يستعد العالم لموجة رابعة من كورونا، ومصر جزء من العالم، وهناك مؤشرات مختلفة وتوقعات من شهور بأن شهر سبتمبر يشهد تطورات الموجة، وسبق وأعلنت اللجنة العلمية لمواجهة كورونا أن الموجة الثالثة سوف تبدأ فى الارتفاع خلال شهرى إبريل ومايو، وهو ما حدث بالفعل، ما يعنى دقة مؤشرات الرصد والتنبيه من خلال أدوات علمية.
وعليه، على الناس أن تستعد وتتعامل بحذر مع الوباء الذى يهدد العالم خاصة مع متحور دلتا، الذى فرض إعادة الإغلاق على دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة، وهما من الدول التى لقحت أعدادا كبيرة، حيث أعلن الرئيس الأمريكى بايدن أنه تم تلقيح نحو 175 مليون مواطن أمريكى، ومع هذا قفزت الإصابات والوفيات بشكل قياسى خلال شهرى يوليو وأغسطس، ما تسبب فى إعادة الإغلاق من جديد، ودفع بعض العلماء لإعادة النظر فى نظريات «مناعة القطيع»، لكن كل الآراء اجتمعت على أن تلقى اللقاح هو السبيل الأقوى لتلافى الأعراض الخطيرة لفيروس «كوفيد - 19».
وفيما يتعلق بمصر ورغم أن الإصابات والوفيات تبقى عند النسب المتوسطة، لكن توقعات اللجنة العلمية تشير إلى وجود متحور دلتا، وارتفاع الإصابات خلال الفترة المقبلة، وهى مؤشرات ظهرت بعودة ظهور حالات أقارب ومعارف على مواقع التواصل بعد اختفاء أنبائها طوال الشهور الماضية، وبقاء الإصابات عند مستويات متوسطة.
طبعا ارتفاع موجات الإصابة، خاصة فى الحالات الخطرة، يزحم المستشفيات ويرهق الأطقم الطبية، وهو ما يتطلب توسيع الوعى تجاه الالتزام بالإجراءات الاحترازية ووقف الحفلات والأفراح والعزاءات والتجمعات بشكل عام وتلقى اللقاحات.
الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، حذر من الموجة الرابعة لفيروس كورونا فى مصر، وأن هناك تزايدا فى الإصابات خلال الفترة الحالية، وهو ما يستدعى الالتزام بالإجراءات الوقائية والحد من التجمعات، وتلقى اللقاحات بشكل أسرع، خاصة أن الدولة وفرت كميات من اللقاحات ودعت إلى تعميمه وتوسعت فى مراكز التطعيم، مع فرض تطعيم إلزامى ضد كورونا لطلاب الجامعات.
يقول الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، نتوقع الوصول لموجة رابعة منتصف سبتمبر، ولدينا خبرة كبيرة فى التعامل مع إصابات فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك تزايدا ملحوظا فى أعداد المصابين بفيروس كورونا فى المحافظات، لافتا إلى أن العالم كله يشهد زيادة فى أعداد الإصابات بفيروس كورونا، والأهم ليس الأعداد فقط، وإنما تقليل حدة الأعراض، لذا نعمل على محور قلة الأعداد من خلال الإجراءات الاحترازية.
وأكد الدكتور عوض تاج الدين، أن أصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وأن اللقاحات تحمى المواطن إذا أصيب بفيروس كورونا حتى لا تكون الإصابة شديدة، ونسبة الوفيات معدومة، وعلى المواطنين الالتزام بكامل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وزارة الصحة أعلنت عن رفع استعداداتها واتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أى فيروسات أو أمراض معدية، وتم الإعلان عن توفير اللقاحات بشكل كبير، وحسب وزارة الصحة تم التعاقد على 25 مليون جرعة من جونسون آند جونسون، تتسلمها مصر خلال الأشهر المقبلة، وقد بدأ تصنيع 25 مليون جرعة من اللقاح المحلى، حيث تستهدف الدولة تطعيم 40 مليون مواطن، واللافت للنظر أن عدد من سجلوا لتلقى اللقاحات حتى الآن 10 ملايين مواطن، تم تطعيم 7.5 مليون منهم، ما بين الجرعة الأولى والثانية، وهى أرقام أقل من المفترض، مع تأكيد توفر اللقاحات، وربما يستلزم الأمر التوسع فى حملات التوعية باللقاحات وأهميتها فى تخفيف الأعراض، وهذا ممكن مع مضاعفة مراكز اللقاحات، والإسراع فى الاستجابة لمن سجلوا، والأهم هو تأكيد حملات التوعية على الالتزام بالإجراءات، وتلقى اللقاحات، استعدادا لمواجهة الموجة الجديدة.