"الدم بقي مية".. جملة تلخص ما حدث بمنطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة بين شقيقين، قرر احداهما أن ينهي صلة الدم التي تربطهما، وأن ينهي رحلة 60 عامًا عاشوها سويًا من أجل المال، ففي لحظة غضب انهي صاحب محل العصافير حياة شقيقه الأسطى أحمد، خنقًا وتخلص من جثتها بطريقة أكثر بشاعة، وظن أن جريمته لن يتم كشفها.
في شارع الجامعة بمنطقة إمبابة، تأجج الصراع بين رجل في أواخر الخمسينيات من عمره وشقيقه الأسطى أحمد الحلاق، بعدما تكالبت الديون على الأول وعجز عن سدادها، وفشل في إقناع أخوه بأن يساعده بأموال الجمعية التي يحتفظ بها داخل منزله.
لم يستمر الصراع طويلًا بين الشقيقين وقرر صاحب محل العصافير أن ينهيه سريعًا، فاستدرج شقيقه إلى شقة سكنية بذات المنطقة التي يملكون فيها محالهم التجارية، وهناك اعتدى عليه بالضرب، وخنقه حتى تأكد أنه فارق الحياة، بعدها سرق أمواله وهاتفه، وبقى الجزء الأخير من الخطة كيف يتخلص من جثة شقيقه.
قطع صاحب محل العصافير، جثة شقيقه لأجزاء صغيرة، ووضعها داخل شوال، بعدها حملة في ساعة متاخرة من الليل وتخلص منها في القمامة، دون أن يذرف دمعًا على "الظفر الذي خرج من اللحم"، بعدها ظل أيام داخل منزله لا يخرج منه، حتى بدأ الناس يرددون خبر العثور على إشلاء جثة بشرية في القمامة، هنا بدأ القلق يساوره.
في ذلك الوقت بدأت أجهزة الأمن خطة البحث للوصول للقاتل المجهول، والتوصل لحقيقة الإشلاء التي تم العثور عليها، وبعد إجراء التحريات، وتفريغ كاميرات المراقبة، توصلت لهوية المجني عليه، وعدها تمكنت من تحقيق هوية الجانى، وكانت المفاجأة أن الجاني هو شقيق المجني عليه، وتمكنت من ضبطه.
أمام النيابة العامة اعترف المتهم بقتل المجنى عليه بسبب خلافات مالية بينهما، وأعاد تمثيل جريمته، وصدر قرار من النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجريها.
انتقل "انفراد" إلى المكان الذي شهد الجريمة بشارع عبد الباقى المتفرع من شارع الجامع بإمبابة، وهناك تقابلنا مع عدد من الأهالى وجيران المجني عليه والجاني، والذي أكدوا على حسن سيرة المجنى عليه، وأنهم لم يكونوا يتوقعوا أن تنتهى حياته بتلك الطريقة، خاصة على يد شقيقه.