وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" برئاسة جياني انفانتينو نفسه في مرمى النيران بعد أزمة انضمام اللاعبين المحترفين في الدوريات الخمس الكبرى وتحديداً الدوري الإنجليزي الى الأجندة الدولية المنتظر اقامتها في شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، وذلك عقب البيان الناري الذي أصدرته رابطة البريميرليج اليوم الثلاثاء والتي رفضت فيه بشكل قاطع انضمام أي من لاعبيها البالغين 60 نجماً الى منتخباتهم.
وزاد من حدة التوتر بين الاتحاد الدولي والأندية القرار الصادر بشأن تمديد مدة الأجندة الدولية في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، وأيضاً بقواعد الحجر الصحي الصارمة في إنجلترا، من 9 أيام الى 11 وهو ما يرونه ظلم للأندية التي يلعب اليها هؤلاء اللاعبين بسبب غيابهم عن مباريات بعض الجولات في الدوريات الخمس الكبرى.
من ناحية أخرى، ووفقاً لوكالة الأنباء الأمريكية التي علقت على أن الاتحاد المصري لكرة القدم وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم أمام المسئولية أمام المنتخبات العالمية رغبة منه في الحفاظ على حقوقه بشأن انضمام عدد من اللاعبين وعلى رأسهم الفرعون محمد صلاح.
ورفض ليفربول بالفعل السماح للاعبه محمد صلاح بالسفر للمشاركة مع منتخب مصر في تصفيات كأس العالم الشهر المقبل، لأنه سيضطر للخضوع للحجر الصحي عقب عودته لإنجلترا.
ومع إقامة تصفيات كأس العالم في كل من افريقيا وآسيا ومنطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) وأوروبا وأمريكا الجنوبية، باتت الأندية قريبة من صدام محتمل مع "فيفا".
رابطة الأندية الأوروبية
وأرسلت رابطة الأندية الأوروبية وثيقة إلى أعضائها في صورة أسئلة وأجوبة نشرها صحيفة التايمز، تقول إن "فيفا" اتخذ قرارات من جانب واحد "وتلقى اعتراضاً واضحاً من رابطة الأندية الأوروبية وباقي الأطراف المعنية".
وقالت الوثيقة "تعرب رابطة الأندية الأوروبية بحزم عن معارضتها لقرار "فيفا" وتحثه على مراجعة موقفه.
"لن تقبل رابطة الأندية الأوروبية أن يسيء اتحاد مثل الفيفا استخدام وظيفته التنظيمية من أجل وضع مصالحه التجارية ومصالح الاتحادات المنضوية تحت لوائه فوق مصلحة اللاعبين الفنية والبدنية والمصالح الرياضية المشروعة للأندية".
وقد تؤثر قواعد الحجر الصحي في إنجلترا على الثلاثي البرازيلي في ليفربول المكون من روبرتو فيرمينو وأليسون بيكر وفابينيو بعد استدعائهم لمواجهة تشيلي والأرجنتين وبيرو الشهر المقبل.
وتدخل البرازيل وتشيلي والأرجنتين وبيرو ضمن القائمة "الحمراء" للحكومة البريطانية ما يعني ضرورة خضوع اللاعبين العائدين من هذه الدول لفترة حجر صحي في أحد الفنادق لمدة عشرة أيام.
وقالت رابطة الأندية الأوروبية إن "فيفا" قرر هذا الشهر، بناء على طلب من اتحاد أمريكا الجنوبية للعبة، تمديد فترة السماح للاعبين بالانضمام للمنتخبات "في تجاهل تام لمصالح الأندية".
وأضافت أنه من غير المرجح أن يتراجع "فيفا" عن قراره وسيتعين على الرابطة التفكير في الإجراء الذي ستتخذه، ولم يصدر تعليق فوري من "فيفا" على الأمر.
الدورى الإنجليزى
قررت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم بالإجماع عدم السماح للاعبين المشاركة بالمباريات الدولية التي تُلعب في دول القائمة الحمراء الشهر المقبل.
سينطبق قرار الأندية، المدعوم بقوة من قبل الدوري الإنجليزي الممتاز، على ما يقرب من 60 لاعبًا من 19 ناديًا والذين من المقرر أن يسافروا إلى 26 دولة في القائمة الحمراء في النافذة الدولية لشهر سبتمبر.
يأتي هذا بعد موقف فيفا الحالي بعدم تمديد استثناء الإصدار المؤقت للاعبين المطلوبين للحجر الصحي عند عودتهم من الأجندة الدولية.
وأوضح بيان رسمي صادر على الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي أنه أجريت مناقشات مكثفة مع كل من الاتحاد والحكومة لإيجاد حل، ولكن بسبب مخاوف الصحة العامة المستمرة المتعلقة بالمسافرين القادمين من دول القائمة الحمراء، لم يتم منح أي إعفاء.
وأضاف البيان أنه إذا طلب منك الحجر الصحي عند العودة من بلدان القائمة الحمراء، فلن تتأثر رفاهية اللاعبين ولياقتهم بشكل كبير فحسب، بل لن يكونوا أيضًا متاحين للاستعداد واللعب في جولتين من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ومباراة من دوري الأندية الأوروبية والجولة الثالثة، من كأس الدوري.
وتأخذ هذه الفترة في الاعتبار 10 أيام من الحجر الصحي بالفندق عند العودة إلى إنجلترا ولكنها لا تشمل أي وقت إضافي قد يكون مطلوبًا للاعبين لاستعادة لياقة المباراة.
وقال ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز: "لطالما دعمت أندية البريميرليج رغبات لاعبيها لتمثيل بلدانهم وهذا مصدر فخر لجميع المعنيين، ومع ذلك، توصلت الأندية إلى استنتاج مفاده أنه سيكون من غير المعقول تمامًا إطلاق سراح اللاعبين في ظل هذه الظروف الجديدة".
وشدد البيان: "متطلبات الحجر الصحي تعني أن رفاهية اللاعبين ولياقتهم البدنية ستتأثر بشكل كبير. نحن نتفهم التحديات الموجودة في تقويم المباريات الدولية ونظل منفتحين على الحلول العملية."
كما ناقشت الأندية استياءها من قرار الفيفا بتمديد نافذة الكونميبول الدولية لمدة يومين في سبتمبر وأكتوبر من تسعة إلى 11 يومًا، ما يجعل هذا يضع التزامات دولية إضافية على اللاعبين من تلك المنطقة، على حساب توافرهم لتمثيل أنديتهم، ثم حث فيفا على العمل مع جميع أصحاب المصلحة لضمان التوصل إلى نتيجة مقبولة بشأن هذه القضية.