روحانيات رمضان بدمنهور فى رحاب الصحابة.. مسجد التوبة مقصد التائبين.. تحفة من المعمار الإسلامى على أرض مصر.. أنشئ فى عهد عمر بن الخطاب ورفع قواعده عمرو بن العاص والأهالى أعادوا بناءه بالجهود الذاتية

شهر رمضان يعتبر أفضل الشهور عند الله، والذى يفرح به المسلمون فى كل مكان لما فيه من فضل للعبادة والروحانيات، حيث يعم الخير وتكثر الصدقات وتعمر المساجد.

أما فى محافظة البحيرة، وفى دمنهور تحديدا، فللشهر الكريم بهجة خاصة، لما تحتويه من مساجد تاريخية يمتد تاريخ بعضها لـ14 قرنا.. فإذا كنت من أبناء مدينة دمنهور وأردت احتفالا جذابا روحانيا طيلة شهر رمضان المبارك فلن تجد أفضل من مسجد التوبة، فالمسجد له مذاق خاص تجد فيه عبق التاريخ، فهو من أقدم المساجد فى مصر وأفريقيا، بُنى فى بداية الفتح الإسلامى لمصر وقبل فتح الإسكندرية عام 21 هجريا، أى من أكثر من 14 قرنا.

و"التوبة" هو ثانى مسجد بُنى فى مصر وأفريقيا بعد جامع عمرو بن العاص، ويعد من أشهر المساجد بمحافظة البحيرة، وهو تحفة من البناء المعمارى الإسلامى نظرا لوجود زخارف رائعة وأعمدة من أفضل أنواع الرخام فى العالم.

وقد بنى فى البداية كزاوية مع بداية الفتح الإسلامى لمصر وقبل فتح الإسكندرية سنة 21 هجريا ثم تم تدشينه بعدها ليتحول للمسجد الجامع للمدينة العتيقة.

ويكمن سبب تسمية مسجد التوبة بهذا الاسم، لكون التائبين يقصدونه للرجوع والتوبة إلى الله، وكان هذا هو سبب شهرته وذيوع صيته.

ويقع المسجد بأول شارع أحمد عرابى بمدينة دمنهور على ربوة مرتفعة فى مكان استراتيجى بمدينة دمنهور بالقرب من محطة السكة الحديد، وهو تحفة من البناء المعمارى الإسلامى، وكان بالأسقف اّيات كتبت بمختلف أنواع الخط زخرفية كتبها الخطاط الراحل صيام، خطاط الملك فاروق وأحد اشهر الخطاطين المصريين.

يحكى محمد شعبان عاصى رئيس مجلس إدارة جمعية إنشاء وتعمير المساجد بمدينة دمنهور عن مسجد التوبة، فيقول إن المسجد يحتوى على نجفة أثرية تزن طناً و250 كيلو من النحاس.

وأشار عاصى إلى أن قبلة المسجد مصنوعة من الجبس ولم تتغير منذ إعادة بناء المسجد عام 1956 ، مضيفا بأنه منذ بناؤه عام 21 هجرية أى منذ أكثر من 14 قرنا ، تم إعاده بنائه عده مرات، آخرها كانت العام الماضى 2015 بتكلفة نحو مليون و700 ألف جنيه بالجهود الذاتية من أهالى مدينة دمنهور كمرحلة أولى.

وللمسجد دور اجتماعى لأهالى المدينة، فيؤكد شعبان أنه يوجد به معهد لإعداد الدعاة ودار لتحفيظ القرآن الكريم وفصول تقوية لطلبة المدارس، كما تقام به المناسبات الرسمية والاحتفالات الدينية المختلفة .

وقد أعيد افتتاحه بحضور محافظ البحيرة، فى أوائل شهر مايو الماضى عام 2015 بعد عملية الترميم الأخيره المشار إليها .