بعد أن أصبحت طرق التنقيب عن الذهب بأجهزة الكشف عن المعادن شائعة، وغير مربحة للمنقبين لكثرة العمل بها من عدد كبير من الناس، ولعدم استخراجها كمية كبيرة، لا تتعدى الجرامات إلا عن طريق المصادفة، انتشرت مؤخرًا طريقة جديدة لاستخراج الذهب من الصخور والجبال عن طريق طحن الصخور بعد تكسيرها من الجبال داخل أجولة ونقلها إلى مكان "الكسارات".
ويوضح أحد العاملين فى أحد الكسارات بمدينة مرسى علم ويدعى "سعد"، الطرق الجديدة للتنقيب عن الذهب بجبال البحر الأحمر، قائلاً: قديمًا كانت هناك مشقة أكثر عند التنقيب عن الذهب عن طريق جهاز الكشف عن المفرقعات، حيث كان المنقب من الممكن أن يقوم برحلة تنقيب داخل الجبل تستغرق معه أكثر من شهر ويعود بلا شىء، موضحًا أن الحظ كان له دور كبير مع المنقبين بالأجهزة.
وتابع سعد، أن هناك أجهزة كشف عن معادن غير حديثة تطلق إشارة العثور على أى معدن ولا تحدد نوعه ذهبًا كان أو حديدًا أو خلافه، لذا فإن حامله مضطر للتنقيب فى المكان الذى أطلق منه إشارة العثور على معدن.
واستطرد سعد، أن دائمًا الجديد فى مجال التنقيب عن الذهب يأتى من السودان، لأنهم أول من سبقوا فى عملية التنقيب، وانتشرت فى السودان آلة طحن الذهب أو ما تسمى "كسارات الذهب" وتم نقلها إلى المنقبين بسلاسل جبال البحر الأحمر، وخاصة مدينة مرسى علم وإدفوا.
وعن كيفية استخراج الذهب من تلك الآلة يقول سعد، إن المنقبين يكسرون كمية من الصخور وتعبئتها داخل أجولة وإحضارها للمكان الذى توجد بها الكسارة، يقوم العاملون بالكسارة بوزن كمية الصخور التى تم إحضارها وتقسيمها لأطنان، ومن ثمَّ بدء علمية الطحن بداخل الكسارة، وأثناء عملية الطحن يتم إضافة كميات كبيرة من الماء لها لتسهيل عملية الطحن.
وكسارة الذهب عبارة عن دائرتين حديديتين يصل وزنها إلى نصف طن، كل منهما تدور حول الأخرى داخل طبق حديدى كبير موصلتين بموتور موصل بمولد كهربائى خارجى، وتستغرق عملية طحن الطن الواحد قرابة 10 ساعات، ويقدر مبلغ الطحن للطن الواحد 1500 جنيه.
وعقب عملية طحن الصخور وامتزاجها بالماء داخل طبق الكسارة الكبير يتم التوقف لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ثم يتم سكب كمية من مادة كيماوية منتشرة باسم "ماء ذئبق"، تعمل تلك المادة على رفع الذهب إلى السطح ثم يتم تجميعه بـ"مصافى" وصهره لتجميعه.
وقدر "سعد" سعر تلك الماكينة بأنه قد يصل إلى 200 ألف جنيه، مؤكدًا أن عدد الكسارات داخل نطاق مدينتى مرسى علم وإدفو لا يتعدى 10 ماكينات، وأن عدد الزبائن الراغبين فى طحن الصخور لاستخراج الذهب يقفون فى طوابير أمام الكسارات.
من جانب آخر، قال عبد الله أحد العاملين فى التنقيب عن الذهب، إن هناك جبالاً معروفة بجنوب مرسى علم تقدر قيمة الذهب بها بالطن كم يستخرج من ذهب، "أى الطن كم يستخرج من الذهب فى تلك الجبال"، وإن هناك جبالاً لا يوجد بها ذهب، حيث من الممكن أن يقوم أحد المنقبين بإحضار كمية من الصخور وطحنها ولا تستخرج منها فى النهاية أى ذهب.
ويوضح عبد الله، أن الطريقة التى يتم إحضار الصخور الممزوجة بالذهب بها ليست طريقة عشوائية، حيث يتم الكشف أولاً عن الجبل قبل التكسير منه الصخور بجهاز حديد للكشف عن المعادن، وعندما يتبين وجود ذهب به يتم تكسير الصخور وعمل أول اختبار قبل الاستمرار فى العمل بطن واحد ومعرفة الكمية التى استخرجها الطن، وإذا كانت الكمية أعلى من 40 جرام ذهب فى الطن فيستمر العمل، أما إذا كانت أقل فهى غير مربحة وتكلفتها سوف تكون أعلى من مكسبها.
وأكد عبد الله، أن هناك عمليات مشاركة تتم داخل الجبال الوعرة، حيث يتم تقسيم النصيب الناتج من الطحن إلى ثلاث أجزاء؛ الجزء الأول للمعدات من أجهزة الكشف والسيارات، والجزء الثانى للعمالة والذين يقومون بعملية التكسير فى بعض الأحيان إذا لم توجد معدة وتعبأ الصخور فى الأجولة ونقلها، أما الجزء الثالث فيكون من نصيب المنقبين الذين أحضروا العمال والمعدات.
وقال عبد الله، إن العمل فى التنقيب عن الذهب أصبح مصدر رزق أساسيًا لجميع قاطنى الجبال من الرعاة أولاً ثم غيرهم ممن هم من المحافظات القريبة، حيث إن كثيرًا من الشباب يعمل بالنسبة، منهم من يقضى فترة طويلة ولا يستخرج، ومنهم من يقضى فترة أقل ويستخرج كمية عن غيره.
وأضاف عبد الله، إن عملية التنقيب عن الذهب بالمعدات الثقيلة وتكسير الصخور لها سلبيات وإيجابيات، فمن سلبياتها أن أعمال التنقيب عن الذهب باستخدام المعدات الثقيلة قد أزالت القشرة الأرضية، مما تسبب فى تقلب الطبقات وعدم إنبات العشب، حتى مع نزول المطر، والذى يعيش عليه وينتظر الكثير ممن يعملون فى مهنة الرعى.
بالفيديو.. طرق جديدة لاستخراج الذهب من جبال... by youm7