حصل "انفراد" على وثائق جديدة صادرة عن إحدى الجهات القضائية، تكشف أسرار جديدة عن دور رئيس حزب الفضيلة السلفى، المهندس محمود فتحى بدر - الهارب خارج البلاد – فى دعم وتأسيس الخلايا الإرهابية داخل مصر، لمساندة تنظيم الإخوان فى تنفيذ مخطط إسقاط مؤسسات الدولة.
الوثائق الجديدة الخاصة بالقضية رقم 4 لـسنة 2016 جنايات، تحدثت عن تورط رئيس حزب الفضيلة السلفى المهندس محمود فتحى بدر، فى تأسيس وتمويل مجموعة مسلحة جديدة تحت مسمى "نسف الكمائن"، امتلكت خلايا عنقودية نشطة فى نطاق محافظتى القاهرة والجيزة، وذلك عقب نجاح الأجهزة الأمنية فى إسقاط وكشف تنظيمه الأول الذى أطلق عليه "مجهولون".
وكشفت الوثائق، إن الأجهزة الأمنية نجحت فى إسقاط عدد من العناصر الإرهابية المتورطة فى تنفيذ عمليات تخريبية بمناطق مختلفة داخل محافظتى القاهرة والجيزة، وتبين من التحريات واستجواب المتهمين ضلوعهم فى تفخيخ عدة تمركزات أمنية وأكمنة للشرطة بميادين وشوارع رئيسية.
وبحسب الوثائق، تورط رئيس حزب الفضيلة السلفى مع 14 متهما آخرين، بينهم قيادات ميدانية فى لجان العمليات النوعية التابعة لتنظيم الإخوان، فى تأسيس وقيادة مجموعة مسلحة جديدة بعد سقوط أعضاء حركة "مجهولون" التى أسسها فى السابق بيد الأجهزة الأمنية، بهدف تنفيذ مخططات إسقاط النظام الحاكم فى البلاد.
وفى سبيل تنفيذ المخطط الذى رسمته قيادات ما يسمى بتحالف دعم الشرعية، الهاربين خارج البلاد ومقيمين بدولتى تركيا وقطر، دعا محمود فتحى بدر، أعضاء المجموعة الجديدة لاستهداف المنشآت العامة والخاصة، وتخريب المرافق، لإضعاف نظام الحكم وتغييره بالقوة واغتيال رجال الأمن.
وتولت قيادات المجموعة الجديدة تشكيل هيكل تنظيمى يعتمد على الخلايا العنقودية، تجنبا للرصد الأمنى، على أن تنتشر عناصرها فى نطاق محافظتى القاهرة والجيزة فقط، لتنفيذ تكليفات التنظيم بتخريب المرافق العامة ونشر الفوضى، للإخلال بالنظام العام وإظهار البلاد فى حالة اضطرابات.
وتشير الوثائق إلى إن قيادات المجموعة بدأوا فى تقسيم المهام، وتولى محمود فتحى بدر، رئيس حزب الفضيلة السلفى، مهمة تمويل الخلايا بالأموال اللازمة عن طريق تحويلها من خارج البلاد، لتوفير المقرات التنظيمية لعقد الاجتماعات، وشراء الأسلحة والذخائر، وتولى متهم يدعى حمادة محمد أحمد على، مسئولية صناعة العبوات الناسفة لاستخدامها فى تنفيذ العمليات.
وتبين من تحريات الأجهزة الأمنية، أن المجموعة وزعت عناصرها على 4 لجان فرعية، تولت الأولى مهمة إعداد الأعضاء فكريا وبدنيا وشرعيا، والثانية تولت مهمة الرصد وتتبع الشخصيات العامة والتمركزات الأمنية، والثالثة خططت لطرق تنفيذ عمليات التخريب بأقل خسائر ممكنة، أما الرابعة التى ضمت "محمود بدر" تولت مهمة التمويل والدعم اللوجستى.
واستقرت قيادات المجموعة المسلحة على استخدام أساليب جديدة فى التعامل مع مؤسسات الدولة، تنحصر فى تفجير الكمائن الأمنية بنطاق القاهرة والجيزة، عن طريق تفخيخها بالعبوات الناسفة محلية الصنع، وتفجيرها عن بعد لإحداث أكبر كمية من الخسائر فى صفوف قوات الشرطة.
وبدأت عناصر الخلية فى تنفيذ مخطط "نسف الكمائن" بمناطق محافظة القاهرة، بتفخيخ نقطة مرور القومية العربية بزرع عبوتين، وزرع عبوة ناسفة شديدة الانفجار بجوار الكمين الأمنى المتمركز أعلى الطريق الدائرى بالمريوطية، وزرع عبوة ناسفة فى محيط محكمة الجيزة لاستهداف عناصر الشرطة والمواطنين، واستهداف التشكيل الأمنى لقوات الأمن أمام فندق ميدل ايست بشارع الهرم، إلا أن خبراء المفرقعات نجحوا فى إحباط مخططهم بتفكيك تلك العبوات دون خسائر مادية.
وفى محافظة القاهرة، نفذت عناصر الخلية عمليات زرع عبوات بثلاثة تمركزات أمنية، وهى: كمين الطريق الدائرى بالمرج، وقوات الشرطة بميدان النعام بالمطرية، ومحيط قسم شرطة عين شمس، وزرع عبوة ناسفة بمحطة مترو المعادى.
جدير بالذكر أن هذه القضية الثالثة التى يواجه فيها محمود فتحى بدر، رئيس حزب الفضيلة السلفى، اتهامات بدعم وتمويل الإرهاب، حيث أحيل للمحاكمة الجنائية فى قضيتين سابقتين، الأولى خاصة بواقعة اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، والثانية تأسيس حركة "مجهولون" المسئولة عن تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير أبراج الكهرباء بمحافظة الجيزة.