دعا وزراء خارجية دول جوار ليبيا إلى تفعيل الاتفاقية الرباعية بین ليبيا ودول الجوار لتأمين الحدود المشتركة، إعادة تفعيل اللجنتين الفرعيتين الخاصتين بالسياسة والأمن، اللتين ترأسهما على التوالي مصر والجزائر مع تحديد المواضيع والمسائل التي تتكفل بها وتأطيرها، على أن تجتمع في أقرب الأجال الممكنة، مرحبين بمقترح مصر باستضافة الاجتماع القادم لوزراء خارجية دول الجوار الليبي في موعد يتم الاتفاق عليه لاحقا.
وأكد البيان الختامي لوزراء خارجية دول جوار ليبيا، الدور المحوري لألية دول الجوار في دعم المسار اللیبی برعاية أممية، وعلى أهمية التشاور في منتدى الحوار السياسي الليبي والعمل على التنسيق ما بين اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" ودول الجوار الليبي بشأن انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية لوضع آلية فعالة وعملية بين الجانب الليبي ودول الجوار.
ودعا وزراء خارجية دول الجوار الليبي في البيان الختامي للاجتماع - حصل انفراد على نسخة منه - الذي اختتم أعماله مسا اليوم الثلاثاء، في الجزائر العاصمة إلى ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 وعلى النحو المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، مؤكدين على الحاجة لإشراك دول الجوار بشكل كام في المحادثات أو المسارات التي يتم إطلاقها في هذا الصدد.
وشدد وزراء خارجية دول الجوار الليبي على ضرورة التنفيذ الفعلي للأولويات الرئيسية لخارطة الطريق المتفق عليها، من حيث إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 ومخرجات مؤتمر برلين 2 وخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، على أن تقوم المؤسسات الليبية المختصة بتمهيد الأرضية القانونية والدستورية لذلك، وانسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وانجاز المصالحة الوطنية.
وشدد على الأهمية القصوى لإنجاز مصالحة وطنية شاملة وذات مصداقية في إطار مساعي الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الليبي والحاجة الملحة لتعزيز تدابير بناء الثقة من أجل تهيئة المناخ الملائم لإنجاح الانتخابات، مرحبين بجهود فريق الاتحاد الإفريقي الرفيع المستوى المعني بليبيا ومفوضية الاتحاد الإفريقي من أجل تمهيد الطريق لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية بين الليبيين بالتنسيق مع دول الجوار.
واستعرض وزراء خارجية دول الجوار الليبي الوضعية السائدة في ليبيا وانعكاساتها على المنطقة، وتطرقوا للسبل والوسائل الكفيلة بتمكين الدول المجاورة من الدعم الفاعل للجهود الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى دعم المسار السياسي ينهي الخلافات ويحفظ أمن واستقرار جميع دول الجوار.
أكد الوزراء التزامهم بمخرجات مؤتمري برلين 1 و2 وجد دوا تمسكهم بسيادة دولة ليبيا ووحدتها الوطنية وسلامتها الترابية. كما جددوا رفضهم القاطع لجميع أشكال التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية الليبية، مع إدانتهم لاستمرار توريد الأسلحة والمرتزقة إلى التشكيلات المسلحة وذلك في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وكذلك المحاولات المتعمّدة لبث الفرقة بين الليبيين لتقويض كافة الجهود الهادفة إلى حل الأزمة في ليبيا.
واتفق المجتمعون على إيلاء اهتمام خاص لتأثير الأوضاع في ليبيا على دول الجوار الليبي الجنوبی والعمل على إشراكهم في كافة الاجتماعات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأزمة.
وشدد الوزراء على أهمية ضمان تعزيز التنسيق والمواءمة الكاملة بين جهود الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي التي تعمل بشكل وثيق مع دول الجوار، بهدف تجنب تعدد الجهود والمسارات المتنافسة في دعم المرحلة الانتقالية للحل الشامل في ليبيا.
ورحب المشاركون بالتحسن الذى شهده الوضع في ليبيا والذى تميز بوقف الأعمال العدائية وتشكيل السلطة الانتقالية المتمثلة في المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة التي حظيت بثقة مجلس النواب، فضلا عن إعادة فتح الطريق الساحلى الرابط بين شرق ليبيا وغربها.
وأسدى رئيس الجمهورية الجزائرية توجيهاته للمشاركين وحثهم على ضرورة مواصلة الجهود وتكثيف التنسيق والتعاون، لتجسيد ما تم الاتفاق عليه، قصد إنجاح مسار العملية السياسية الجارية في ليبيا.