدو من التقاطه لقربه من الضفة الشرقية، وبعد ذلك أسقطت الطائرة الثالثة على الضفة الشرقية، واصطدمت بالأرض وألسنة النيران تنبعث منها».
تضيف «الأهرام» أن «دورية مصرية أسرعت إلى مكان سقوط الطيار الإسرائيلى، وعندما وصلت إليه طلب من قائد الدورية جرعة ماء، وبعد أن شرب، وفكت الدورية حبال المظلة من حوله، نقلته على الفور إلى مستشفى ميدانى صغير فى المواقع المصرية لإجراء الإسعافات العاجلة له، ولكن تبين أن إصابته خطيرة، فنقلته القوات المصرية بسرعة إلى مستشفى أكبر».
تؤكد «الأهرام» أن إسرائيل أسرعت بالاعتراف، لكنها اعترفت فقط بأن القوات المصرية أسقطت طائرة إسرائيلية واحدة، كما اعترفت بأن الطيار الإسرائيلى سقط بالمظلة، ووقع فى أسر القوات المصرية، وقال المتحدث العسكرى الإسرائيلى فى بيانه الأول الذى أذاعه فى الساعة السادسة و45 دقيقة مساء 19 أغسطس 1969، أى بعد ساعة ونصف الساعة فقط من بداية الغارة الإسرائيلية: «أسقطت القوات المصرية اليوم طائرة حربية إسرائيلية، ثم هبط منها طيارها بالمظلة، وأخذته القوات المصرية أسيرا».
تطرح «الأهرام» سؤالا: «لماذا سارعت إسرائيل بالاعتراف؟»، تجيب: «لوحظ أن إسرائيل سارعت بالاعتراف بإسقاط طائرة واحدة وأسر طيارها، لأن من عادتها ألا تعترف إلا بالطائرة التى تسقط فى الجانب المصرى، أويسقط طيارها على هذا الجانب، أما طائرتها التى تسقط فى البحر أوفى الضفة الشرقية للقناة، ويسقط طياروها هناك فإن إسرائيل لا تعترف بها»، ثم يذيع المتحدث العسكرى الإسرائيلى إضافة ثانية لبيانه الأول يقول فيها: «إن الطائرة التى أسقطتها القوات المصرية كانت من بين مجموعة أخرى من الطائرات أرسلت لتغِير على المواقع المصرية التى قامت مرات كثيرة خلال أمس الثلاثاء بقصف المواقع الإسرائيلية فى المنطقة المواجهة للشط وبور توفيق».
تنقل «الأهرام» بيان المتحدث العسكرى المصرى الذى قال فيه: «فى الساعة الخامسة والربع مساء الثلاثاء 19 أغسطس 1969، حاولت مجموعة من طائرات العدو الإغارة على القطاع الجنوبى من قناة السويس، وتصدت لها قوات الدفاع الجوى، وتمكنت من إسقاط ثلاث طائرات للعدو، إحداها فى الضفة الغربية، والثانية شوهدت تسقط محترقة فى خليج السويس بعد أن قفز طيارها بالمظلة، وتمكنت قواتنا من التقاطه لسقوطه على حافة الضفة الشرقية للخليج، والثالثة، شوهدت تصطدم بالأرض على الضفة الشرقية للقناة»، وأضاف المتحدث العسكرى المصرى أنه «أصيب من قواتنا ثلاثة أفراد»، تؤكد «الأهرام»، أن المتحدث العسكرى المصرى أعلن فى بيان لاحق، أن «طيار الطائرة المعادية التى أُسقطت فى الضفة الغربية لقناة السويس استطاع القفز بالمظلة من طائرته ووقع أسيرا فى أيد قواتنا».
تصاعدت المعارك فى هذا اليوم، بعد عملية جريئة قامت «منظمة سيناء العربية» بها فى الخطوط العميقة للعدو، وفقا لـ«الأهرام»، وكانت «منظمة سيناء» فدائية تضم عسكريين ومدنيين بإشراف المخابرات الحربية المصرية بقيادة اللواء محمد أحمد صادق - وزير الحربية فيما بعد - وفقا لمحمد الشافعى فى كتابه «المجموعة 39 قتال».
تذكر «الأهرام» أن «مجموعة من أفراد المنظمة قامت بهجوم مفاجئ بصواريخ كاتيوشا على مطار العريش فى الساعة الرابعة من فجر أمس 19 أغسطس 1969، وأصيبت منشآت المطار بأضرار جسيمة، كما أصيبت طائرة كانت تقف على أرض المطار، واشتعلت النيران فى مخازن المطار، واستمرت لمدة طويلة، وفى نفس الوقت قامت مجموعة أخرى بقذف مُركز بصواريخ كاتيوشا، على مستعمرة إسرائيلية جدية تسمى نحال سيناى، فى منطقة العريش، تضم جماعات كبيرة من جنود العدو، وأصيب جنود المستعمرة بالذعر بهذا الهجوم المفاجئ، وارتفعت أصواتهم واستغاثاتهم طالبين النجدة من المواقع العسكرية الإسرائيلية القريبة».
تؤكد «الأهرام»، أن السلطات الإسرائيلية أصدرت بيانا بالهجومين لم تحدد فيه مدى الخسائر الناتجة عنهما، كما أكدت أنها لم تستطع تحديد الذين قاموا بهما، وذكرت بعض المصادر الإسرائيلية أن منفذى الهجمات اختفوا كالأشباح بعدها.