على الرغم من أن هيلارى كلينتون ستدخل التاريخ الأمريكى من أوسع أبوابه عندما تصبح رسميًا مرشحة الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن ربما لا تكون هى وحدها فى تلك السابقة التاريخية، وربما تصطحب معها إلى البيت الأبيض سيدة أخرى من الممكن أن تترشح معها على منصب نائب الرئيس فى بطاقة الحزب الديمقراطى.
فقد أعلنت السيناتور الديمقراطية البارزة إليزابيث وارين دعمها لترشح كلينتون عن الحزب فى سباق البيت الأبيض فى مواجهة منافسها الجمهورى المفترض دونالد ترامب، فى الوقت الذى قالت فيه كلينتون عنها إنها "مؤهلة" للترشح نائبة لها فى انتخابات الرئاسة.
وقالت كلينتون، فى مقابلة أجرتها معها صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية: "أعتقد أنها - أى وارين - موظفة حكومية رائعة، ومؤهلة بوضوح للقيام بأى دور"، مضيفة: "أتطلع إلى العمل معها ليس فقط فى الحملة ونقدها الفعال جدًا لترامب، وإنما أيضًا فى القضايا التى اهتم بها أنا وهى على حد سواء".
وكانت وارين هى السيدة الوحيدة بين الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ التى لم تكن قد أعلنت دعمها لكلينتون بعد، ومن المتوقع أن تساعد فى جذب أنصار ساندرز واليسار بشكل عام خلف المرشحة الديمقراطية المفترضة.
وإلى جانب إعلان تأييدها لكلينتون، عبرت وارين عن دعمها لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بطريقة أخرى، تمثلت فى شنها هجومًا حادًا على ترامب، أثار بدوره الأخيرة وجعله يصفها بالبلهاء.
فخلال حديثها أمام جمعية الدستور الأمريكى أمس، الخميس، ألقت وارين الحلقة الأحدث فى سلسة خطاباتها المهاجمة لترامب، وتبنت خلاله نفس أسلوب إمبراطور العقارات الساخر بعدما وصفته بالفتوة العنصرى الحساس للانتقادات، والفتى الذى ورث ثروة وحافظ عليها بغش الناس.
وتابعت وارين موجهة حديثها له قائلة: "دونالد، إن ما تفعله هو وصمة عار كلية.. يجب أن تخجل من نفسك وتشعر بالخجل لاستخدامك منصة الحملة الرئاسية لمهاجمة شخصية أحد القضاة، وتفعل ذلك ببساطة لأنك تعتقد أنك تمتلك حقًا إلهيًا لسرقة أموال الناس وتفلت من العقاب. أنت عار على نفسك وعار على هذا البلد العظيم".
وجاء خطاب وارين بعد ساعتين من إعلانها تأييدها لكلينتون على شاشة “MSNBC"، وكانت وارين قد وقعت على خطاب من قبل تشجع فيه كلينتون على الترشح للرئاسة. وقامت فى الأسابيع الأخيرة بدور المهاجم الأساسى لترامب، وتلاحق المرشح الجمهورى على منصته المفضلة فى السوشيال ميديا، وهو موقع تويتر.
وفى هجوم سابق، قالت وارين عن ترامب إن لعابه كان يسيل على فكرة أزمة الرهن العقارى التى تسببت فى حدوث الأزمة المالية عام 2008، لما كانت تعنيه، بحيث يستطيع شراء عقارات بأسعار منخفضة، واتهمت وارين ترامب بأنه لا يهتم بأحد غير نفسه.
وكانت صحيفة "يو إس إيه توداى" قد ذكرت أن كلينتون تبحث اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس يكون قادر على استمالة أنصار ساندرز، وأن المتطلبات الأساسية فى هذا المرشح أن يكون قادرًا على محاربة منافسة دونالد ترامب، وهى الصفات التى رأى كثيرون أنها تنطبق على وارين. كما أن صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرًا قالت فيه إن كلينتون لديها سلاح جديد ضد ترامب وهو إليزابيث وارين.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست"، إن نهج وارين قد أثار اهتمام الديمقراطيين بأن تكون نائبة لكلينتون. فهى خبيرة بارزة فى الديون والتمويل الشخصى. وحتى قبل ترشيحها لمجلس الشيوخ عام 2012، كان لها قوة سياسية واسعة وتحظى بدعم كثير من أنصار بيرنى ساندرز.
وفى عام 2014 وبداية عام 2015، حاول الكثير من النشطاء التقدميين أن يجعلوا وارين نفسها تشارك فى السباق.. وتلك الحركة أظهرت مدى الدعم الذى تحظى به ديمقراطية شعبوية تقدمية، وعندما قررت وارين عدم الترشح، تحولت أغلب الطاقة الخاصة بتلك الحركة إلى ثورة بيرنى ساندرز، كما تقول إيريكا ساجرانزس التى أدارت حملة لدعم وارين.