أصبح المستقبل السياسى لجاستن ترودو، رئيس وزراء كندا، على حافة الهاوية بعد أن تلاشى تقدم حزبه بفارق خمس نقاط فى استطلاعات الرأى فى غضون أيام من الدعوة إلى انتخابات مبكرة الشهر المقبل.
ويجسب ما قالت صحيفة التايمز البريطانية،أظهرت معظم استطلاعات الرأى أن الحزب الليبرالى الذى ينتمى إليه ترودو، ومنافسه حزب المنافسين متقاربين، فيما أظهر أحد هذه الاستطلاعات أن حزب المحافظين متقدم بفارق نقطتين.
وكان ترودو، البالغ من العمر 49 عاما، قد دعا إلى إجراء انتخابات فى 20 سبتمبر فى مساعى لاستعادة الأغلبية التى خسرها فى انتخابات 2019، عندما أثرت فضائح الأخلاقيات وصور لترودو على صورته كليبرالى. وتعد فترة الانتخابات هى الأقصر التى يسمح بها القانون.
وعلى الرغم من أن ترودو قال إنه يحتاج إلى تفويض لإنهاء التعامل مع كوفيد 19، وإعادة البناء، فإن معارضيه صوروا الانتخابات على مساعى أنانية للسيطرة على السلطة فى ظل موجة رابعة من الفيروس وجهود بطيئة فى إجلاء المترجمين ودعم الكنديين فى أفغانستان. وقالت صحيفة جلوب أند ميل الكندية إن الكنديين لم يطلبوا إجراء انتخابا، لكنها جاءت مثل الوباء.
ويقول نيك نانوس، مرسس شركة استطلاعات الرأى نانوس للأبحاث إن هناك سباق خيول، مضيفا أن الهجمات من اليمين واليسار قد قضت على تقدم ترودو فى الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية.
وقالت شتيفانى كونارد، أستاذ السياسات فى الكلية العسكرية الملكية فى أونتياريو إن الأسبوع الأول لليبراليين كان سيئا بالتأكيد، ونظرا لفترة الحملة الانتخابية، ليس أمامهم كثير من الوقت لتغيير الزخم.
وكان استطلاعا للرأى قد منح الليبراليين فرصة 14% للفوز بأغلبية، وفرصة34% لحكومة أقلية من المحافظين، والتى ستنهى سنوات ترودو الست فى الحكم.
كما أن الليبراليين أيضا يواجهون خطر نزيف الأصوات للحزب القومى الشاب الذى يقوده جاميت سينه، رئيس الحزب الأكثر شعبية فى كندا.
وقد أصبحت الحملة أكثر فوضوية بالفعل مع إشارة ترودو إلى المحافظين بأنهم متراجعين فيما يتعلق بحقوق الغجهاض والقتل الرحيم والأسلحة النارية وتغير المناخ، وهى استراتيجية ليبرالية كلاسكية. وقال ترودو فى إحدى محطات حملته إن هذه الانتخابات تتعلق بخيار: إلى الأمام أو الخلف.
إلا أن حزبه تلقى ضفعة على تويتر حيث وصف أحد مقاطع الفيديو التى نشرتها نائبة رئيس الوزراء كريستا فرلاند بأنه إعلام تم التلاعب به. وأظهر الفيديو زعيم المعارضة إيرين أونول وهو يقول إنه سيدعم الرعاية الصحية الهادفة للربا. . وتم التلاعب فى تصريحه بأنه الوصول الشامل سيظل هو الأهم.
سلطت وكالة بلومبرج الضوء على الأزمة التى يواجهها ترودو، وقالت إن رئيس الوزراء الكندى كان يحتاج 15 مقعدا فقط لتأمين الأغلبية البرلمانية فى الانتخابات المبكرة الشهر المقبل. وبدت مقاطعة كيبيك التى ينتمى إليها مكان واضحا للحصول على أغلبهم لكنها ليست كذلك، مشيرة إلى أن الكثيرين فى المقاطعة ينظرون إلى ترودو بتشكك، ويرون أن لده طموحات وطنية غير لائقة ورغبة فى حكومة مركزية، ناهيك عن والده رئيس الحكومة الأسبق الذى سبق ودعا القوات لسحق المتطرفين الانفصاليين قبل خمسة عقود.
وبحسب بلومبرج، ليس هناك خيارا أمام الليبراليين سوى التركيز على كيبيك لأن الغرب، أرض النفط والتربة والحكومة الصغيرة، لديه قليل من الدعم.