في مداخلة تاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي لبرنامج صالة التحرير الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى على شاشة قناة صدى البلد، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الكامل لكل مشروعات تجديد الخطاب الديني في كافة المجالات، وأكد على دعمه الكامل لكل عمل فني يدعم تصحيح المفاهيم وتجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى دعمه الكامل لكل الأعمال الدرامية التي تنشر الفكر المستنير وتدعو إلى تجديد الخطاب الديني.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن تجديد الخطاب الديني والإفتائي أصبح الضرورة الأكثر إلحاحًا في واقعنا المعاصر، لما يمثله هذا الخطاب من أهمية تدعم استقرار المجتمعات.
وأضاف فى تصريحات لـ "انفراد"، أنه منذ أن دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تجديد الخطاب الديني ودار الإفتاء المصرية تعمل على قدم وساق من أجل القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، وظهرت ثمرات ذلك خلال السنوات الماضية في عدة مشروعات ومبادرات ناجحة نفذتها الدار، ولا ترتبط بالواقع المحلي فقط، بل يمتد أثرها إلى العالم أجمع من خلال المظلة الدولة التي أنشأتها الدار وهي الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تضم علماء ومفتين من 65 دولة اجتمعوا على أهمية التعاون من أجل ضبط بوصلة الإفتاء وتجديد الخطاب الديني بما يضمن استقرار المجتمعات ورقيها.
وأشار الدكتور نجم إلى أن قضية بناء الوعي المجتمعي من المهام التي أخذتها دار الإفتاء على عاتقها، خاصة فيما يتعلق بمواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة وتصحيح المفاهيم الدينية التي استلبتها الجماعات الإرهابية من أجل السيطرة على عقول الناس لتحقيق أغراضهم السياسية الدنيئة.
وأوضح أن الدار حذرت مرارًا وتكرارًا من السير وراء المعلومات الغير منضبطة المغلوطة التي يروجها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتأثر بها الكثيرين سلبًا خاصة من فئة الشباب، لذا فقد اهتمت الدار بمواجهة هذا الأمر من خلال اقتحام الفضاء الإلكتروني عبر صفحاتها الرسمية حيث يبلغ عدد متابعي صفحة دار الإفتاء ما يقرب من 12 مليون متابع، وقد استخدمت الدار الأساليب الحديثة في مواجهة هذه الظاهرة وكذلك في بناء الوعي لدى الشباب ومن ضمن هذه الوسائل استخدام الموشن جرافيك وخدمة البث المباشر في محاولة لتصحيح المفاهيم بطريقة سهلة وميسرة.
ولفت مستشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء و المفتي يولي اهتمامًا كبيرًا بالشباب وتحصينهم من الأفكار الهدامة التي تحاول جماعات التطرف والإرهاب بثها إلى عقولهم، لذا ففضيلته حريص كل الحرص على القيام بكل ما من شأنه بناء الوعي لدى الشباب بوسائل عدة ومن ضمنها اللقاءات المباشرة معهم، ولعل آخرها لقاء فضيلته في لقاء مفتوح مع طلبة جامعة القاهرة حيث أجاب عن الكثير من التساؤلات والقضايا التي تشغل أذهانهم، ليثبت بذلك أن مؤسسة دار الإفتاء المصرية تدرك تمامًا أن بناء الوعي الرشيد وفهم الدين الصحيح من واجبات الوقت التي تقتضيها المرحلة الحالية لمواجهة أهل الشر.
من جانبه قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الازهرية، بالجامع الأزهر، واضح أن الرئيس يحمل على عاتقه قضية الوعي الفكري والديني والروحي منذ أن تحمل المسؤلية وما غفل كثيرا في خطاباته ولقاءاته من التصريح أو التلميح إلى هذه القضية لأهميتها في بناء الأوطان ودورها في تقديم الدين للعالم بوجهه الصحيح والأزهر يقوم بهذا الدور من منطلق المسؤلية الدينية والدستورية الملقاه على عاتقه وإن كان الأزهر حقا فى مقدمة من يتولون نشر هذا الوعي إلا أنه يحتاج إلى من يشدد به أزره في هذا الأمر ، فسيدنا موسى طلب من ربه في مهمته ان يساعده أخوه هارون فقال ( هارون أخي اشدد به أزري ) لأن مسؤلية تصحيح المفاهيم ليست مسؤلية هينة وهذا يتطلب تحمل جميع المؤسسات للمساعدة في نشر هذا الوعي.
وأضاف فى تصريحات لـ "انفراد"، ومداخلة الرئيس يفهم منها بأنها دعوة لهذا التلاقي والتناغم بين الجميع وإذا كان الفن له دور كبير في تجسيد الحقائق فهذا يعني أن الخطاب الفني لابد أن يلتقي مع الخطاب الأزهري في نشر الوعي الروحي والفكري؛ فاليد الواحدة لا تصفق بمفردها فإذا التقى الأزهر مع الفن وقدم الأزهر المادة الدينية مصحوبة بنماذج شبابية من الرعيل الأول وتلقفها الفن ليجسدها بلغة عصرية واقعية سهلة بعيدة عن التقعر في اللغة وواضحة الألفاظ وصاحبها التصوير الفني المناسب والأشخاص الذين لهم قبول شبابي ومجتمعي وتاريخهم الفني يشهد لهم وجدت وقعا حقيقا في عقول الشباب لأن المصدر لهذا العمل الإبداعي هو الأزهر وهو مصدر لا غبار عليه لدى الشباب في مصر والعالم.
وتابع: والفن وسيلة توصيل مريحة وميسرة للفكرة، وليس بها مزالق فكرية أو عقدية؛ ومن ثم سنجد نتائج هائلة مبشرة بظهور أفكار شبابية تبني ولا تهدم تجمع ولا تفرق تصحح ولا تغالط، وأرى أن هذه النماذج غني بها تراثنا الديني المسيحي والإسلامي ؛ فالمسيح اختار الشباب ليكونوا حواريه وتلاميذه والنبي محمد اختار الشباب ليكونوا أصحابه وموسى اختار هارون وهو في الشباب ليكون وزيره، وفتية أهل الكهف لهم قصص رائعة، وزادهم ربهم هدى وقصة الشاب يوسف الصديق عليه السلام مثلا عاليا في العفة والطهارة، وأسامة بن زيد الشاب الذي لم يبلغ سبع عشرة سنة أختاره النبي لتحمل مسؤلية القوات المسلحة، وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان شابان من شباب الصحابة كانا من كبار رجال الأعمال في المدينة ولهم دور بارز في بناء أقتصاد الدولة ، وكان يهتم بالشباب ويأخذ رأيهم في الأمن الوطني للبلاد والتحديات الدولية والحروب مع العدو ، وكان يهتم بعقولهم وأخلاقهم ،وحذر النبي الشباب من التكفير ( ومن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) وكان الشاب زيد بن ثابت من المترجمين ترجمات فورية بعدة لغات للنبي صلى الله عليه وسلم وكان الشاب عبد الله بن عباس حبرا للأمة وكان مصعب بن عمير ودحية الكلبي من كبار السفراء والمترجمين، وكان على بن ابي طالب يحذر من أصدقاء السوء والفتنة ويحذر من الخوارج ، ومع ذلك كان يدعو للحوار والمناقشة، والشاب ابن عباس كان مندوبه والمتحدث بلسانه في ذلك .
وفي الخطاب الفلسفي رأينا الشاب ابن سينا يؤلف في الطب كتاب الشفاء والفارابي يؤلف في الموسيقى والفن والفلسفة والسياسة ، والغزالى نابغة في مواجهة الأفكار المنحرفة، وابن رشد عقلية لم تعرف التطرف، والرازي استاذ في المناظرة والحوار .
وهكذا يمكن للأزهر أن يقدم للفن نماذج مشرفة حينما يجسدها الفن بصورها اللائقة بها وبمكانتها سيتلقف الشباب هذه النماذج ويتخذونها قدوة لهم في مسيرتهم الحياتية ولا يصدقون من يلوثون عقولهم بأفكار مسمومة تقدم لهمً مادة علمية غريبة ونماذج عجيبة من الغلاةرفضتهم الأمة وحذر منها أهل العلم على مر العصور .
وعليه فالتلاقي بين الخطاب الأزهري والخطاب الفني أمر لابد منه في التوعية الصحيحة والسليمة وسيكون له نتائج مبشرة وأرجو أن يترجم لواقع فعلى لحفظ عقول الشباب التي يتأمر على خطفها مرضى النفوس واعتقد هذا ما يستنبط من مداخلة الرئيس.