- رغم محاولات ضبط المحتوى بمواقع السوشيال من الصعب السيطرة على مليارات البوستات والشائعات حول الفيروس واللقاحات
- قارة أفريقيا صاحبة أقل عدد من الإصابات والوفيات لكنها تحتل المرتبة الرابعة من حيث نسب الشفاء
كل يوم هناك جديد، فيما يتعلق بفيروس كوفيد - 19، وبعد أكثر من 20 شهرا على ظهور الفيروس بشكل عالمى، لا تزال النقاشات دائرة بين العلماء والباحثين، فضلا عن الجمهور فى كل دول العالم، خاصة أن كورونا يأتى كأول جائحة فى ظل عصر المعلومات السريعة والأخبار الكثيفة، ومواقع التواصل التى يسعى القائمون عليها لضبط المحتوى ووقف تدفق الأخبار المغلوطة والشائعات.
هذه القضية تفرض نفسها منذ بداية الفيروس، لدرجة أن مجلة نيتشر نشرت تقريرا فى صيف 2020 تحدثت فيه عما أسمته «محاربة المعلومات المغلوطة عن فيروس كورونا»، كتبت فيه سامانثا يامين
«أن منصة التحليلات «سبرينكلر» رصدت أنه قد ورد ذكر الفيروس على شبكات التواصل الاجتماعى أكثر من 19 مليون مرة، يوم 11 مارس 2020، الذى صنفت فيه منظمة الصحة العالمية «التفشى الفيروسى على أنه جائحة»، وبعد شهر واحد، فى إبريل، نشر «تويتر» أن التغريدات المتعلقة بـ«كوفيد - 19» كانت تجرى مشاركتها بمعدل تغريدة واحدة كل 45 جزءا من ألف جزء من الثانية».
بالطبع، فقد كانت هذه التفاصيل ترتبط بوقت ظهور الفيروس الذى اتسع واستمر، وتراجعت حوله التوقعات بأنه سوف ينتهى بعد فترة، أو أن ظهور اللقاحات سوف يكتب كلمة النهاية للفيروس، لكن ما جرى أن ظهور اللقاحات، وبدء تطعيم المواطنين فى العالم لم يكن سوى جزء من دراما تستمر وتتجدد حولها التفاصيل، ورغم محاولات ضبط المحتوى، من الصعب السيطرة على مليارات البوستات والتقارير والشائعات حول الفيروس واللقاحات.
وفى حين تنشغل مراكز الأبحاث بالبحث عن علاج حاسم للفيروس، يستعد العالم لمواجهة موجة جديدة، بعد ظهور متحور «دلتا» الذى ظهر فى منتصف إبريل الماضى، عندما كانت بريطانيا تستعد لرفع تدابير الإغلاق وتقييد الحركة، وكانت حالات دخول المستشفيات والوفيات من كوفيد - 19 تتراجع، وتم اكتشاف أولى حالات الإصابة بالسلالة المتحورة «دلتا» التى اكتشفت لأول مرة فى الهند، لتبدأ موجة ثالثة من كورونا فى المملكة المتحدة، وأرغمت الحكومة البريطانية على تأخيرالرفع التام لتدابير الإغلاق الذى كان مقررا له شهر يونيو الماضى.
ومع الانتشار المفزع للسلالة، بدأت بلدان أخرى فى أخذ استعداداتها لمواجهة دلتا، والآن يستعد العالم لموجة جديدة، مع حديث عن مدى فاعلية اللقاحات المستخدمة ضد السلالة المتوحشة، وفى حين أظهرت علامات مقاومة جزئية للقاحات، يقول بول بيناش، عالم الفيروسات من جامعة روكفلر الأمريكى: «إن الحصول على لقاحات تقاوم السلالات المتحورة المنتشرة حاليا، هو تحد يمكن التغلب عليه بدرجة كبيرة، بل قد يكون لدينا الحل لمواجهته بالفعل».
ومن المفارقات اللافتة، فيما يتعلق بالفيروس، فقد أعلنت المراكز الأفريقية للتحكم والوقاية من الأمراض التابعة للاتحاد الأفريقى، أن عدد إصابات كورونا فى أفريقيا، منذ بدء الجائحة وحتى يوم السبت 21 أغسطس، بلغ 7.5 مليون شخص تقريبا، وأن عدد الوفيات سجل 187 ألفا و969 شخصا، وحالات الشفاء تبلغ 6 ملايين و578 ألفا و403 أشخاص، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الصينية، وبذلك تكون أفريقيا القارة صاحبة أقل عدد من الإصابات والوفيات، ولكنها تحتل المرتبة الرابعة من حيث نسب الشفاء «88%»، حيث تسبقها أمريكا اللاتينية «93.7%»، آسيا «93%»، أوروبا «90%»، وتأتى أمريكا الشمالية فى المرتبة الخامسة والأخيرة بنسبة شفاء 79.7%.
ومع ظهور سلالات دلتا وأخواتها، بدأت نقاشات حول مدى فاعلية اللقاحات، ورغم ذلك، حرص علماء وباحثون على تأكيد أن اللقاحات تساهم بدرجة كبيرة فى بناء مناعة لدى المرضى الملقحين أكبر من مثيلاتها لدى من لم يتلقوا اللقاحات، وأن الحل فى مواجهة موجة الارتفاعات المقبلة فى الإصابات، التوسع فى تلقى اللقاحات، خاصة أنه مع الخريف والشتاء يتوقع أن تكون ذروة الموجة الجديدة من كورونا.
الجدل يدور حول اللقاحات، ويستغل معارضو اللقاحات الفرصة للتشكيك أكثر فى فاعلية اللقاحات، بينما أعلن خبراء اللقاحات أن المناعة تتراوح بين 67 إلى 77% لدى من يتلقون اللقاحات، وأنه مع ظهور آمال فى استخدام طرق أخرى لعلاج تأثيرات كورونا، مثل البلازما، إلا أن اللقاحات هى الحل الأكثر ضمانا، لحين ظهور علاج حاسم.